رداً على التطبيع.. هل تسحب دولة فلسطين جميع سفرائها من الدول الخليجية؟
تاريخ النشر : 2020-09-15
رداً على التطبيع.. هل تسحب دولة فلسطين جميع سفرائها من الدول الخليجية؟
صورة تعبيرية


خاص دنيا الوطن - أحمد العشي
أقدمت القيادة الفلسطينية، على اتخاذ خطوتين هامتين، رداً على إعلان اتفاقي تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، كان بتوقيع دولة الإمارات العربية المتحدة، وآخر كان من طرف مملكة البحرين، في خطوة ضربتا فيها قرارات جامعة الدول العربية، والمبادرة العربية.

الخطوة الأولى، التي أقدمت عليها القيادة الفلسطينية، سحب سفير فلسطين في الإمارات، عصام مصالحة، والخطوة الثانية هي سحب السفير خالد عارف، فهل تسحب فلسطين باقي سفرائها من دول الخليج؟

أكد عادل شديد، المحلل السياسي لـ"دنيا الوطن"، أن الدول التي ذهبت باتجاه التطبيع والتحالف الاقتصادي والسياسي مع إسرائيل في تحدٍ لقرارات الجامعة العربية، ومتجاوزة للموقف الفلسطيني، شكلت مرحلة جديدة من العلاقات العربية الفلسطينية السلبية.

وقال: "المطلوب باتخاذ موقف فلسطيني، لأكثر من سبب، الأول أن هناك أصواتاً فلسطينية تتهم القيادة الفلسطينية بإعطاء المبررات لهذه الأنظمة للذهاب باتجه التطبيع مع إسرائيل، وبالتالي هي ترى أنها ملزمة باتخاذ العديد من القرارات".

وأضاف: "لا يمكن أن يمر الفلسطيني على هذه الاتفاقيات مرور الكرام، والتي تتبنى الرواية الإسرائيلية بشطب الرواية الفلسطينية، وعدم التعاطي الإيجابي مع منظمة التحرير ومع مطالبها، كما حدث في الجامعة العربية".

وأشار إلى أن الشعار الذي كان يحمل في السابق، بأن ما يقبله الفلسطيني يقبله العرب، وما يرفضه الفلسطيني يرفضه العرب، وأن المبادرة العربية، جزء من مرجعية عملية السلام، فقد تم إسقاط كل ذلك، وبالتالي القيادة الفلسطينية، اليوم ملزمة بالرد العاجل.

وأوضح أن الشجب والإدانة، لا يكفي، لأن الفلسطينيين أمام مرحلة متردية جداً، منوهاً في الوقت ذاته إلى أنه مطروح الآن موضوع تجميد عضوية فلسطين بالجامعة العربية أو انسحابها أو إبقاء السفارات في تلك البلدان مفتوحة، ولكن من الصعب تحقيق ذلك، لأن ذلك يحتاج إلى دراسة علمية شاملة، بعيدة عن المستويات السياسية غير المسنجمة مع التحديات الموجودة.

وقال: "اتخاذ قرار بشكل انفعالي بسحب السفراء من الدول الخليجية، بحاجة إلى تروٍ، خاصة أن هناك دولاً ستصعد إلى قطار التطبيع، بعد الإمارات والبحرين".

بدوره، أكد عصمت منصور، المحلل السياسي، لـ"دنيا الوطن"، أن خطوة سحب السفراء الفلسطينيين من دول الخليج، جيدة، ولكنها غير كافية لوقف الهرولة تجاه التطبيع، كما أنها لا تشكل حلاً لذلك.

وأوضح منصور، أن هذه الخطوة لا تنوب عن الموقف الواجب اتخاذه المتمثل في مواقف لها علاقة بالوضع الفلسطيني، والجبهة الداخلية، وتوحيد خطاب سياسي واضح، وفتح علاقات مباشرة مع دول عربية، وشعوب وأحزاب مناهضة للتطبيع.

وقال: "خطوة سحب السفراء، خطوة دبلوماسية احتجاجية، لإظهار نوع من ردة الفعل للنظام أو للعائلة المالكة لهذه الدولة أو تلك، وهي خطوة للتعبير عن الغضب والاحتجاج".

من جانبه، أكد وسام أبو شمالة، المحلل السياسي، لـ "دنيا الوطن"، القيادة الفلسطينية بكل مستوياتها، مطالبة باتخاذ قرارات على نفس مستوى خطورة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وقال أبو شمالة: "خطوة سحب السفراء من دول الخليج، خطوة محدودة، وبالتالي المطلوب هو أكثر من ذلك، حيث إن البيان الصادر عن القيادة الوطنية للمقاومة الشعبية، كان بياناً مهماً ويجب أن يبنى عليه، ويُترجم على الأرض".

وأضاف: "في البعد الإقليمي، يجب أن يكون هناك رسال مهمة لأي دولة تمارس التطبيع، وتوقع الاتفاقيات مع الاحتلال، ويجب أن يكون هناك خطوات أكبر من مجرد سحب السفراء، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، وكذلك يجب على السلطة الفلسطينية إعادة رسم خارطة لعلاقاتها مع المنطقة.