أبو النجا: يجب وجود جُرأة بقضية الحالة الوبائية ولجان المصالحة موجودة مسبقاً
تاريخ النشر : 2020-09-19
أبو النجا: يجب وجود جُرأة بقضية الحالة الوبائية ولجان المصالحة موجودة مسبقاً
ابراهيم أبو النجا


خاص دنيا الوطن - أحمد العشي
أكد إبراهيم أبو النجا، محافظ مدينة غزة، القيادي في حركة فتح، أن الوضع في قطاع غزة في ظل تفشي فيروس (كورونا)، ليس سهلاً، مشدداً على ضرورة أن تكون هناك جرأة والتزام، فالجرأة تتمثل بالإفصاح الحقيقي عن المكان الذي فيه الوباء، وعدد الإصابات والوفيات، وحقيقة الأمر، وكيف ينتشر.

وقال أبو النجا لـ "دنيا الوطن": "القضية ليست إعلامية، وليست عملية إنكار، فالمرض لا يُنكر، فأخطر شيء هو إنكار حقيقة المرض، ولا يُقلل من قيمته وأهميته وخطورته، فغزة أكثر مكان في العالم مكتظ بالسكان، والكل يعرف ونحن نعرف ذلك، فأصبحت القضية، قضية عدوى، علينا أن نلتزم بما يجب فعله وألا نكابر ولا ندير ظهرنا".

وأضاف أبو النجا: "على شعبنا أن يفهم خطورة العملية، ولا يمكن أن يكون على رأس كل واحد من شعبنا طبيب وشرطي، فالقضية قناعة وعلم وفهم والتزام واهتمام بشعبنا، فالكل مشغول بما لديه، فلا يجب أن نراهن كثيراً على العالم، إنما علينا أن نراهن على أنفسنا".

وتابع بقوله: "يكفينا ما قاله الرئيس عندما كان أول إنسان ورئيس في العالم، أعلن عن حالة الطوارئ، وكان يعرف خطورة المرض، وتنبأ بخطورته، وبقي كذلك حتى في لقاء القمة الفلسطيني، حيث إن الوضع في غزة أخذ حيزاً كبيراً في خطابه، وحذر وقال نحن لا يمكن أن نتخلى عن غزة، وأمر بإرسال وفد طبي على رأسه وزيرة الصحة، والتقينا بهم، وأكد الرئيس أنه تم إرسال 20 شاحنة".

وأوضح أبو النجا، أنه لا فائدة من كل ما يمكن أن يكون موجوداً إذا لم يكن الإنسان مهتماً وملتزماً ومقتنعاً ومنتبهاً، فالوضع خطير جداً، منوهاً إلى أن العلاج بأيدينا، فالوقاية أهم شيء، والإجراءات المتخدة على الأرض كبيرة، لكنها بحاجة إلى تعاون، فهناك وعي طبي عند الطلبة، والذين انتقلت لديهم العدوى، منوهاً إلى أنه اتصل بهم فرداً فرداً واطمأن عليهم.

وفي سياق آخر، وعلى صعيد اجتماع الأمناء العامين، أكد القيادي في حركة فتح، أنه ترأس لجنة المتابعة العليا لمدة ثماني سنوات، حتى قبل الانقسام بيوم، لافتاً إلى أن الذين كانوا موجوين من الفصائل خلال اجماع القمة الفلسطيني، كان لهم ممثلون من الصف الأول في لجنة المتابعة العليا في القوى الوطنية والإسلامية.

وقال: "كنا نجتمع في المجلس التشريعي، الذي كنت أنا أترأسه والنائب الاول فيه، وعقدنا الكثير من الاتفاقيات، اتفاقية آذار/ مارس، واتفاقية 2005، وصيغة الوفاق الوطني، ثم في الحوار الذي كان القاهرة عام 2009 بعد الانقسام، ثم الاتفاق في 4 أيار/ مايو 2011، ثم اتفاق حول حكومة الوحدة الوطنية عام 2017، بمعنى أنه لم يكن هناك اتفاق إلا وكنت شاهداً أو مشاركاً فيه، فقد كان في كل اتفاق، يخرج علينا بعض الإخوة في الفصائل يقولون (نعم) ويتبعوها بكلمة (ولكن)، حيث إن كلمة ولكن تلغي نعم، فنعم حتى لا يقال أننا عدميون، وكلمة لكن جاءت لتعتبر نفسها متميزة".

