عيسى: كنائس فلسطين مهددة بأن تصبح متاحف للسياح
تاريخ النشر : 2019-10-23
عيسى: كنائس فلسطين مهددة بأن تصبح متاحف للسياح
صورة تعبيرية


رام الله - دنيا الوطن
قال الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، الدكتور حنا عيسى: "إن الحضور المسيحي في المجتمع الفلسطيني في الوقت الحالي، يشكل أقل من 1% من تعداد سكان الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.

وأوضح عيسى، في تصريح صحفي وصل "دنيا الوطن" نسخة عنه، الأربعاء، "أن ذلك يأتي لأن معظم مسيحيي فلسطين قد توجهوا إلى العيش في بلاد أخرى لأسباب مختلفة، منها: وجود الاحتلال الإسرائيلي في هذه الأراضي، والوضع الاقتصادي السيئ، والإحصائيات الأخيرة، تشير إلى أن عدد المسيحيين تقريباً 40 ألف شخص في الضفة الغربية، وأقل من 4 آلاف في القدس، و850 في قطاع غزة".

وأضاف عيسى: "المسيحيون اليوم ضمن المجتمع الفلسطيني يشكلون نحو 20% من حجم تعداد الفلسطينيين حول العالم، الذي يبلغ ما يقارب 13 مليون فلسطيني، منهم 5 ملايين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ثلاثة ملايين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ومليونان في قطاع غزة، وهناك حوالي مليون و500 ألف فلسطيني في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، إضافة لستة ملايين في الدول العربية، و 500 ألف في الدول الأجنبية حسب الإحصائيات الأخيرة الناتجة عن مركز الإحصاء الفلسطيني نهاية سنة 2018".

وتابع: "من الأسباب المباشرة لانخفاض نسبة المسيحيين في فلسطين، يعود إلى انخفاض معدل المواليد بين المسيحيين بسبب ارتفاع مستواهم الاقتصادي والاجتماعي، وفشل مشاريع التنمية والنهضة في معظم دول المنطقة، وشعور المسيحيين وفئات اجتماعية أخرى بلا جدوى البقاء بسبب تدني الأوضاع الاقتصادية والسياسية فيها، وبالرغم من المصاعب المعيشية إلا أن المسيحيين إلى جانب إخوانهم المسلمين، ما زالوا يكافحون من أجل تنمية وازدهار هذا الوطن".

ولفت عيسى، إلى أن الصراع العربي الإسرائيلي، ترك آثاره السلبية على حركة المواطنين الفلسطينيين، وتهجيرهم خارج الوطن، فمع الحرب العربية الإسرائيلية الأولى في سنة 1948 هجر ما يقارب 955 ألف فلسطيني عن أرضهم وأصبحوا لاجئين بين عشية وضحاها، ومن بين السكان الذين عانوا تجربة اللجوء ما بين 40 ألف إلى 50 ألف من المسيحيين العرب الذين كانوا أكثر من ثلث السكان المسيحيين في فلسطين في سنة 1948.

وأكمل: "في مدينة القدس كان مجمل السكان المسيحيين في العام 1944 يتجاوز 30 ألف فرد، وأصبحوا الآن أقل من 4 آلاف في آواخر سنة 2018، حيث إنه بفعل الاحتلال هاجر الكثير من المسيحيين سنة 1967 إلى الأردن والسكن في العاصمة عمان، لأنه توفرت الفرص أكثر بكثير منها في القدس، ولا غرابة أن نقول بأن عدد المسيحيين في استراليا أكبر منهم في مدينة القدس الشرقية، وأن عدد المسيحيين الفلسطينيين في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر بكثير من مدينة رام الله".

وذكر عيسى "منذ بدء الاحتلال سنة 1967 وحتى نهاية سنة 1993 كان معدل هجرة المسيحيين الفلسطينيين من الضفة وقطاع غزة ما يقارب 13 ألف مهاجر مسيحي منهم (8 آلاف في الضفة و5 آلاف من غزة) والعامل السياسي والذي مثله الاحتلال الإسرائيلي مع ما واكب من ظروف اقتصادية سيئة ومناخ اجتماعي صعب دوره الأساسي في دفع الناس إلى ترك الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ونوه، "الأسر التي تسكن في المدن وذات انتماء للطبقة الوسطى أكثر عرضة للهجرة من الأسر في المناطق الريفية او في مخيمات اللاجئين، وأشارت الأغلبية من الأسر أن السبب المباشر الذي دفعهم للهجرة هو الوضع الاقتصادي السيئ والظروف السياسية غير المستقرة، ولتخفيف الهجرة يجب أن يسبقه تحسين الظروف السياسية والاقتصادية وإيجاد فرص العمل للحد من البطالة، وإقناع المواطن بالثقافة الوطنية".

وشدد عيسى، "تحديات البقاء للفلسطينيين هو العمل على سبيل العدل والسلام والخروج من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالحل العادل الدائم بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس والعمل على توفير القيم المجتمعية التي توثق العلاقات في هذه الأيام الصعبة بين مختلف أبناء الوطن ولاسيما في المجال الديني. ومواجهة الأوضاع الاقتصادية الخانقة بدعم اقتصادي جاد، الامر الذي يولد الثقة في قلوب من يرون في الهجرة نجاة وخلاصاً".

وقال عيسى: "إن العوامل السياسية والاقتصادية هي وراء هجرة المواطنين، وعلى أصحاب الخطاب الديني ان ينتبهوا إلى المشروع الوطني المشترك والذي يشملنا جميعا دون فرق دين أو ملة، علماً بأن إرادة الصمود والبقاء ما زالت قوية لدى غالبية الناس عندنا، إلا أن الاستنتاج يقودنا إلى أن الهجرة تزداد في زمن يتميز بانعدام الاستقرار السياسي والذي ينتج عنه عدم استقرار اجتماعي واقتصادي ولا سيما في العلاقات بين مختلف طبقات وفئات الشعب بما في ذلك الفئات الدينية".

وأكد عيسى، أن المهام الملقاة على عاتق مؤسسات المجتمع الرسمي والأهلي في فلسطين هي منع هذه الهجرة وترسيخ بقاء هذه الفئة والتطلع من خلال إيجاد الوسائل الفاعلة والتطلع إلى هجرة معاكسة إن أمكن.

وأكمل: "هناك حاجة ماسة مشتركة لإيجاد نظرة متكاملة لقضايا الوطن وعمل جاد من قبل المسلمين والمسيحيين معا لمواجهة التحديات المختلفة، علماً بأننا بمختلف طوائفنا المسيحية، نتفاعل قدر المستطاع مع احتياجات المجتمع بروح الانفتاح والمحبة واحترام الحياة البشرية دون اعتبار لأية خاصية أو خفية دينية او غيرها". 

وقال: "بالإضافة إلى ذلك فإننا نشدد في فلسطين على أهمية تحمل المواطن، بغض النظر عن الدين، أعباء ومسؤوليات الحياة العامة إذ نرى في هذا الأمر شهادة للانتماء وللولاء للوطن".