الأسرى: "3750" حالة اعتقال بالقدس منذ إعلان ترامب لها عاصمة للاحتلال
تاريخ النشر : 2019-12-14
الأسرى: "3750" حالة اعتقال بالقدس منذ إعلان ترامب لها عاصمة للاحتلال
صورة ارشيفيه


رام الله - دنيا الوطن
أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صعدت من عدوانها ضد أهالي القدس منذ إعلان  الرئيس الامريكي ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال قبل عامين، وذلك لإرغامهم على التسليم بالقرار، وعدم إعطائهم فرصة لالتقاط أنفاسهم، والاستعداد لمواجهته.

الناطق الإعلامي للمركز الباحث رياض الأشقر، أوضح بأن على سلم عدوان الاحتلال ضد أهالي القدس تنفيذ حملات اعتقال واسعة طالت كافة شرائح المجتمع المقدسي ولم تستثنِ النساء والمرضى، وكبار السن، والأسرى المحررين، والنواب، وقيادات العمل الوطني، حيث تتعرض القدس لنزيف بشرى مستمر لا يتوقف،
 وذلك لإخضاع الأهالي وإفراغ المدينة من أهلها.

وبين الأشقر، بأن مركزه رصد (3750) حالة اعتقال من مدينة القدس لوحدها منذ اعلان "ترامب" في السادس من ديسمبر للعام 2017، وشملت حالات الاعتقال (1070) طفلاً ما دون الثامنة عشر من اعمارهم ، ومن النساء والفتيات بلغت (171) حالة اعتقال بينهن قاصرات وجريحات وأمهات ومرابطات.

تكثيف الاعتقال

وأضاف الأشقر بأن الاعتقالات في القدس خلال العامين الماضيين تصاعدت في مناسبات معينة ، كأحداث فتح باب الرحمة أمام المصلين، حيث اعتقل العشرات بينهم قيادات وطنية ورجال دين، منهم الشيخ "عبد العظيم سلهب" رئيس مجلس الأوقاف، والشيخ ناجح بكيرات، نائب مدير عام أوقاف القدس.

 كذلك تصاعدت بعد قرار نقل السفارة الامريكية من تل الربيع الى القدس باعتبارها عاصمة للكيان الإسرائيلي في أيار/ مايو من العام الماضي، بينما شن الاحتلال حملات اعتقال واسعة لمنع المقدسيين من مواجهة سماسرة الأراضي، الذين يبيعون المنازل للمستوطنين.

فيما يستهدف الاحتلال قيادات العمل الوطني والإسلامي في القدس، حيث اعتقل المحافظ  عدنان غيث، حوالى 13 مرة خلال تلك الفترة، وأعاد اعتقال النائب المقدسي المبعد عن مدينة القدس أحمد محمد عطون، (52 عاماً) بعد اقتحام المنزل الذى يقيم به في البيرة منذ إبعاده عن مدينة القدس، وسحب بطاقته المقدسية قبل 8 سنوات.

توزيع الاعتقالات

وكشف الأشقر، أن الاعتقالات توزعت على كافة قرى وبلدات ومناحي مدينة القدس، حيث احتلت العيسوية النصيب الأكبر من عمليات الاعتقال، ووصلت الى (1400) حالة اعتقال، وتلاها منطقة شعفاط ووصلت حالات الاعتقال منها (498) حالة، ثم سلوان (504) حالات، ومن القدس القديمة ( 429) حالة، ومن المسجد الأقصى (344) حالة اعتقال، والباقي كان من القرى والبلدات المختلفة.

استهداف الاطفال

وأشار الأشقر إلى أن الاحتلال يستهدف بالاعتقال والحبس المنزلي فئة الأطفال القاصرين بشكل متعمد، حيث بلغت حالات اعتقال الأطفال ما يقارب ثلث إجمالي الاعتقالات من القدس خلال تلك الفترة، بواقع  (1070) طفلاً ما دون الثامنة عشرة من أعمارهم، وبدا لافتاً استهداف شريحه الأطفال ما دون 12 عاماً، حيث وصلت حالات الاعتقال  بينهم إلى (74) طفلاً.

ومن بين الأطفال المعتقلين، عدد من الجرحى منهم الفتى علي طه (16 عاماً) والذى أصيب برصاص الاحتلال عند حاجز مخيم شعفاط، وتم اعتقاله ومنع تقديم العلاج له، والفتى محمد عصام القواسمي (15 عاماً)، وأصيب في ظهره برصاص المستعربين في مخيم شعفاط بمدينة القدس، ووصفت إصابته بالخطيرة، ورغم ذلك تم تقييده بسرير المستشفى، وهو قيد العلاج.

والطفل أشرف حسن عدوان (12 عاماً)، بعد إطلاق الرصاص باتجاهه وضربه بقسوة مما تسبب له في جروح ورضوض، كذلك الفتى الجريح محمد خالد الصباح (16 عاماً) والذى اعتقل بعد إطلاق جنود الاحتلال النار عليه في منطقة باب حطة بالقدس القديمة، مما أدى إلى إصابته بجروح خطرة.

