ممارسات غريبة خلال ذبح أضاحي بغزة.. ما رأي الدين والقانون في ذلك؟
تاريخ النشر : 2020-08-01
ممارسات غريبة خلال ذبح أضاحي بغزة.. ما رأي الدين والقانون في ذلك؟
جانب من الفيديو


 خاص دنيا الوطن
أعربت وزارة الزراعة في قطاع غزة، عن ارتياحها لسير موسم الأضاحي في قطاع غزة، وفقًا للإجراءات الجديدة التي اتخذتها في المسالخ المركزية وداخل احواش المواشي، مشيرة إلى أن طواقهما البيطرية تتابع عمل المسالخ يوميًا.

وأوضحت، أن نسبة الالتزام بإجراءاتها وتعليماتها التي فرضتها على عمل المسالخ خلال موسم الأضاحي 2020 "مُرضية إلى حد كبير"، معبرة عن أسفها لبعض عمليات الذبح العشوائية في الشوارع و خارج إطار المسالخ المعدة لهذا الغرض.

وخلال الساعات الماضية، انتشرت مقاطع فيديو لشباب يتولوا مهمة ذبح الأضاحي، بدون مؤهلات، إضافة لفيديو أظهر مجموعة من الشبان الفتية يقومون بتلويث أنفسهم بالدماء الناتجة عن ذبح الأضاحي، إضافة لفيديوهات اعتبرها البعض أنه تعذيب للأضحية وترويعها.

الشريعة.. وتعذيب الأضاحي

وتعقيبًا على ذلك، قال عميد كلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية، ماهر الحولي: إن الممارسات التي يقوم بها البعض مثل: رش الملح أو السكر حول الأضحية، أو وضع الأيدي عليها مع التمتمة ببعض الكلمات، أو ذكر اسم غير اسم الله عليها، فهذا كله من البدع والخرافات ولا تجوز بأي حال من الأحوال.

واعتبر الحولي خلال حديثه لـ"دنيا الوطن"، أن قيام البعض برش الدم على غيرهم، أو تلطيخ أيديهم وأجسادهم وملابسهم والجدران بالدماء، فهذه أيضًا بدع ولا تجوز، يأثم من يقوم بها، خاصة وأن الدماء حين يخرج يصبح نجسًا، فاذا أصاب البدن أو الملابس فلا بد من غسلهما.

وعن تعذيب الأضاحي، ذكر أن توجيه النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه اذا تمت عملية الذبح فلا بد من الاحسان بالذبح، وحد الشفرة، وبالتالي لا يجوز تعذيب الأضحية، أو ضربها بالمواسير أو العصا، أو جرها بالقوة، أو كسر أضلعها، والسنة تحقيق الرحمة، واراحة الدابة، وعدم ذبحها أمام أختها، وغيرها من الممارسات الخاطئة التي لا تجوز.

وشدد على أنه لا يجوز أيضًا اعتبار تلك الممارسات العشوائية والعفوية التي تنم عن جهل، بأنها كممارسات الشيعة، ولا يوجد أصلًا في قطاع غزة أي شخص يتشبه بأفعال الشيعة في هذه الشعيرة أو في غيرها، بل ما حدث بدع وغير مقبولة، ولكن لا يجوز القيام بهذه المخالفات بأي حال من الأحوال.

رأي القانون

بدوره، اعتبر الخبير القانوني، عبد الكريم شبير، أن الصور والفيديوهات التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي كانت مُشوهة للشعب الفلسطيني، والاحتلال الإسرائيلي سيستغل هذه المقاطع لتوجيهها للرأي العام الدولي والمؤسسات الحقوقية، داعيًا حكومة غزة لمحاسبة كل من قام بهذه التصرفات، حتى لا تتكرر هذه المشاهد.

وأوضح شبير لـ"دنيا الوطن"، أنه كان يجب فرض الرقابة من قبل البلديات والجهات المختصة للسيطرة على هذه الظاهرة، وألا يتركوا فرصة للطائشين كي يقوموا بتصرفات غير لائقة تُسيئ للشعب الفلسطيني وسمعته، مشددًا على أنه شعبيًا كان هناك امتعاض من تصرفات هؤلاء الشبان.

وأشار إلى أن القانون نص على وجود مذابح مخصصة تتولى مهمة الذبح بما فيها المذابح التابعة للبلدية، لكن أيضًا يوجد مذابح غير نظيفة، ولا تتبع الطريقة الشرعية في الذبح، وعلى البلديات ووزارات الصحة والزراعة أن يُطبقوا القانون في ذلك.

وأضاف: "حتى في طريقة تقطيع اللحم، كانت قطعًا من اللحم تسقط على أرض غير نظيفة، وهذه مكرهة صحية، لذا نطالب برقابة دقيقة، وكل من يقوم بالذبح أن يكون حاصلًا على مزاولة مهنة الذبح، وليس كما الآن العشوائية هي التي تسود".

تعقيب العائلة

وقالت عائلة (الفرا) في بيان صحفي توضيحي لما صدر عن أبنائهم: حاول بعض شباب العائلة وبنوايا بريئة إدخال السرور على أسرهم بالاحتفال بعيد الأضحى المبارك ولكن خانهم التعبير وظهرت بعض المشاهد التي لا نقبلها والتي استغلها أعداء الأمة لتشوية صورة شعبنا وأمتنا.

واستنكرت العائلة المشاهد التي ظهرت في مقاطع الفيديو والتي مست مشاعر العديدين وأساءت لصورة شعبنا الفلسطيني وأمتنا الإسلامية.

وأكملت عائلة الفرا: هؤلاء الشباب يتمنون العيش بسلام ككل شعوب العالم ولا يعشقون العنف والدماء، وهم حاصلون على شهادات جامعية ومنها شهادات عليا ويعانون من البطالة وضيق الحال وانسداد الأفق كغيرهم من الشباب بظل الحصار، إلا أنهم سيبقون عمادا لهذا الوطن من أجل التحرير وبناء الدولة.

وختمت العائلة بيانها:  إن عائلة الفرا كجزء من النسيج الفلسطيني قدمت وضحت كغيرها من العائلات العديد من الشهداء والأسرى والجرحى حيث يصادف اليوم الذكرى السادسة لاستشهاد أحد عشرة شهيدا فى يوم واحد من أبناء العائلة، فى حرب العصف الماكول وستبقى العائلة ذخرا وسندا للوطن والدين.