اتفاقات التطبيع مع الإمارات والبحرين.. هل تنقذ نتنياهو من السجن؟
تاريخ النشر : 2020-09-16
اتفاقات التطبيع مع الإمارات والبحرين.. هل تنقذ نتنياهو من السجن؟
بنيامين نتنياهو


خاص دنيا الوطن - أحمد العشي
لا زال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في دائرة الخطر، بسبب قضايا الفساد التي يعاني منها، والمتمثلة في الرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال.

ولكن بعد نجاحه في إقامة علاقات تطبيعية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، وبرعاية وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، هل يمكن أن ينقذ نفسه من الدخول للسجن.

أكد عاهد فروانة، المختص في الشأن الإسرائيلي، لـ"دنيا الوطن"، أن نتنياهو يحاول الاستفادة من اتفاقيات التطبيع، حتى يستطيع أن يتهرب من قضايا الفساد التي تواجهه، وقرب محاكمته مع نهاية العام الجاري، بالإضافة إلى فشله في التعامل مع أزمة (كورونا) وما ترتب عليها من أزمة اقتصادية كبيرة داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال: "كل ذلك أدى إلى تراجع شعبية نتنياهو، وفق استطلاعات الرأي، حيث قبل عدة أشهر كان من نصيبه 40 مقعداً، ولكن اليوم وفي أحسن الأحوال، يحصل على 30، بالمقابل تقدم منافسه الأساسي، وهو نيفتالي بنيت الحاصل على 20 مقعداً، وهذا يؤرق نتنياهو بشكل كبير".

وأشار فروانة، إلى أنه من خلال اتفاقات التطبيع التي أقامها، يحاول أن يثبت للرأي العام الإسرائيلي، بأنه هو الوحيد القادر على تحقيق إنجازات خارجية، حيث من الملاحظ أنه لم يصطحب معه إلى واشنطن لتوقيع اتفاقات التطبيع، كلاً من غابي اشكنازي أو بيني غانتس، حيث يحاول أن يحصر هذا الإنجاز لشخصه، وبأنه هو صاحب هذا الإنجاز.

وأوضح المختص في الشأن الإسرائيلي، أنه من الصعب أن تحول هذه الاتفاقيات دون محاكمة نتنياهو، لأن الموضوع متعلق بمحكمة سيكون موعدها نهاية هذا العام، وبالتالي هو مضطر للمثول أمامها ثلاثة أيام في الأسبوع.

ولفت فروانة، إلى أن هناك حلين يمكن أن يخرجا نتنياهو من هذا المأزق، الأول أن يسن قانوناً في (كنيست) يسمى القانون الفرنسي، والذي ينص على أنه لا يتيح لأي محكمة أن تحاكمه، طالما هو على رأس الحكم، ولكن من الصعب تحقيق هذا الحل.

وقال: "أما الحل الثاني، فيتمثل في أنه بعد انتهاء فترة رئاسته لرئاسة الحكومة، يمكن أن يرشح نفسه لرئاسة دولة إسرائيل، والقانون الإسرائيلي يمنع أن يتم إصدار أي حكم ضد الرئيس طالما هو على رأس منصبه".

من جانبه، استبعد راسم عبيدات، المختص في الشأن الإسرائيلي، أن ما يقوم به نتنياهو من اتفاقيات تطبيع، ستنقذه من المحاكمة والدخول إلى السجن.

وقال عبيدات لـ"دنيا الوطن": "لا اعتقد بأن ما يقوم به نتنياهو من محاولة لتصدير أزماته الداخلية المتمثلة في الفشل في إدارة ملف جائحة (كورونا) وما نتج عنها من تداعيات خطيرة على القطاعات الاقتصادية المختلفة من حيث زيادة نسبة التضخم والبطالة وارتفاع نسبة الفقر، وكذلك الصراعات والتخبط في القرارات الحكومية، حول كيفية معالجة تفشي جائحة (كورونا) في المجتمع الإسرائيلي، سينقذه من السجن".

وأضاف: "إسرائيل الدولة الوحيدة التي يدخل مجتمعها في إغلاق شامل مرتين في ظل انتشار الجائحة، وبالتالي نتنياهو لديه قضية منظورة أمام القضاء، وفيها لائحة اتهام بثلاث تهم خطيرة، متمثلة في الرشوة وسوء إدارة وخيانة أمانة، وهذه التهم قد تقود به إلى السجن".

وأشار عبيدات، إلى أن المظاهرات تتواصل وتزداد وتتسع، على خلفية تغليب مصالحه الخاصة على المصالح العامة، وتشتته وفشله مربك ومحبط، ولذلك الجمهور الإسرائيلي غير معني جداً بتطبيع العلاقات الإسرائيلية مع الإمارات أو البحرين أو غيرها من الدول العربية، وهي لن تشكل خشبة الإنقاذ لنتنياهو من إمكانية السقوط من بوابة جائحة (كورونا).

في السياق، قال المختص في الشأن الإسرائيلي: "إن المهم عند المجتمع الإسرائيلي، هو الوضع الاقتصادي الذي يعاني من إخلالات كبيرة وتردي الوضع الاجتماعي، وباختصار التطبيع مع الدول العربية لن يشكل خشبة الإنقاذ لنتنياهو، وستزداد الضغوط الشعبية والحزبية عليه من قوى اليمين والمعارضة من أجل إسقاطه من بوابة جائحة كورونا".