ووصلت همجية الاحتلال إلى مستويات غير مسبوقة، باستهداف الأطفال المقدسيين، حيث استدعت للتحقيق الطفلين: محمد ربيع عليان (4 سنوات) و(قيس فراس عبيد (6 سنوات)، بحجة قيامهما برمي الحجارة على الجنود، فيا اعتقلت القاصرين الطفلين الشقيقين حاتم (8 سنوات)، وأمير (10 سنوات) أبورميلة من بيت حنينا شمال القدس والطفل عمر الحسيني (9 سنوات).

اعتقال المقدسيات

وأفاد الأشقر بأن الاحتلال واصل استهداف النساء المقدسيات وخاصة المرابطات في المسجد الأقصى، بهدف ردعهم عن حماية المقدسات والدفاع عن الاقصى، فقام باعتقال العديد منهن خلال العامين، ووصلت حالات الاعتقال بين النساء والفتيات من القدس (171) حالة بينهن جريحات، وقد تم الإفراج عن غالبيتهن، مقابل الحبس المنزلي، أو الإبعاد عن الأقصى لفترات مختلفة.

ومن بين حالت الاعتقال بين النساء قاصرات أصغرهن الطفلة سارة نظمى شماسنة (14عاماً)، تم اعتقالها برفقة والدتها الحاجة رسيلة شماسنة من بلدة قطنة غرب القدس، والطفلة مي بسام عسيلة (14عاماً) من مخيم شعفاط، بحجة حيازة سكين وزجاجة غاز.  

كذلك اعتقل الاحتلال المقدسية خولة صبيح (43 عاماً) بعد إصابتها بالرصاص، نتيجة إطلاق النار عليها، وإصابتها بجراح متوسطة في حي شعفاط بمدينة القدس، وقد أفرج عنها بعد أسبوع على اعتقالها.

فيما لم يسلم المسنون من الاعتقالات، حيث اعتقلت المسنة فرحة عبد دعنا (67 عاماً)، من القدس القديمة، والمقدسية المسنة نفيسة خويص (66 عاماً)، وأطلق سراحها بعد التحقيق بشرط الإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة أسبوعين.

حبس منزلي وإبعاد

ولم يكتفِ الاحتلال بحملات الاعتقال لأهالي القدس، وخاصة الأطفال منهم، إنما صعد كذلك من إصدار أوامر الحبس المنزليّ، وكذلك فرض عقوبة الإبعاد عن المنازل، والغرامات المالية الباهظة على معظم المعتقلين، الذين تم عرضهم على المحاكم سواء صدرت بحقهم أحكام بالسجن الفعلي أو غرامة مالية فقط مقابل إطلاق سراحهم. 

ورصد تقرير المركز، بأن الاحتلال أصدر أكثر من (200) قرار بالحبس المنزلي خلال العامين، وهذه القرارات تعتبر بديلاً عن السجن، وتهدف إلى الإقامة المنزلية، وتقييد حرية الأشخاص خاصة الأطفال، وكذلك فرض عقوبة الإبعاد عن المنازل، لأكثر من (66) مقدسياً، غالبيتهم من القاصرين.

استشهاد أسير مقدسي

بينما ارتقى خلال شهر أيار/ مايو من العام 2018 الأسير المقدسي عزيز موسى عويسات (53 عاماً)، من جبل المكبر، نتيجة اعتداء همجي في (سجن إيشل) على يد الوحدات الخاصة التابعة لإدارة السجون بالهراوات والركلات، ولأكثر من مرة على رأسه ورقبته وبطنه، مما أدى لإصابته بانهيار كافة أجهزة الجسم، وتهتك في الرئتين ونزيف داخلي نتيجة الضرب عليهما بقوة، ونزيف في الدماغ، وقد دخل في غيبوبة حادة، وتم نقله إلى مستشفى الرملة.

ونتيجة الاستهتار بحياته، وتعمد الإهمال الطبي لحالته، تراجع وضعه الصحي، وأصيب بجلطة قلبية حادة، وأجريت له عملية (قلب مفتوح) واستمر التراجع على وضعه الصحي، وتم نقله الى العناية المكثفة في مشفى (اساف هاروفيه) ووضع تحت أجهزة التنفّس الاصطناعي، ورفض الاحتلال إطلاق سراحه بشكل مبكر لإكمال علاجه خارج السجون، وقرر له جلسة للنظر في الطلب، إلا أن روحه الطاهرة، فاضت إلى ربها قبل موعد الجلسة، فارتقى شهيداً في العشرين من أيار/ مايو.

الأسير الشهيد عويسات، كان اعتقل في آذار/ مارس 2014، وصدر بحقه حكم بالسجن الفعلي لمدة 30 عاماً.