مسؤول فلسطيني يكشف حقيقة لقاءات القيادة الفلسطينية مع إسرائيليين بتل أبيب ورام الله
تاريخ النشر : 2020-02-17
مسؤول فلسطيني يكشف حقيقة لقاءات القيادة الفلسطينية مع إسرائيليين بتل أبيب ورام الله
جانب من لقاء رام الله


خاص دنيا الوطن- أمنية أبو الخير 
أكد صالح الحكواتي، مساعد رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي في منظمة التحرير، أن الوفد الإسرائيلي الذي زار رام الله أمس الأحد، مكون من مجموعة صحفيين، لأخذ الموقف الفلسطيني من (صفقة القرن)، رافضاً بشكل قاطع ما أشيع حول كونهم مستوطنين، مشيراً إلى أن تلك الإشاعة، أطلقت من باب التأليب والتحريض على الجهد السياسي المتقدم للجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي.

وأضاف الحكواتي لـ"دنيا الوطن": "الوفد الإسرائيلي، التقي بأركان القيادة الفلسطينية، وكوادر من منظمة التحرير، وحركة فتح، وعلى رأسهم الدكتور نبيل أبو ردينة، بقاعة متحف الشهيد ياسر عرفات، ثم التقى خلال تناول الطعام في أحد مطاعم رام الله بمستشار الرئيس للشؤون الدينية، محمود الهباش، الذي أكد بدوره على الموقف الفلسطيني الرافض لصفقة القرن".

ونفى أن يكون اللقاء الذي عقد في تل أبيب بالشراكة مع برلمان السلام الإسرائيلي، والذي يضم وزراء سابقين وأعضاء كنيست لهم حضور وفعالية في الأوساط الدولية في وقت سابق؛ لمناقشة (صفقة القرن)، كما أشيع، موضحاً أنه تم لإبراز موقف هذه المجموعة الرافضة للصفقة.

فيما يلي نص حوار "دنيا الوطن" مع صالح الحكواتي مساعد رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي في منظمة التحرير:

ما هو الفرق بين التطبيع والتواصل مع المجتمع الإسرائيلي؟

الفرق كبير جداً، فالتطبيع هو التسليم والتساوق مع رواية الآخر بشكل كامل، وهذا ما لا نجده في عمل ونشاط لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي.

أما كوادر اللجنة، فمسلحون بالموقف الرسمي للقيادة الفلسطينية من مختلف القضايا، وهم في دفاع مستميت عن مفاصل الموقف والثوابت، واللقاء مع الإسرائيليين، يرتكز على المطالبة بضرورة العمل على إنهاء الاحتلال، ومن ثم تحقيق السلام، وضرورة الإقرار بحقوقنا في إقامة دولتنا، وامتلاك سيادتنا على حدودنا ومقدراتنا.

ماذا عن الوفد الذي زار رام الله بالأمس وأثير حوله اللغط؟

اللقاء الذي تم بالأمس في رام الله، هو لمجموعة من الصحفيين من طرف وسائل إعلام إسرائيلية، الوفد زار رام الله، والتقي بأركان القيادة الفلسطينية، وكان على رأسهم الدكتور نبيل أبو ردينة، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والناطق الرسمي باسم الرئاسة، وكوادر منظمة التحرير، وحركة فتح، وتم اللقاء في قاعة متحف الشهيد ياسر عرفات.

وتم في الاجتماع شرح تفاصيل الموقف الفلسطيني الرافض لـ (صفقة القرن)، وتنكرها لمجمل حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية، وتسليمها بالرواية الصهيونية المثقلة بالمضامين العقائدية والخزعبلات التوراتية.

ومن ثم، توجه الوفد لتناول طعام الغداء في أحد مطاعم رام الله، والتقى بالدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس، وقاضي القضاة، واستمع إلى شرح آخر، وتأكيد آخر على رفض (صفقة القرن) والتحذير من تداعياتها على اعتبار أنها الوصفة لاستمرار الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

اللغط حول هذا الموضوع قادم من مكانين، أولاً: شعبنا الفلسطيني شعب مجروح وفاقد الأمل بعد الإعلان عن (صفقة القرن)، بالتالي هو حساس لتواجد الإسرائيليين في مناطق السلطة الوطنية، ويرفض هذا التواجد انطلاقاً من هذه الحساسية.