وأضاف أبو النجا: "في هذا اللقاء التاريخي اجتماع (الامناء العامون)، لم تكن هناك كلمة ولكن ولا استدراكات، فالكل شعر بالهم والمسؤولية وبما يجب فعله، ولم يُضغط علينا من قبل قوى أخرى، حيث أننا جئنا بمحض إرادتنا، حيث كان علينا ضغط وواجب وشعبي وضغط القضية والمؤامرة علينا، حيث كان هناك رهان على أن هناك انقساماً وان هناك بديلاً عن المنظمة ان هناك دولة في غزة، فجاء المؤتمر ليلغي كل ذلك، ليبقي على قضية وقيادة واحدة، وممثل واحد شرعي وهو منظمة التحرير، وعلى رئيس واحد وعلى دولة واحدة، فلا دولة بدون غزة ولا دولة في غزة، ولا دولة بلا القدس ولا دولة بلا الضفة، فهذا قطع الطريق على الجميع، فلم يعد بين صفوفنا من يراهن عليه، ولم تعد هناك جهة تقول أنها تمثل الفلسطينيين، ولم يعد هناك فصيل يقول الذي حدث يعاب عليه او ان هناك خللاً او غير ذلك".

وشدد القيادي في فتح، على ضرورة اتباع والتزام ما تم الاتفاق عليه، ويتمثل ذلك في الخطوات الإجرائية التي طلب عملها، منوها إلى أن الجميع كان موجوداً، فالمطلوب تشكيل قيادة واحدة وفريق عمل وتحضير الملفات كلها، بالإضافة إلى أنه مطلوب أن يكون هناك إنجاز خلال خمسة أسابيع، وأن يتم وضع رؤية وبرامج وآليات وأهداف، يجب الذهاب إليها لتحقيقها.

وفيما يتعلق باللجان المقرر تشكيلها، قال أبو النجا: "لن نأتي بشيء لو أقمنا كل يوم لقاءً، ولن نأتي بجديد، فكلنا سنعود إلى ما بدأنا به، فاللجان الذي تحدث عنها المؤتمرون، والتي جاءت ووردت في البيان الختامي، هي نفس اللجان الخمس المعلن عنها سابقاً أو قريبة منها أو مشتقة عنها، وهي، لجنة منظمة التحرير ولجنة الانتخابات ولجنة المصالحة المجتمعية ولجنة الأجهزة الأمنية ولجنة الحكومة، وقد تضاف أو تغير بعض الأسماء، وبالتالي اللجان موجودة، فالكرة الآن في مرمى الأمناء العامين كافة، عليهم ان يتداعوا وعليهم ان يجددوا تشكيل هذه اللجان وان يفعلوها، وأن يضعوا ما نقص وما يجب اضافته لكل ما كان قد طرح".

وأشار إلى أنه المطلوب اليوم، وضع آليات تنفيذ لما تم الاتفاق عليه، حتى لا يتم العودة للمربع الأول، ولا يقال إن الفلسطينيين ما يصدر عنهم ليس صحيحاً، وانهم كانوا يتلاعبون بمصير شعبهم، وإنما القول بأنه تم وضع اللبنات الأساسية، والبناء عليها ومن ثم الانطلاق.

وحول دمج حركتي الجهاد وحماس في منظمة التحرير، أكد أبو النجا، أن الاتفاق على سلطة واحدة وقانون واحد وقيادة واحدة خلال البيان الختامي، مقدمة لدمج الحركتين في منظمة التحرير، لافتاً إلى أن إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وزياد النخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، تحدثا والجميع بذلك.

وقال: "لم تعد هناك قضية للتسالي حقيقة، فشعبنا كان يتابع القضايا كافة والكلمات حرفيا، فمنظمة التحرير خيمتنا وقد قالها الجميع، والمنظمة هي مظلتنا وممثلنا، فصحيح نحن لسنا مختلفين على اهمية وضرورة اعادة تفعيلها ويشارك الجميع فيها، حيث أن المشاركة فيها تأتي عبر انتخابات مجلس وطني حيث أمكن، وهذا منصوص عليه، وفي المناطق التي لا يمكن يتم التوافق على النسبة والتناسب والتمثيل للجميع، فهذا الذي صدر ليس محط خلاف من قبل أحد".