قصة الزيارة السرية للأب الروحي لفرنسا إلى مصر
تاريخ النشر : 2019-11-05
قصة الزيارة السرية للأب الروحي لفرنسا إلى مصر
شارل ديجول


رام الله - دنيا الوطن
في بدايات شهر نوفمبر من عام 1971 توفي الزعيم الفرنسي والجنرال شارل ديجول، الذي يعتبره الفرنسيون الأب الروحي للجمهورية الفرنسية الخامسة، ويرجع الكثير من الفرنسيين الفضل إلى الجنرال ديغول في استقلال بلادهم من الجيوش النازية أثناء الحرب العالمية الثانية إذ لم يتوقف وهو في لندن من إطلاق الشعارات التي كانت تلهب قلوب الفرنسيين وتدفعهم إلى المقاومة.

وكان من أشهر نداءاته "أيها الفرنسيون لقد خسرنا معركة لكننا لم نخسر الحرب وسوف نناضل حتى نحرر بلدنا الحبيب من نير الاحتلال الجاثم على صدره، هذه الحرب لا تقتصر على خسارة إقليم في بلادنا، هذه الحرب لم تنته بخسارة معركة فرنسا، هذه الحرب هي حرب عالمية واسعة أيًا كان ما سيحدث، فإن شعلة المقاومة الفرنسية لا يجب أن تنطفئ، ولن تنطفئ".. كان تلك الكلمات جزءا من ذلك الخطاب الذي قاله ديجول في يونيو من عام 1940.

وفي تلك الحرب كان ديجول هو قائد المقاومة الشعبية في فرنسا وقتها قام بزيارة سرية لبلاده بزيارة إلى مصر ومنطقة قناة السويس سرًا لكي يعقد اجتماعا سريا مع قائد القوات البريطانية فى الشرق الأوسط الجنرال ويلف، وزارة وقتها قوات المظلات الفرنسية الذين تلقوا تدريباتهم فى مدينة الإسماعيلية عام 1941.

وقام أيضا بزيارة مدينة الإسماعيلية للاطمئنان علي كل ما يخص فرنسا من منشآت ومدارس تابعة للحكومة الفرنسية وقام بزيارة مدرسة راهبات سان فانسان دى بول للراهبات الفرنسيات وكانت المدرسة كل طالباتها من الفرنسيات الذين يعملوا آبائهم فى هيئة قناة السويس ودخل المدرسة ليطمئن على الراهبات والمدرسات الفرنسيات وكذلك الطالبات وكان هذه الزيارة فى 21 يناير عام 1941.
كما زار ديغول مدرسة سان فانسان دي بول والتي تسمى مدرسة هيئة قناة السويس للغات حاليًا والموجودة في تقاطعات شارع عرابي مع شارعي محمد علي والجيش بمدينة الإسماعيلية.

كما قال الرئيس الفرنسى شارل ديجول للمشير عبدالحكيم عامر، القائد العام للقوات المسلحة المصرية، في ستينيات القرن الماضي إنه زار مصر أثناء الحرب العالمية الثانية مرات حينما كان قائدا لـ حركة فرنسا الحرة، وكل مرة كانت تستمر شهورًا، وفقا لما قاله الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل في كتابه الانفجار، وأكد ديجول لعامر، أنه قابل الملك فاروق وبعض الباشوات، واقتنع نتيجة مقابلاته معهم، بأن مصر مقبلة على ثورة بعد انتهاء الحرب.

وحسب هيكل فإن الزعيم الفرنسي كانت لديه بعد ذلك أسئلة عن الأوضاع الداخلية في مصر وما فعلته الثورة لتحسين أحوال الفلاحين قالها ديجول بالاسم العربي، وعقب بأنه حفظ العنوان وعرف الكثير عن أحوال الفلاحين من مشاهداته أثناء زياراته لمصر، ومن قراءته لكتاب الفلاحين الذي كتبه الأب عيروط، وهو راهب شيوعي مشهور عاش فى مصر ودرس أحوال الفلاحين دراسة متعمقة.