يضاف إلى ذلك، أن هناك تحريضاً متعمداً من بعض الجهات والخصوم السياسيين، وارتكز التحريض من خلال اعتبارهم أن هذا الوفد، هو وفد من المستوطنين، وصدرت بعض المواقف المؤسفة من البعض، بهدف تأليب الرأي العام، حول نشاط اللجنة، ونشاط القيادة الفلسطينية في شرح وتوضيح موقفنا السياسي.

الكل يرفض، وملتزم بعدم التعاطي مع المستوطنين، كجسم غير شرعي ومشبوه، نرفض التعاطي معه في كل محافلنا السياسية والمجتمعية.

الوفد الذي زار رام الله، بعيد كل البعد عن المستوطنين، ووصفه بالمستوطنين، كان من باب التأليب والتحريض على هذا الجهد السياسي المتقدم.

الجدل الذي أثير حول اللقاء الأخير في (تل أبيب).. ما ردكم؟

اللقاء الذي عقد في تل أبيب بالشراكة مع برلمان السلام الإسرائيلي، والذي يضم وزراء سابقين وأعضاء كنيست لهم حضور وفعالية في الأوساط الدولية، حيث هدف اللقاء إلى إبراز الصوت الإسرائيلي المناهض والرافض لـ (صفقة القرن) في محاوله لكسر الإجماع الصهيوني المؤيد للصفقة، على قاعدة أنها تستجيب للمطالب الصهيونية لا بل تتبنى بالمطلق الرواية الصهيونية.

وترتكز هذه الفرصة على الموقف المعلن، والرافض فلسطينياً لصفقة القرن، وما تشكله من تنكر لمجمل الحقوق الإنسانية والسياسية لشعبنا الفلسطيني. 

فلم يكن اللقاء لمناقشة الصفقة، كما أشيع، وإنما لإبراز موقف هذه المجموعة الرافضة للصفقة.

ما هو دور لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي ومهمتها؟

تشكلت لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي، بقرار من الرئيس واعتمدت في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في أواخر عام 2012 كما تم إقرارها كمفوضية رسمية من مفوضيات حركة فتح في مؤتمرها العام السابع.

 وتعتبر اللجنة إحدى أذرع العمل السياسي المختص بالاتصال والتواصل مع المفاصل السياسية والمجتمعية الإسرائيلية؛ لشرح وتوضيح مجمل الموقف الفلسطيني، المستند على الثوابت الوطنية بالاستناد إلى البرنامج الوطني والسياسي المقر والمعتمد في هيئات منظمة التحرير، كممثل شرعي ووحيد لشعبنا الفلسطيني.

وتعمل اللجنة على ترتيب لقاءات لمختلف الشرائح على أرضية الاشتباك السياسي، الذي يُفضي إلى خلخلة الرواية الإسرائيلية القائمة على التنكر لحقوقنا الوطنية، وعلى رأسها حقنا في تقرير مصيرنا، وإقامة دولته على ترابه الوطني، بعاصمتها القدس في إطار سيادة كاملة، والتركيز على آمالنا وتطلعاتنا كشعب يتوق إلى استخدام مقدراته العظيمة بإسهام إنساني، يحاكي الفضاء الأممي الرافض للاحتلال، والمعترف بحق الشعوب بالسلام والتحرر من الاحتلال.

هل حققتم إنجازات أو اختراقات تُذكر؟

ليس من السهل الحديث عن نجاحات عينية لعدة اعتبارات، أبرزها: أن أدوات القياس في التأثير السياسي والمجتمعي طويلة الأمد نسبيًا، ويجب ألا يغيب عن بالنا حجم المعيقات التي تضعها المؤسسة الرسمية في إسرائيل، في سبيل الحيلولة دون تحقيق أهدافنا، بالمنع والتهديد والتحريض على عمل اللجنة.

ولكن هناك الكثير مما تحقق في هذا الإطار، ويتمثل في بقاء سؤال السلام، وإنهاء الاحتلال على طاولة نقاش الأطر الإسرائيلية، وإن كانت بصوت خافت، متجاوزة يمينية وتطرف المؤسسة الحاكمة المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، بانحيازها للرؤية والرواية الإسرائيلية في التعامل مع سبل حل الصراع.