عدنان مجلي: الشعب الفلسطيني يستحق اختيار من يمثله ومن يبني ويدير مؤسساته
تاريخ النشر : 2021-01-24
عدنان مجلي: الشعب الفلسطيني يستحق اختيار من يمثله ومن يبني ويدير مؤسساته
عدنان مجلي


رام الله - دنيا الوطن
وجه رجل الأعمال، رئيس المجلس الفلسطيني الاقتصادي العالمي، عدنان مجلي، اليوم الأحد، كلمة إلى الشعب الفلسطيني، بعد إصدار الرئيس عباس، المراسيم الخاصة بتحديد موعد إجراء الانتخابات.

وقال: إن الشعب الفلسطيني، يستحق اختيار من يمثله، ومن يبني ويدير مؤسساته، ومن يرسم مستقبل أجياله، مشيراً إلى أن مستقبل أجيالنا بحاجة إلى قيادات شابة، متعلمة، مناضلة، مستعدة لخدمة الشعب، وليس قيادة تريد للشعب أن يخدمها، ويوفر لها سبل الراحة والثراء الشخصي.

وأضاف: "نريد ممثلين قادرين على بناء أنظمة تعليمية وصحية واقتصادية حديثة، أنظمة تتناسب مع التطورات الجارية بالعالم".

وفيما يلي نص الكلمة التي وصل "دنيا الوطن" نسخة عنها: 

أخيراً، وبعد طول إنتظار، صدرت المراسيم، وحددت المواعيد لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية.

أخيراً وليس آخراً، استجاب الرئيس محمود عباس لدعوتنا المتكررة لإجراء الانتخابات العامة، وله كل الشكر والتقدير على هذه الخطوة التاريخية الكبيرة. فأن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبداً.

نعم، صدرت المراسيم، وتحولت معها فلسطين إلى ورشة انتخابية مفتوحة: الكل يتحدث، والكل يتحرك، والكل يبحث ويناقش ويجادل.... لقد أعادت هذه الخطوة الروح إلى الحياة السياسية في البلاد، بعد موات دام ردحا طويلا من الزمن.

نعم ايتها الاخوات والاخوة: إنطلق القطار، قطار الانتخابات، ولن يتوقف، ولن يخرج عن سكته حتى يصل الى محطة الاخيرة، ومن يحاول إيقافه، سيقف في طريق الشعب، وفي طريق مسعاه نحو الحرية والديمقراطية والمشاركة السياسية.

وكما قال رئيس لجنة الانتخابات، الرجل الحكيم، الدكتور حنا ناصر: إنه حقا أمر معيب أن تكون فلسطين بلا برلمان.

فلسطين: بلد التعددية السياسية الأولى في العالم العربي، التي قال عنها الراحل ياسر عرفات ذات يوم: ديمقراطية غابة البنادق....

فلسطين: بلد الكفاءات العلمية التي ساهمت في تنوير شعوب المنطقة.

فلسطين: بلد المحاربين من أجل الحرية والحقوق الوطنية.

فلسطين: بلد المتفوقين المنتشرين في العالم.

فلسطين: بلد محمود درويش، وأدوارد سعيد، وابراهيم أبو لغد، وغسان كنفاني، وأميل حبيبي وغيرهم الكثير الكثير من المبدعين الذين أناروا دروب العالم بالفكر والأدب والمعرفة... من المعيب جدا أن تكون بلادنا مظلمة بلا منارة للديمقراطية.

لنقدم ايتها الأخوات والأخوة كل الشكر والتقدير للرئيس محمود عباس، على هذه الخطوة التاريخية المصيرية، ولنسير معه حتى النهاية في بناء نظام سياسي عصري قائم على التعددية، وعلى بناء المؤسسات السيادية لدولة فلسطين، وفي مقدمتها البرلمان والرئاسة، والمجلس الوطني.

إن نجاحنا في بناء مؤسساتنا السيادية، هو خطوة كبرى على طريق الحرية والاستقلال والجدارة الوطنية.

نعم، إنطلق القطار، قطار الحريات والمنافسة السياسية، والاحتكام الى صناديق الاقتراع بدلا من صناديق الرصاص، وبدلا من المؤامرات والدسائس وقمع الحريات وتشويه المنافسين والصاق ابشع التهم بهم.

الاخوات والاخوة

لقد حان وقف التغيير.

فالشعب الفلسطيني يستحق اختيار من يمثله، ومن يبني ويدير مؤسساته، ومن يرسم مستقبل أجياله.

إن مستقبل أجيالنا في حاجة الى قيادات شابة، متعلمة، مناضلة، مستعدة لخدمة الشعب، وليس قيادة تريد للشعب ان يخدمها، ويوفر لها سبل الراحة والثراء الشخصي.

نريد ممثلين قادرين على بناء أنظمة تعليمية وصحية واقتصادية حديثة، أنظمة تتناسب مع التطورات الجارية في العالم.

لو نظرنا اليوم الى واقع التعليم والصحة والاقتصاد في فلسطين ماذا نجد؟

نجد نظاما تعليميا مدرسيا وجامعيا قديما لا يتناسب مع حاجة السوق المحلي والدولي.

ففي الوقت الذي تتجه فيه الدول الى التعليم الرقمي والتعليم المهني والتعليم القائم على التفكير والخلق والابداع، فإن نظامنا ما زال قائما على الحشو والانشاء والدراسات التي لا يجد صاحبها مكانا له في سوق العمل والانتاج القائم على التطور التكنولوجي والرقمي.

واذا نظرنا النظام  الصحي، لوجدنا أنه غير قادر على توفير الحد الأدنى من حاجة الناس...

وكذلك الاقتصاد وكل منظومة الخدمة العامة.

لهذا كله نحن في حاجة الى فتح الطريق أمام الأجيال الجديدة من المتعلمين  والمناضلين ليتصدروا المشهد، ويعيدوا بناء مؤسساتنا التعليمية والصحية والاقتصادية وكل مؤسسات الخدمة العامة.

لنقل للجيل القديم من المؤسسين يعطيكم الف عافية، كفيتوا و وفيتوا، لقد انتهى دوركم الآن، وعلينا ان نعطي الفرصة للجيل الجديد، الجديد الذي يفهم لغة العصر، لغة العلم والمعرفة، لغة تطوير التعليم والصحة وكل اشكال الخدمة العامة. لغة الاقتصاد والتنمية.

ان حجم البطالة بين الخريجين في مجتمعنا تدق الف جرس انذار.

وان ضعف الاقتصاد في بلادنا يدق الف جرس انذار

وان ضعف النظامين الصحي والتعليمي والخدمة العامة يدق مليون جرس انذار.

فمن هو القادر على اصلاح كل هذا الخراب، وإعادة بناء مؤسسات ونظم عصرية؟ هذا السؤال الذي يجب ان تجيب عليه هذه الانتخابات.

هذا هو السؤال الذي يتوقف مصيرنا ومستقبلنا على الإجابة عليه بلا تررد.

نعم ايتها الاخوات والاخوة: نحن في حاجة الى مجلس تشريعي يراقب ويحساب، والى نظام انتخابي راسخ يجعل من الجمهور المرجعية الأولى والأخيرة للحكم.

لندع الف زهرة تتفتح في بستان الديمقراطية الفلسطينية، وليختار الشعب من يختار، وبعد حين سيدرك كل مواطن ان كان خياره صائبا ام خائبا.