ما تأثير انتشار فيروس (كورونا) على الاقتصاد العالمي؟
تاريخ النشر : 2020-03-26
ما تأثير انتشار فيروس (كورونا) على الاقتصاد العالمي؟
ارشيفية


خاص دنيا الوطن - أحمد العشي
يبدو أن انتشار فيروس (كورونا) المستجد، أثر على كافة مناحي الحياة في جميع الدول التي زارها، وخاصة على القطاع الاقتصادي، حيث سادت حالة من الركود في الإنتاج والتصدير.

"دنيا الوطن"، تواصلت مع خبيريْن في الشأن الاقتصادي، وتعرفت منهما على مدى تأثير فيروس (كورونا) على الاقتصاد العالمي، وما مدى الخسائر في حال استمرار انتشاره؟ وخرجت بالتقرير التالي:

أكد الدكتور نائل موسى، أستاذ علوم الاقتصاد في جامعة النجاح الوطنية، أن فيروس (كورونا)، سيعمل على تعطيل عملية الإنتاج في كثير من دول العالم، بسبب فرض الحصار، الذي حدث بسبب الفيروس، كما أن النظام العالمي الجديد سيتغير، وستظهر أقطاب جديدة.

وقال موسى: "الشركات العالمية العملاقة لتصنيع الأدوية، ستأخذ دوراً كبيراً في المجتمع الدولي، كما ستتم إعادة تهيئة هيكلة المؤسسات الدولية العاملة في المجال الإنساني، وهذا سيعمل على إعادة تشكيل الهيئات والتكتلات الدولية في العالم".

وأشار موسى إلى أنه سيكون هناك نوع من التباطؤ في عملية الإنتاج، ولكن ليس بالحجم الكبير، لافتاً إلى أن الصين بعد تجاوزها للأزمة، عادت للإنتاج، وبالتالي فإنها ستستفيد من التجربة، لأن إنتاجها سيكون موجهاً للدول التي أصيبت بالفيروس، وستستفيد من خبراتها، سواء العلمية أو الأدوات التي تنتجها للحد من الفيروس، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن كل هذه التغيرات ستحدث في العالم.
وفي السياق، قال أستاذ علوم الاقتصاد: "هناك الكثير من الدول ميزانيتها ستخسر كثيراً، نتيجة مكافحتها للفيروس، بالإضافة إلى أنه سيكون هناك تعطل للصناعات، وينتج ذلك عن تباطؤ في الإنتاج القومي، خلال الفترة المقبلة".

وبين موسى، أن هذه الخسائر، ستستمر ما دام استمر انتشار الفيروس، وحتى بعده، لافتاً إلى أنه ليس من السهل، أن تعيد الدول برمجة نفسها، خاصة أن هناك دولاً تعاني من أزمات بالأصل، متوقعاً أنه في نهاية هذا العام، سيكون قد تم الحد من انتشار الفيروس في كل دول العالم.

من جانبه، أكد الدكتور سمير أبو مدللة، أستاذ علوم الاقتصاد في جامعة الأزهر بغزة، أن فيروس (كورونا) له تأثيرات سلبية على الاقتصاد العالمي، لافتاً إلى أنه في الصين الذي انتشر منه كان هناك تراجع بنسبة 14% من الناتج المحلي خلال الشهرين الأول والثاني.

وقال: "من الخسائر التي تكبدتها الصين، أنها أوقفت معظم المصانع والعاملين، وتكفلت الدولة بسداد رواتب وأجور العاملين، بالإضافة إلى أن البنك المركزي الصيني، رصد 370 مليار دولار لمكافحة كورونا".

وأضاف أبو مدللة: "من الدول التي تضررت، البرازيل بصفتها من أكثر الدول التي عاشرت الصين، بالإضافة إلى الشركات العالمية الكبرى مثل: (أبل وفورد) للسيارات، يضاف إلى ذلك خسائر بالمليارات في البورصة العالمية، وتراجع أسعار النفط، حيث وصل برميل النفط إلى 20 دولاراً".

وتابع بقوله: "يضاف إلى ذلك، توقف حركة الطيران بين البلدان سواء العربية أو الأوروبية، وأيضاً الرياضة، تأثرت حيث توقفت الدوريات في معظم الدول العربية والأوروبية، بدءاً من مصر وانتهاءً بإيطاليا وإنجلترا وإسبانيا، وهذا يتوقف عليه خسائر لها علاقة بالنوادي، ورواتب اللاعبين والإعلانات".

وأشار إلى أن ذلك دفع البنك الدولي، ليؤكد أن العالم من الممكن أن يمر بركود كبير، كالذي حدث في فترة الثلاثينات، وذلك إذا استمر انتشار الوباء، موضحاً أن الركود، يعني ارتفاع في الأسعار ونقص في السلع في معظم الدول، متوقعاً أن تكون الخسائر بالمليارات الدولارات.