أسطورة المخيم وملحمة البطولة.. 18 عاماً على مجزرة جنين
تاريخ النشر : 2020-04-03
أسطورة المخيم وملحمة البطولة..  18 عاماً على مجزرة جنين
أرشيفية


يُصادف اليوم، الذكرى الثامنة عشرة لعدوان الاحتلال الاسرائيلي الدموي على مخيم جنين، الذي أدى إلى استشهاد ما يقارب 60 مواطنا، ونسف وهدم 500 منزل ومنشأة، وتدمير البنية التحتية للمخيم وأجزاء من مدينة جنين.

العدوان الإسرائيلي، الذي بدأ بتعليمات مباشرة من رئيس وزراء الاحتلال آنذاك آرائيل شارون، وإشراف رئيس هيئة أركانه شاؤول موفاز، قوبل بمقاومة باسلة زعزعت استقرار الاحتلال وثقة جنوده وقيادته السياسية والعسكرية.

وكان هدف عملية الاجتياح هذه – وفق المبررات الإسرائيلية المعهودة –هو القضاء على العناصر الفلسطينية المسلحة، وكانت جنين وبلدة نابلس القديمة مسرحاً لأشرس المعارك التي دارت خلال الاجتياح، حيث قررت مجموعة من المقاتلين الفلسطينيين محاربة القوات الإسرائيلية حتى الموت، الأمر الذي أدى إلى وقوع خسائرطفيفة في صفوف القوات الإسرائيليةومن ثم قامت القوات الإسرائيلية باجتياح مخيم جنين والقضاء على المجموعات المقاتلة حيث تم قتل واعتقال معظمهم.

استمرت معركة مخيم جنين لأكثر من اسبوعين، لم يستطع في أيامها الأولى جيش الاحتلال التقدم داخل المخيم، ما دفعه لجنون القصف العنيف والعشوائي لكل متحرك وساكن في المخيم، وتهجير معظم الاهالي إلى خارجه، في نزوح ثان إلى البساتين المجاورة والبلدات المحيطة ومدينة جنين.

الاحتلال وقادته اعترفوا بالهزيمة وبمقتل 23 من الجنود، بينهم 14 في يوم واحد، و12 في تفجير بيت وفي كمين جهزه المقاومون الفلسطينيون، والعدوان جاء على جنين ومخيمها في سياق عملية اجتياح شاملة للضفة الغربية، أعقبت تنفيذ عملية مدينة "نتانيا" بأراضي الـ1948.

ويشكك أهالي المخيم بالإحصائية الإسرائيلية حول خسائر الاحتلال، ويرجحون مقتل نحو 55 من جنود الاحتلال، بينهم عدد من الضباط وأفراد وحدة النخبة.

يتذكر أهالي جنين ومخيمها، نداءات جيش الاحتلال عبر مكبرات الصوت، التي تطالب المقاومين بتسليم اسلحتهم والاستسلام، إلا أنهم قرروا الصمود وخوض المعركة بشرف رغم قلة الإمكانات.

ونتيجة لصعوبة المهمة والخطورة البالغة التي واجهها الاحتلال في الميدان، فقد استهدفت قواته كل شيء متحرك، وجاء في سياق ذلك قصف سيارة إسعاف ما تسبب باستشهاد مدير جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في جنين الطبيب خليل سليمان، خلال تأديته واجبه الإنساني في تضميد جروح المصابين.

ودمرت قوات الاحتلال البنية التحتية للمخيم وشبكات الكهرباء والماء والاتصالات، وحظرت في حينه وسائل الاعلام من دخول المخيم لمنع توثيق جرائمه.

 وقد زارممثلون لهيئات دولية مسرح هذه الجريمة، وسجلوا شهاداتهم للتاريخ ومنهم ممثلون عن اللجنة العالمية لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية، وتيرى رود لارسن، منسق الأمم المتحدة في الشرق الأوسط، وعن البرلمان الحزبى الأوروبى، وعن البرلمان العالمى للكتّاب ومنهم وول سوينكا، وخوسيه ساراماجو، الحائزان على نوبل في الأدب، فقال ساراماجو بعد زيارته للمخيم: "كل ما كنت أملكه من معلومات عن الأوضاع في فلسطين قد تحطم، يجب قرع أجراس العالم بأسره لكى يعلم.. إن ما يحدث هنا جريمة يجب أن تتوقف". وهناك أفلام استوحت أو وثقت لهذه المجزرة ومنها فيلم (جنين جراد)، وفيلم (جنين) للمخرج محمود بكرى.