14 عاماً على حرب لبنان الثانية
تاريخ النشر : 2020-07-12
14 عاماً على حرب لبنان الثانية
دبابة إسرائيلية مدمرة في لبنان


قبل أربعة عشر عاماً، في مثل هذا اليوم، الثاني عشر من تموز (يوليو) عام 2006، هاجم عناصر من حزب الله قوة للجيش الإسرائيلي، وادعى أن بحوزته اثنين من الجنود. وفي مساء اليوم ذاته، قررت الحكومة الإسرائيلية شن حرب على لبنان، استمرت نحو 34 يوما، قتل فيها 164 إسرائيليا، بينهم 119 جنديا.

وتعرضت إسرائيل في تلك الحرب إلى عدد لم يسبق له مثيل من الصواريخ، حيث سقط فيها نحو 4 آلاف صاروخ، شلت شمال إسرائيل من الحدود مع لبنان وحتى العفولة وحيفا.

ومع انتهاء الحرب، بدأ ينظر إليها على أنها إخفاق لإسرائيل، وأن المسؤولين عن الإخفاق هم قادة الحرب: رئيس الحكومة إيهود أولمرت، ووزير الأمن عمير بيرتس، ورئيس أركان الجيش دان حالوتس.

وفي السنوات الأربعة عشر اللاحقة، ساد الهدوء المطلق على الحدود مع لبنان، وعمل حزب الله في هذا الوقت على التحول إلى قوة عسكرية، حيث بات بحوزته آلاف الصواريخ القادرة على ضرب كل منطقة إسرائيل.

في هذه الأثناء التزم قادة الحرب الإسرائيليون الصمت، وتحدثوا للمرة الأولى أمام الصحفي رفيف دروكر، في برنامج بثته القناة الإسرائيلية العاشرة، بحسب تقرير عرب 48.

عرض في المقابلة جملة من الأسئلة، تركزت على 'ماذا كانت أهداف الحرب؟ لماذا أعطي الضوء الأخضر للحملة البرية في نهاية الحرب؟ ماذا حصل في بنت جبيل؟'.

أولمرت لم يقل الحقيقة

في السابع عشر من تموز (يوليو) عام 2006، قال أولمرت، في أول حديث له عن أهداف الحرب على منصة الكنيست: 'سنحارب حتى إعادة أبنائنا الجنود'. وبعد 9 سنوات من ذلك الخطاب، يكشف أولمرت أنه كان يعرف أن الصورة مختلفة تماما.

يقول أولمرت في المقابلة، إنه بحسب التقارير التي تلقاها من قادة الجيش فإن أحد الجنود كان في عداد القتلى بشكل مؤكد، وأن هناك احتمالات جيدة بأن يكون الثاني على قيد الحياة.

ويضيف أن استخدام ذريعة خطف الجنديين، أودي غولدفاسر وإلداد ريغيف، لشن الحرب كان مشروعا في تلك الظروف، وأنه ما كان ليفعل مثلما فعل سابقه، أرئيل شارون، الذي استبدل إلحنان تننباوم وثلاثة جنود بمئات الأسرى.

يشار إلى أنه في عهد أولمرت، وقع جندي إسرائيلي آخر في أسر حركة حماس، غلعاد شاليط. وعن ذلك يقول أولمرت إنه لم يسارع إلى التوصل إلى صفقة تبادل أسرى رغم أنه كان قادرا على إبرام صفقة أفضل بما لا يقاس مع تلك التي وافق عليها نتنياهو. على حد قوله.

الضباط لا ينفذون الأوامر

كما دفع رئيس أركان الجيش في حينه، دان حالوتس، ثمن الانتقادات القاسية التي وجهت له،  واستقال من منصبه، بعد أقل من سنتين من توليه المنصب.

ويتحدث حالوتس عن محادثة كان قد أجراها مع رئيس شعبة العمليات في الجيش، في حينه، ورئيس الأركان الحالي، غادي آيزنكوط.

ويضيف أن آيزنكوط دأب على القول: 'أنت تعيش في فيلم، هنا ليس سلاح الجو، هنا يعملون كل ما يجب فعله كي لا ينفذوا الأوامر'، مضيفا أن إصدار الأوامر يقتضي التيقن من تنفيذها وعدم افتراض أنها تنفذ.

ويضيف حالوتس أنه تبين أن آيزنكوط كان على حق.

معركة بنت جبيل

وعن هذه المعركة يختلف قادة الحرب الثلاثة في الآراء، ويتفقون في القليل منها، ولكنهم يجمعون على أن معركة بنت جبيل كانت الحاسمة والأقسى في الحرب.

وعن هذه المعركة يقول وزير الأمن، عمير بيرتس، إنه كان من المفترض أن تكون نقطة تحول في الحرب، بحيث توفر لإسرائيل صورة انتصار.

ورغم إعلان عدد من قادة الجيش عن سيطرة الجيش على بنت جبيل، بدأ يدرك كبار المسؤولين الإسرائيلين أن الوضع مغاير لذلك. وعن ذلك يقول بيرتس إنه كان من الواضح أن حزب الله سيستغل ذلك لكي يثبت أن ما يقوله الإسرائيليون ليس دقيقا، بينما يقول حالوتس إن تلك الأقوال صدرت انطلاقا من صورة شاملة.

ويتضح أن القائد العسكري لمنطقة الشمال توجه إلى رئيس الأركان وأبلغه بأنه ينوي الانسحاب من بنت جبيل، في حين أصر الأخير على تعميق القتال، وبعد أسبوعين تلقى الجيش الضربة الأقسى التي يتعرض لها أثناء الحرب.

 بعد تلك الحادثة، لم يتوقف الضغط الإسرائيلي على قادة الحرب الثلاثة، وبعد 17 يوما من القتال بدأ توجيه الانتقادات من داخل القيادة العليا للجيش لأداء رئيس الأركان. وعن ذلك يقول بيرتس إنه في إحدى المرات استدعى حالوتس خمسة من الجنرالات ووجه لهم توبيخا بادعاء أنهم يتآمرون عليه.