"تايم": اقتصاد الصين يتدهور وسط عجز رسمي عن مواجهة انتشار كورونا
تاريخ النشر : 2020-02-20
"تايم": اقتصاد الصين يتدهور وسط عجز رسمي عن مواجهة انتشار كورونا
أرشيفية


لم تأل الصين جهدا منذ بداية تفشي فيروس كورونا للمحافظة على اقتصادها، فيما كان السؤال الأكبر بالنسبة للاقتصاد العالمي هو مدى سرعة استعادة الصين لعملياتها الكاملة.

وتكافح الصين تفشي فيروس كورونا الذي أودى بحياة حوالي ألفي شخص وإصابة عشرات الآلاف حتى الآن، وأدت القيود الحكومية ومخاوف الناس من الخروج إلى إضعاف الإنفاق على الأعمال في محلات الشعرية إلى فروع ستاربكس ورجال توصيل علي بابا.

ووفقا لما نقلت وكالة إرم مجلة "تايم" الأمريكية، لا تزال العديد من المصانع مغلقة بسبب نقص الموظفين، إذ لا يزال العمال عالقين في مسقط رأسهم أو مضطرين إلى قضاء أسبوعين في الحجر الصحي. وكان من المحتمل أن يعمل اقتصاد الصين بنسبة 40 -50 % الأسبوع الماضي، ولكن يبدو أن هذا الأمر قد تعطل.

حركة البشر

ولم يتغير عدد الرحلات التي قامت بها الطائرات والقطارات والسيارات والقوارب الصينية في الفترة التي سبقت السنة القمرية الجديدة هذا العام مقارنة بالعام الماضي، ولكن الهبوط بدأ مع اليوم الأول من عام الجرذ الصيني الموافق 25 يناير.

وانخفض عدد الرحلات اليومية إلى حوالي 20% فقط، مما يعني أن ملايين الأشخاص لم يعودوا للعمل، ومع السماح لحافلات المسافات الطويلة بالعمل بنصف قدرتها فقط للحد من مخاطر انتقال الفيروس، سيستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى يعود لطبيعته.

الطلب الصناعي

وعلى الرغم من أن بعض الشركات، وخاصة الشركات الصناعية الكبيرة المملوكة للدولة وتلك التي تقوم بتصنيع المعدات الطبية، قد رفعت الإنتاج، إلا أن الطلب على الكهرباء لا يزال أقل بكثير من الطبيعي في هذا الوقت من العام، وجنبا إلى جنب مع التقارير الصادرة من جميع أنحاء معاقل التصنيع في الساحل الشرقي الواسع في الصين، تشير البيانات إلى أن معظم مصانع الصين لا تزال متوقفة.

وكانت انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين في الأسبوع الذي يلي العطلة أقل بنسبة 36 %، مما كانت عليه بعد عطلة العام الجديد في عام 2019، وفقا لمركز أبحاث الطاقة والهواء النقي، الذي استشهد ببيانات الأقمار الصناعية.

وبحسب المركز، فقد ساهم تباطؤ بنسبة 25 -50 % عبر القطاعات الصناعية مثل تكرير النفط وتوليد الطاقة من الفحم وإنتاج الصلب في هذا الانخفاض الحاد.

وأظهر مسح شمل 109 شركات تصنيع أمريكية في شنغهاي وحولها، أنه على الرغم من أن حوالي 70% منهم كانوا يعملون الأسبوع الماضي وأن أكثر من 90% منهم يتوقعون العودة للعمل بحلول هذا الأسبوع، إلا أن 78% من الشركات قالت إنها لم يكن لديها عدد كاف من الموظفين لتعمل خطوط إنتاجها بالكفاءة الكاملة.

الاستهلاك

وقالت مجموعة علي بابا، وهي أول شركة تكنولوجية صينية كبرى تعلن عن نتائج منذ ظهور الوباء في يناير، إن الفيروس يقوض الإنتاج وقد غير أنماط الشراء، حيث تراجع المستهلكون عن الإنفاق على السلع الترفيهية، بما في ذلك السفر والمطاعم.

ويمكن ملاحظة هذا الانخفاض في الإنفاق بشكل واضح في انخفاض إيرادات شبابيك التذاكر في العام القمري الجديد.

وحتى إذا كان الناس يرغبون في الإنفاق، فمعظم المتاجر مغلقة، ويواجه تجار التجزئة عبر الإنترنت وفي المتاجر مشكلات لوجستية في تزويد العملاء لمنتجاتهم. وقد يستمر هذا الوضع حتى يتم احتواء الفيروس، ويعود الناس إلى العمل ويتلقون أجورهم، ويشعرون بالثقة للإنفاق مرة أخرى.