مناضلو "السبوبة".. وجثة الجندي بمئة ألف دولار
تاريخ النشر : 2020-11-30
مناضلو "السبوبة".. وجثة الجندي بمئة ألف دولار
الجندي إيلان سعدون


عبدالله عيسى
رئيس التحرير


منذ تأسيس السلطة الفلسطينية، انهمك بعض الوزراء والمسؤولين الفلسطينيين، في تطبيع غير عادي مع إسرائيل، كان الهدف منه مكاسب شخصية بحتة، وما يملأ جيوبهم من تحت الطاولة، في صفقات مريبة، وكانت الصحافة الإسرائيلية، تصفع المواطن الفلسطيني، بين الحين والآخر، بأخبار تعاون هذا الوزير أو ذاك مع الاحتلال.

وبعد عام 1967، مباشرة، شاهد الناس في الضفة الغربية، جرافات وشاحنات تتبع لشركة، تقوم بخلع سكة الحديد التي بناها الإنجليز، لنقلها إلى سيناء، واكتشف لاحقاً أن هذه الشركة تقوم ببناء (خط بارليف)، والمثير في الأمر، أن صاحب الشركة عُيّن وزيراً في السلطة، بعد تأسيسها.

وتكرر الأمر بعد تأسيس السلطة، إذ دارت اشتباكات في بداية عهد السلطة، بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لمنع الاحتلال من بناء مستوطنة (أبو غنيم) قرب القدس، لنتفاجأ لاحقاً بشركة تابعة لأحد وزراء السلطة، تقوم ببناء المستوطنة.

ذات مرة، كشفت الصحافة الإسرائيلية، عن قيام أحد كبار المسؤولين الفلسطينيين بالتواصل مع مسؤولين إسرائيليين، لكي تحصل ابنته على الجنسية الإسرائيلية، وفعلاً حصلت على "الهوية الزرقاء"، ثم تكرر الأمر منذ سنوات قليلة، بقيام وزير بطلب الجنسية الإسرائيلية لنفسه، وحصل عليها، ونشرت الصحافة الإسرائيلية، أن أجهزة أمن الاحتلال، أشّرت على طلبه بأنه شخصية "إيجابية"، وبمصطلحات الاحتلال، تعني بأنه "متعاون".

بعد إقامة السلطة، أقامت إسرائيل الدنيا ولم تُقعدها، بحثاً عن جثة الجندي إيلان سعدون، الذي خطفته عناصر تتبع حركة (حماس)، وحسب التعاليم التوراتية، فإن الإسرائيليين لديهم اعتقاد بأن الميت لا يدخل الجنة إذا لم تُوجد جثته، فطلبت من أجهزة السلطة البحث عن الجندي المخطوف، وبالفعل.. توصل جهاز أمني فلسطيني إلى مكان دفنه، وأبلغ الاحتلال بمكانه.

توجه بعدها، رئيس المخابرات الإسرائيلية، في حينه، كارمي غيلون، برفقة رئيس الجهاز الأمني الفلسطيني، إلى مكان دفنه في صحراء النقب، وحفرت الجرافات الإسرائيلية، حتى عثروا على جثة الجندي.

وبعد فترة، زار رئيس المخابرات الإسرائيلية، الرئيس الراحل ياسر عرفات، بغزة، وخلال الحديث حول ما ستحصل عليه السلطة مقابل تسليم الجندي، تفاجأ أبو عمار، برئيس المخابرات الإسرائيلي، يخبره بأنهم شكروا "فلان الفلاني"، رئيس الجهاز الأمني، وسلموه مئة ألف دولار كمكافأة.

ويمكننا القول، بأن نتنياهو قد فهم تماماً عقلية مسؤولي السلطة، فاصبح يرد عليهم عندما يتحدثون عن وقف التنسيق الأمني، بأنه سيوقف العمل ببطاقات (VIP)، فيسرع مسؤولو السلطة إلى العودة للتنسيق مثل التلميذ النجيب، وتكررت هذه القصة عدة مرات، حتى أصبحت محفوظة.

لاحقاً.. نتحدث عن الضيف البريطاني الغامض في القدس، والوزير ذو السكرتيرات السبع.

وللحديث بقية ...