"السجن في عهده منحة".. كيف كانت علاقة الأبنودي بعبدالناصر؟
تاريخ النشر : 2020-07-27
"السجن في عهده منحة".. كيف كانت علاقة الأبنودي بعبدالناصر؟
الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي


لم يلتق الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي خلال سنوات عمره بالرئيس جمال عبد الناصر سوى مرة واحدة عام 1954 عندما اجتاحت السيول مدينة قنا وهدمت المنازل.

حكى الخال عن هذه الواقعة في حواره لجريدة "العربي"2009، ونقلتها "الدستور"، وقال:"نزل أعضاء مجلس قيادة الثورة عن بَكْرة أبيهم وذهبوا إلى الناس في مكان الكارثة، يومها كنت أسير أنا وصديق لي يدعى جمال نصار، وجذبني من يدي وأشار لناحية اليمين وهو يقول "ده جمال عبد الناصر".

كانت عربية "جيب" صغيرة تقف وغرقت "فوانيسها" في الماء، بينما كان رجل طويل مثل نخلة يقف فوقها ولا أحد حوله، فخاض "الأبنودي" في الماء حتى وصل إليه، وسأله:"إنت جمال عبد الناصر؟"، وسأله: ممكن أسلّم عليك؟، ابتسم ناصر للطفل (الأبنودي) وسلّم عليه بحرارة.

كتب "الأبنودي" قصيدة عن الرئيس جمال عبد الناصر، اعتبرها حسب وصفه "دين" في رقبته وكان لابد أن يسدده، قال:"كان لازم أكتب عن صلاح جاهين، فؤاد حداد، يحيى الطاهر عبد الله، وغيرهم".

قال عبد الرحمن الأبنودي إنه لم يهاجم عبد الناصر إطلاقًا من أجل سياساته، لكن الخلاف الوحيد كان حول قضية واحدة وهي الديمقراطية.

كان الشاعر الراحل يعلّق صورة للرئيس جمال عبد الناصر في منزله، قال:"إنني درويش، لكنني لست درويشًا ميتافيزيقيًا، وإنما رجل على درجة من الوعي، وقد اخترت عبد الناصر بوعي، نعم لقد سجنت في عصره، لكنني اعتبرها أعظم وأنبل تجربة مرت في حياتي".

ووصف الخال تجربة السجن في عهد ناصر بأنها بمثابة منحة نالها في عصره، مثل تجربته في السويس وقت حرب الاستنزاف، ومن قبلها تجربته في السد العالي.