بعد أشهر من الإغلاق.. مأساة موظفي قناة القدس متواصلة وسط مناشدات بحلها
تاريخ النشر : 2019-12-12
بعد أشهر من الإغلاق.. مأساة موظفي قناة القدس متواصلة وسط مناشدات بحلها
قناة القدس الفضائية - شعار


خاص دنيا الوطن-هيثم نبهان 
عشرة أشهر مرّت على إغلاق قناة (القدس) الفضائية، التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والتي كانت العاصمة اللبنانية، بيروت مقرها، بينما كان هناك مكتبان لها في قطاع غزة والضفة الغربية.

وبعد هذه المدة الطويلة، عادت إلى السطح من جديد أزمة موظفي القناة، حيث لا زالوا يطالبون بصرف مستحقاتهم المالية، التي لم يحصلوا عليها حتى هذه اللحظة، في وقت تعاني فيه الأراضي الفلسطينية، من أوضاع اقتصادية صعبة، وارتفاع معدلات البطالة، ونقص كبير في فرص العمل. 

محمد الداهودي، أحد موظفي قناة القدس الفضائية المغلقة يقول لـ"دنيا الوطن": إن قراراً اُتخذ بإغلاقها يوم التاسع من شباط/فبراير 2019، وكان القرار ليس مفاجئاً باعتبار أن القناة كانت تعاني طوال موسمين قبل إغلاقها بظروف مالية صعبة للغاية.

وأضاف: وصلتنا رسالة في الثامن من شباط/فبراير الماضي، أنه "اعتباراً من الغد القناة مغلقة وطُلب منا عدم الذهاب إلى العمل"، مشيراً إلى أن الحالة المادية كانت أصلاً صعبة جداً، والأزمة كانت قبل عامين من الإغلاق، حيث لم يكن الموظفون يتلقون رواتبهم بانتظام، وكانت هناك مستحقات على القناة، لصالح الموظفين، قبل الإغلاق رواتب ما يعادل عام كامل.

وأكد الموظف السابق في قناة (القدس) الفضائية، أن توقيت الإغلاق كان سيئاً جداً على موظفي القناة، وكانوا منهكين من ناحية عدم انتظام الرواتب، قبل أن يجدوا أنفسهم في "الشارع".

وقال الداهودي: إن مسؤولي القناة وعدوا الموظفين بأن "حقوقهم محفوظة وأنها مقِرّة بهذا الشأن"، معرباً عن أسفه الشديد، بأنهم لم يمنحوا حتى اللحظة الموظفين "ورقة مخالصة"، وحتى "شهادة الخبرة تأخرت بشكل كبير".

وتابع: هذا الأمر يشمل الزملاء في الضفة الغربية وبيروت، وبالنسبة لغزة، إدارة قناة القدس، أعطت صلاحيات للمكتب الإعلامي لحماس، أن تبيع أملاك المؤسسة وأن تصرف المستحقات للموظفين، ولكن حتى اللحظة لم يحصل معظمنا على ما يقارب 10% من المستحقات.

وشدّد الداهودي على أن موظفي القناة يعانون من أوضاع متدهورة للغاية، ولا توجد فرص عمل، والأمر السيء هو أن معظم موظفي القناة في غزة، ممنوعون من السفر عن طريق معبر رفح، وهذا يمثل عائقاً أمام إيجاد أية فرص خارج قطاع غزة.

ودعت مؤسسات صحافية مختلفة في قطاع غزة، أمس الأربعاء، إلى إنصاف موظفي قناة القدس التي تم إغلاقها منذ نحو عام بسبب الأزمة المالية التي عصفت بها.

وأعرب (التجمع الإعلامي الفلسطيني) عن تضامنه الكامل مع صحفيي القناة، داعيًا إدارتها إلى العمل على إيجاد الحلول الكفيلة بإعادة الحقوق للموظفين المسرحين، وضمان تسديد مستحقاتهم بالشكل الأمثل.

من ناحيته، أكد منتدى الإعلاميين الفلسطينيين تضامنه التام مع صحفيي إذاعة فرسان الإرادة، وصحفيي قناة القدس، فيما جددت كتلة الصحفي الفلسطيني تضامنها مع العاملين في القناة، معتبرةً فترة العام الماضي التي انقضت بعد إغلاق القناة كانت كافية لإعادة ترتيب الأوراق وإنصاف الزملاء الصحفيين العاملين فيها.

وكان مدير مكتب القناة في غزة، عماد الإفرنجي قال في شباط/فبراير الماضي، عد أيام قليلة من إغلاقها، في تصريحات لـ"دنيا الوطن"، إنه لا يستطيع تحديد رقم معين، حول الديون المستحقة على القناة، ولكن "أستطيع أن أقدرها بالملايين".

وأكد الإفرنجي حينها، أنه كان هناك نحو 300 موظف، يعملون في كل مكاتب القناة قبل بداية الأزمة، وبالكاد وصل إلى 100 موظف في كل مكاتبها، حين أغلقت.

كما طالب القيادي في حركة حماس، وصفي قبها، بتشكيل لجنة تحقيق في قضية إغلاق قناة (القدس) الفضائية.

وقال قبها، في منشور عبر صفحته بموقع (فيسبوك) في آيار/مايو الماضي: إنه لا بد من تشكيل لجنة تحقيق مهنية، وموضوعية، وحيادية، وذات مصداقية؛ للوقوف على قرار وقف بث فضائية (القدس) الفضائية.

وأوضح قبها، أن القناة أوقفت بثها، ليس نتيجة أزمة مالية فحسب وإنما أيضاً نتيجة حتمية لعقلية الفوضى والمراهقة الإدارية و"اللغوصة" بالعمل، التي باتت تميز عدداً من الشخصيات القيادية والإدارية.