قصة الرجل الذي استيقظ فوجد نفسه إمبراطوراً لروسيا
تاريخ النشر : 2020-02-01
قصة الرجل الذي استيقظ فوجد نفسه إمبراطوراً لروسيا
صورة لميخائيل ألكسندروفيتش


خلال شهر آذار/مارس 1917، اهتزت الإمبراطورية الروسية على وقع ثورة انتهت بالإطاحة بالقيصر الروسي، نيقولا الثاني، الذي استلم حكم البلاد منذ مطلع تشرين الثاني/نوفمبر 1894 خلفاً لوالده ألكسندر الثالث.

وقد اندلعت الثورة الروسية يوم 8 آذار/مارس 1917 (23 شباط/فبراير 1917 حسب التقويم القديم)، احتجاجاً على النقص الحاد في المواد الغذائية وتردي المعيشة والخسائر المرتفعة على الجبهة الشرقية في الحرب العالمية الأولى بحسب ما نقلت (العربية).

وأمام تواصل الاحتجاجات والضغوطات الممارسة عليه من قبل مستشاريه والقيادة العسكرية، وافق نيقولا الثاني منتصف شهر آذار/مارس 1917 على التنازل عن عرش روسيا لصالح ابنه ألكسيي، البالغ من العمر حينها 12 سنة.

تنازل عن العرش

لكن بعد ساعات فقط، تراجع القيصر نيقولا الثاني عن هذا القرار، حيث نصحه مستشاروه بترشيح اسم آخر بدلا من ابنه ألكسيي الذي عانى من مرض الهيموفيليا. فعلى حسب مساعدي نيقولا الثاني، كان الطفل البالغ من العمر 12 سنة حينها غير قادر على إدارة شؤون البلاد، بسبب مرضه وحاجته الشديدة لتواجد والديه إلى جواره لمساعدته.

ومع ورود إمكانية نفي كل من القيصر نيقولا الثاني وزوجته ألكسندرا، طالب كثيرون بتغيير اسم الإمبراطور الجديد لروسيا. وأمام هذا الوضع، رضخ نيقولا الثاني لمطالب مستشاريه فوافق على التنازل عن عرش روسيا لصالح شقيقه الأصغر ميخائيل ألكسندروفيتش، البالغ من العمر حينها 36 سنة، عوضا عن ابنه ألكسيي مانحا إياه لقب ميخائيل الثاني.

مع حلول صباح يوم 15 آذار/مارس 1917، استيقظ ميخائيل من النوم ليجد نفسه إمبراطورا على روسيا من دون علم مسبق، حيث لم يتكفل شقيقه نيقولا الثاني بإعلامه بالأمر قبل تعيينه. وقد أثار اعتلاء ميخائيل عرش روسيا ردود فعل متباينة. فبينما رحّب البعض بتعييه، رفض آخرون ذلك واعتبروه التفافاً على الثورة.

رفض للعرش

وتزامنا مع سماعه لخبر تعيينه إمبراطوراً على روسيا، علم ميخائيل بقدوم وفد رسمي، تزعّمه كل من رئيس مجلس الدوما (البرلمان) ميخائيل رودزيينكو (Mikhail Rodzianko) ووزراء كالأمير غيورغي لفوف (Georgy Lvov) وألكسندر كيرينسكي (Alexander Kerensky)، لإجراء مشاورات حول مستقبل البلاد.

إلى ذلك، استمر الإجتماع لساعات تطرق خلاله الجميع لإمكانية معارضة سوفيت بيتروغراد (Petrograd Soviet) حصول ميخائيل على العرش. فضلا عن ذلك، أقنع كيرينسكي الإمبراطور الروسي الجديد بضرورة التنازل عن الحكم.

واستمرت فترة تواجد ميخائيل على رأس روسيا لنحو 16 ساعة فقط. فيوم 16 آذار/مارس 1917، رفض الأخير المنصب المقترح مؤكداً أنه لن يعتلي عرش روسيا إلا بحصوله على تأييد الشعب الروسي عن طريق استفتاء.

وعقب رفضه للعرش بفترة وجيزة، اعتقل ميخائيل ألكسندروفيتش ليقضي أكثر من سنة في التنقل بين العديد من مراكز الاعتقال كان آخرها بمدينة بيرم (Perm) على بعد أكثر من ألف كلم شرق موسكو.

ففي خضم الحرب الأهلية الروسية، تخوّف البلشفيون من إمكانية تحرير الجيش الأبيض لميخائيل فأقدموا خلال الليلة الفاصلة بين يومي 12 و13 حزيران/يونيو 1918 على إعدامه رميا بالرصاص بإحدى الغابات القريبة من بيرم. وعلى حسب العديد من المصادر تكفّل قائد الشرطة السرية المحلية غافريل مياشنيكوف (Gavril Myasnikov) بالإشراف على عملية الإعدام.