تحدثت سبع لغات.. تعرف إلى أول امرأة حصلت على شهادة الدكتوراه بالعالم
تاريخ النشر : 2020-06-25
تحدثت سبع لغات.. تعرف إلى أول امرأة حصلت على شهادة الدكتوراه بالعالم
إيلينا بيسكوبيا


قبل 342 عامًا وفي مثل هذا اليوم 25 يونيو، عملت امرأة إيطالية الجنسية تدعى إلينا بيسكوبيا جاهدة لكي تصبح أول امرأة بالعالم تحصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة.

وإيلينا كانت تتمنى أن تصبح راهبة ولكنها عينت أول محاضرا في جامعة بادوا في إيطاليا عام 1678، وأتقنت 7 لغات فضلا عن لغتها الأصلية.

كما أتقنت العزف على الكمان والهارب، وألفت الموسيقى، وعشقت الغناء، وعاشت حياة الراهبات بحسب تقرير مجلة "هن".

ولدت إيلينا لأسرة من نبلاء البندقية، يعود أصلها إلى أسرة كورنيللي الرومانية الشهيرة، كان الأب موظفا كبيرا في الحكومة، يحاول إحياء اسم عائلته وسط سباق محموم بين عائلات تدعي جميعها الأصل النبيل، والأم هي زانيتا، إحدى خليلاته.

كان لتشجيع أبيها أكبر الأثر على مسيرتها، فبدأت دراستها منذ السابعة تحت رعاية عدد من رهبان الكنيسة، أول معلميها هو جيان باتيستا فابري، وهو من علمها اللاهوت والفلسفة، وآخرون علموها اللغات والقواعد والجدل والرياضيات والفلك والعلوم والموسيقى.

أظهرت إيلينا نبوغا مبكرا في اللاهوت والفلسفة واللغات، كانت تقرأ وتكتب وتتحدث اللاتينية واليونانية والعبرية والعربية والإسبانية والكلدانية والآرامية، فضلا عن لغتها الإيطالية.

عندما بلغت الـ19 من عمرها، كانت تعد أكثر النساء تعليما في إيطاليا، وجذبت المهتمين من كل أوروبا لزيارتها والاستماع إليها.

أرادت إيلينا أن تلتحق بسلك الرهبان البنادقة منذ طفولتها، لكن الأب رفض ذلك، كان يعتقد أنها لابد وأن تكمل دراستها في الجامعة، واشترى لها منزلا قريبا من جامعة بادوا، وزودها بالمال اللازم فالتحقت إيلينا بالجامعة، عام 1672، لدراسة اللاهوت.

كانت إيلينا تمرض كثيرا قبل أن تذهب إلى بادوا، لكنها هناك اكتشفت تحسنا ملحوظا في صحتها، وكتبت لأبيها من هناك عن تعافيها وأملها في استكمال دراستها لرفع اسم العائلة وحفظه من الضياع.

في الجامعة تفتحت ملكاتها العقلية فأدارت مناقشات مطولة مع الأساتذة والطلاب والرهبان حول موضوعات متعددة، إحدى هذه المناظرات جرت عام 1677، أمام أساتذتها وعدد من أعضاء مجلس الأعيان والطلاب والمواطنين، كانت مناظرة فلسفية هامة جرت باللاتينية واليونانية أمام لجنة ثلاثية من جيوفاني جرادينجو، والآباء كارو و فيوريللو، وتحدثت بكامل الثقة لساعتين، ورغم أن المناقشة كانت دليلا على أنها تستحق درجة علمية، إلا أنها لم تمنح تلك الدرجة من الجامعة لرفض الكنيسة الكاثوليكية منح درجة الدكتوراه في اللاهوت لامرأة.

بعد عام كامل، وفي 1678، سوف تكون الجامعة والمدينة على موعد مع حدث جلل، وسينعقد اختبار ثان لإيلينا، في حدث أسطوري حضره الآلاف من المشاهدين، ما اضطر الجامعة إلى نقل الاختبار إلى ساحة كاتدرائية المدينة، وقد بهرت إجاباتها الذكية لجنة التحكيم، التي شهدت بأن معلوماتها تزيد عن درجة الدكتوراه، وقد كان ذلك حدثا استثنائيا فى التاريخ. كان عنوان رسالتها "في اللاشيء" ومضمونها مناقشة فلسفية لعدة موضوعات مختارة من كتب أرسطو ووجدت الجامعة حلا وسطا لا يعارض رأي الكنيسة وينصف حق إيلينا، فوافقت الجامعة على منح إيلينا دكتوراه الفلسفة في الرياضيات وليس دكتوراه اللاهوت.

كانت إيلينا في الثانية والثلاثين من عمرها عندما حصلت على أول درجة دكتوراه فلسفة في الرياضيات تنالها سيدة في تاريخنا البشري، وبعدها عُينت أستاذا للرياضيات في جامعة بادوا.

عاشت إيلينا بعقل عالم وقلب راهب، فقضت السنوات الـ6 التالية في التدريس وخدمة الفقراء والمرضى، ولم تتزوج، رغم عروض الزواج الكثيرة التي قدمت لها، ويبدو أن هذا العقل الجميل قد تم تحميله بأكثر مما يحتمل، فرحلت إيلينا فى عمر الـ38.

بعد موتها كرمتها جامعة بادوا بإقامة تمثال يتوسط باحة الجامعة، كما كرمتها إحدى الجامعات الأمريكية برسم صورتها على حائط زجاجي ملون في مبنى الجامعة ونُشرت أوراقها الكاملة بعد سنوات.

من أشهر مقولاتها: افتحوا النوافذ حتى نستنشق هواء نظيفا ونرى نور الشمس، فالغرف القديمة والنوافذ المغلقة تمنع النور والهواء، وتشبه القبور.