كيف ألهم خطاب تنحي جمال عبدالناصر الشعب للعودة إلى السلطة؟
تاريخ النشر : 2020-06-10
كيف ألهم خطاب تنحي جمال عبدالناصر الشعب للعودة إلى السلطة؟
جمال عبدالناصر


 في التاسع من يونيو وبعد أيام من نكسة 1967، خرج الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في خطاب قدم فيه كشف حساب لأسباب الهزيمة وكيفية محو آثارها، وقبل أن ينهي خطابه قال الرئيس عبد الناصر كلمات لم تنسى حتى هذا اليوم.


"لقد قررت أن أتنحى تمامًا ونهائيًا عن أى منصب رسمى وأى دور سياسى، وأن أعود إلى صفوف الجماهير، أؤدى واجبى معها كأى مواطن آخر".. بهذه الكلمات أعلن عبد الناصر تنحيه عن رئاسة الجمهورية، وإسناد المنصب إلى زكريا محيي الدين أحد الضباط الأحرار الذين لهم دور بارز في قيادة ثورة 23 يوليو 1952، قبل أن تخرج جموع الشعب الغفيرة، ترفض خطاب عبد الناصر وتطالبه بالعودة إلى الحكم  من جديد مرددة هتافات "ارفض ارفض يا زكريا عبدالناصر مية المية"، بحسب "صدى البلد".

خطاب التنحي الشهير للرئيس عبد الناصر جاء يكشف أسباب نكسة يونيو، وتحدث عبد الناصر عن عن قوى أخرى ساندت العدو " فى صباح يوم الاثنين الماضى الخامس من يونيو جاءت ضربة العدو، وإذا كنا نقول الآن بأنها جاءت بأكثر مما توقعناه؛ فلابد أن نقول فى نفس الوقت وبثقة أكيدة إنها جاءت بأكبر مما يملكه، مما أوضح منذ اللحظة الأولى أن هناك قوى أخرى وراء العدو، جاءت لتصفى حساباتها مع حركة القومية العربية.".

وتطرق عبد الناصر في خطابه إلى المستقبل، وإلى إزالة آثار الهزيمة " أمامنا مهام كبيرة، المهمة الأولى: أن نزيل آثار هذا العدوان علينا، وأن نقف مع الأمة العربية موقف الصلابة والصمود. وبرغم النكسة فإن الأمة العربية بكل طاقاتها وإمكانياتها قادرة على أن تصر على إزالة آثار العدوان".

ووقف عبد الناصر في خطابة وقفة مع النفس وقال كلماته الشهيرة "أقول لكم بصدق  وبرغم أية عوامل قد أكون بنيت عليها موقفى فى الأزمة  فإننى على استعداد لتحمل المسئولية كلها، ولقد اتخذت قرارًا أريدكم جميعًا أن تساعدونى عليه: لقد قررت أن أتنحى تمامًا ونهائيًا عن أى منصب رسمى وأى دور سياسى، وأن أعود إلى صفوف الجماهير، أؤدى واجبى معها كأى مواطن آخر".

لكن الشعب المصري قابل خطاب عبد الناصر بمظاهرات حاشدة في كافة الميادين، طلبت من عبد الناصر العودة إلى الحكم، ولم يلبث الزعيم الراحل إلا أن نزل على رغبة الشعب المصري.