هل ستشارك حركة حماس في الانتخابات الرئاسية حال تم الاتفاق عليها؟
تاريخ النشر : 2020-09-09
هل ستشارك حركة حماس في الانتخابات الرئاسية حال تم الاتفاق عليها؟
صورة أرشيفية


خاص دنيا الوطن - أحمد العشي
أكد صالح العاروري، نائب رئس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن انتخاب مجلس وطني وتشريعي وانتخابات رئاسية، ستوجد شرعية لا يمكن مواجهتها، وأن حماس منفتحة على كل الخيارات، فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية.

فبعد أن خاضت حركة (حماس) انتخابات المجلس التشريعي في عام 2007، هل ستعود لتخوض نفس التجربة، ولكن في الانتخابات الرئاسية؟

أكد الدكتور هاني العقاد، المحلل السياسي، أنه منذ فترة وحماس تسوق نفسها على مستوى استراتيجي إقليمي ودولي وداخلي فلسطيني، ولعل قبول حماس توحيد الموقف مع فتح والدخول للبيت الفلسطيني، يؤسس لمرحلة تكون فيها داخل هذا البيت بكل مكوناته ومجالسه ومؤسساته، دون أن تضطر لتغيير الكثير في اسراتيجية العلاقة مع العدو الإسرائيلي. 

وقال العقاد: "حماس دخلت الانتخابات التشريعية، ورفضت الدخول إلى الانتخابات الرئاسية؛ لأنها تعرف أن هذا صعب أمامها في هذ المرحلة، وركزت جهدها للفوز بانتخابات المجلس التشرعي 2007، لكنها أدركت اليوم، أن وصولها للحكم دون وجودها داخل البيت الفلسطيني، محفوف بالمخاطر والصعاب ودون قبولها بما قبلت به منظمة التحرير الفلسطينية، أمر مستحيل ودون أن يقبلها المجتمع الدولي من رابع المستحيلات". 

وأضاف: "اليوم هناك تقارب فلسطيني شامل، يؤسس لمرحلة خروج من حالة التشتت والتيه والضياع السياسي، وخسارة كثير من الثوابت، بعد أكثر من 14 عاماً من الانقسام، الذي كان سبباً في تطاول الكثير علي الفلسطينيين.  

وأشار المحلل السياسي، إلى أن دخول حماس في الانتخابات الرئاسية، أمر ليس مستبعداً، وكثير من الدلائل توحي بذلك لكن دون تحالفات، فلن تجازف الحركة بذلك، وخاصة أن هذا له استحقاق دولي ومعادلات سياسية لا يقبل بها حلفاؤها، وأهمها اتفاق أوسلو الذي لا تعترف به حماس حتى الآن، وتطالب قيادة المنظمة الانسحاب منه، وسحب الاعتراف بإسرائيل. 

وفي السياق، قال العقاد: "أعتقد أن الكثير من ثوابت الحركة تغيرت منذ فترة، ولا يستبعد أن تتغير الثوابت الأخرى لتدخل حماس الانتخابات الرئاسية، إذا ما سارت الأمور بالشكل الذي تخطط له، وتمت عملية ترتيب البيت الفلسطيني، وتطوير مجالس وهيئات ومؤسسات منظمة التحرير، وحققت التمثيل النسبي الذي يمكنها من قيادة المرحلة".

وتابع بقوله: "لكن يبقى السؤال، هل تلتزم حماس بما التزمت به منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993، وتقبل بما قبلت به قيادة المنظمة، وأولها التخلي عن الكفاح المسلح كأسلوب لتحرير فلسطين، والاعتراف بإسرائيل؟، وهل تستطيع حماس أن تغير في ذلك؛ ليتناسب مع برنامجها السياسي؟ وبالتالي الأمر صعب أمام حماس الآن في هذه المرحلة، أن تقرر، لذا فإن كل الخيارات تبقي مفتوحة، وخاصة في ظل سعي حماس ليقبلها المجتمع الدولي، وفي ظل محاولات تطوير علاقاتها مع دول مركزية كتركيا وروسيا والأمم المتحدة، وقبولها بحل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية علي حدود 1967 وعاصمتها القدس".

بدوره، أكد الدكتور ناجي الظاظا، المحلل السياسي، أن تجربة حماس الانتخابية، تؤدي بها إلى ضرورة المشاركة في كل العملية الانتخابية، لافتاً إلى أن المشاركة في الانتخابات المجلس التشريعي وإصرارها على إعادة بناء المنظمة التحرير والمشاركة فيها، يدعو بالضرورة للمشاركة بالانتخابات الرئاسية.

وقال الظاظا: "ولكن هل تقدم حماس مرشحاً للرئاسة باسمها أم تدعم مرشحاً مستقلاً، فهذا الأمر لا يمكن التنبؤ به في المرحلة الحالية، لكن من المهم إدارك أن حركة حماس من الواضح تريد المشاركة الكاملة في الحياة السياسية، وتجربتها لمدة 14 عاماً في الحكم، أعتقد أنه يؤهلها لذلك".

من جانبه، أكد كمال أبو شاويش، المحلل السياسي لـ"دنيا الوطن"، أن مشاركة حماس في الانتخابات الرئاسية، ليست مفاجأة، حيث إنها شاركت في انتخابات البلديات، فهي تتشدق بأنها لها حضورها الجماهيري في الساحة الفلسطينية، بغزة، وأنها الكتلة الشعبية والأكثر تنظيماً والقدرة على الوصول للمجتمع، وللناخب الفلسطينية.

وقال أبو شاويش: "حماس تعلم تماماً بأن هذه الشرعيات المتآكلة لم تعد صالحة للاستمرار، والشرعية الثورية لا تستطيع أن تطعم الناس خبزاً، ولا تؤمن الكهرباء أو تشغل عاملاً ولا أن تستورد ما هو ضروري من المواد الصحية، وبالتالي حماس بعد تجربة 14 عاماً من الحكم، أدركت واجبات ومتطلبات الحكم، وقيادة نظام سياسي مؤقت، تحت ظروف الاحتلال، وفي ظل واقع إقليمي ودولي".

وأضاف: "حماس لديها من يرشدها بأن هذه الظروف لا يمكن أن تعيش بشكل منفرد، وانعزال عن الكل الفلسطيني، بالإضافة إلى أن الحركة ليست موجودة فقط في غزة، وإنما هناك جزء كبير من الضفة الغربية، وهم بحاجة إلى أن يتنفسوا نسيم الحرية، وأن يمارسوا حقهم في التحرك والعمل والتعبير عن الرأي".

وأشار إلى أنه طوال الفترة السابقة، كان ينظر لحركة حماس أنها تقود النظام السياسي في غزة، ولكن ماذا بشأنها في الضفة، وبالتالي هناك القضية الأساسية، وبالتالي فإن حماس ليس لديها رفاهية العناد ضد الانتخابات أياً كانت، وبالتالي ستشارك في الانتخابات، ولكن يبقى القول: إنه إلى أي مدى ستشارك، وعلى أي مواقع سياسية ستنافس.