هل الإنفلونزا الحادة التي أصابتنا نهاية 2019 كانت (كورونا)؟
تاريخ النشر : 2020-04-01
هل الإنفلونزا الحادة التي أصابتنا نهاية 2019 كانت (كورونا)؟
صورة تعبيرية


خاص دنيا الوطن- أمنية أبو الخير 
بنهاية العام المُنصرم، وقبيل انتشار فيروس (كورونا)، تعرض المواطنون في مناطق مختلفة حول العالم، وفي فلسطين على وجه الخصوص، لإنفلونزا شديدة وغريبة نوعاً ما، حيث شعر من أصيب بها بحالة إعياء شديدة، واضطر بعضهم للمبيت في المستشفيات؛ لتصبح حديث الشارع.

تطورت الأعراض لدى من أصيب بتلك الانفلونزا، فأصيبوا بارتفاع شديد بالحرارة، وألم الحلق والسعال والصداع والتهاب الرئة، وضيق حاد في التنفس في بعض الأحيان، وعلى خلاف الإنفلونزا العادية التي تنتهي بعد يومين إلى خمس أيام من ظهورها، فإنها امتدت لأسبوعين وثلاثة، ومن الملاحظ فإن تلك الأعراض هي ذاتها أعراض فيروس (كورونا).. فهل هناك علاقة بينهما؟.

كورونا موجود قبيل الإعلان عنه  

 قال الطبيب الفلسطيني، الدكتور علي الوعري، رئيس الجالية الفلسطينية في مدينة ووهان الصينية: هناك برفسور إيطالي، أرجع سبب الانتشار الكبير لفيروس (كورونا) في إيطاليا، ووقوع إصابات ووفيات بنسبة كبيرة، لأن إيطاليا لم تكن على علم بـ (كورونا)، وكانت تصل حالات شبيهة بـ (كورونا) إلى المستشفيات، ويتم تشخيصها على أنها إنفلونزا حادة، ولكنها الآن تُشخص بأنها (كورونا).  

وأضاف الدكتور الوعري لـ"دنيا الوطن": " هذا يدل على أن فيروس (كورونا) موجود قبل انتشاره في مدينة ووهان منتصف شهر 12 من العام الماضي، وأنا أشك بهذه الفرضية، وهو احتمال وارد، وتأكد من قبل برفسور إيطالي".

وتوقع أن يكون الفيروس موجود في إيطاليا والدول العربية، منذ شهر 11 من العام المنصرم، أي قبل ظهوره في ووهان، وقبل الإعلان عنه، مستطرداً: "لكن لم يكن هنا كاشف للجينات الخاصة بفيروس (كورونا)، في حينها، صُنعت مؤخراً في الصين، وبالتالي كانت تصنف الحالات على أنها التهاب رئوي حاد فيروسي، وليس بكتيري، ولكن الفيروس غير معروف".

لا علاقة للانفلونزا الحادة بفيروس (كورونا) 

ونفى البرفسور عبد المنعم حميد، الدكتور المتخصص بمعالجة الأمراض الرئوية النادرة في فرنسا، أن يكون هناك علاقة بين فيروس الإنفلونزا العادية، وفيروس (كورونا). 

وقال البرفسور حميد لـ"دنيا الوطن": فيروس (كورونا) الحالي المسبب لمرض (كوفيد 19) من عائلة كورونا فيروس التي نعرفها من عشرات السنين، مع وجودة تبدل نوعي في هذا الفيروس، أدى إلى هذا المرض. 

وأضاف: "فيروس الإنفلونزا الذي شهدناه في العام المنصرم بالأراضي الفلسطينية، أو في العالم، ليس له أي علاقة بفيروس (كورونا) الحالي، لكن أعراض المرضين متشابهة في السعلة الجافة والحرارة وضيق النفس، ولكن ليس هناك أي علاقة بين الاثنين".

وتساءل: هل كان هناك تشارك بين الفيروسين، حيث إن العالم لم يكن يبحث عن (كورونا) فيروس في حينها، بل يبحث عن إنفلونزا، لذلك هذا أمر لا نستطيع أن نجزمه أو ننفيه. 

لا حقائق تدعم الفرضية 

وقال الأستاذ الدكتور عبد الرؤوف المناعمة، الخبير بعلم الأوبئة: بالنسبة لحالات الإنفلونزا الحادة التي شهدتها بعض دول العالم، ومنها قطاع غزة، الفترة التي سبقت انتشار (كورونا) ومحاولة الربط بينها وبين هذا الفيروس، فليس هناك أي حقائق تدعم هذه الفرضية. 

وأضاف المناعمة لـ"دنيا الوطن": "الإنفلونزا تسببها سلالات متنوعة، تختلف في حدتها من خفيفة إلى حادة إلى وخيمة، ولا يوجد فحوصات لا للإنفلونزا ولا (كورونا) في غزة من قبل ظهور هذا الوباء.

وأشار إلى أن العالم، يملك حالياً الفحص المستخدم في الكشف عن فيروس (كورونا)، وقد تعرف على التسلسل الجيني الكامل لفيروس (كورونا) الجديد (SARS-CoV-2)، والمعلومات المرتبطة بهذا المجال على اكتشاف أنماط انتقال الفيروس ومقارنته بالفيروسات، والإنفلونزا السابقة.