عرنكي: فصائل منظمة التحرير تريد الانتخابات والخلاف بين فتح وحماس فني
تاريخ النشر : 2019-10-23
عرنكي: فصائل منظمة التحرير تريد الانتخابات والخلاف بين فتح وحماس فني
اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير


خاص دنيا الوطن - أحمد العشي
أكد فيصل عرنكي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن الممارسة الديمقراطية المتمثلة في الانتخابات، تعزز الموقف الفلسطيني في رفض ما هو مطروح على الساحة، وعلى رأسها ما يسمى بـ (صفقة القرن).

وأشار عرنكي في لقاء مع "دنيا الوطن"، إلى أن الانتخابات استحقاق ديمقراطي وحضاري وملزم لشعبنا، لاعطائه الحرية لاختيار قيادته في المرحلة المقبلة، لافتاً إلى أن هذا يعتبر حق شرعي، والجميع يدعم هذا الاستحقاق الديمقراطي.

وقال عرنكي: "اللجنة التنفيذية بكل أعضائها بما فيها الرئيس، هي لجنة كاملة متكاملة، تقدم الدعم الكامل لتنفيذ الاستحقاق الديمقراطي، حيث تم الاتفاق بين كل الأعضاء، بأن يكونوا لجنة موحدة، للعمل على تنفيذ ما طرحه الرئيس في الأمم المتحدة، وما لاقى من دعم فلسطيني لإجراء الانتخابات".

وأضاف: "الفصائل المنضوية تحت مظلة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، تسير على نفس الاتجاه والموقع والطريق، لتحقيق الانتخابات بغض النظر عن المعوقات، حيث أن الانتخابات استحقاق ديمقراطي، بالإضافة إلى تحشيد الهمة للشعب الفلسطيني وإعطاء دور للشباب الفلسطيني في الداخل؛ لممارسة هذا الاستحقاق بحرية كاملة".

وشدد عرنكي على ضرورة أن توفر القيادة الفلسطينية، البيئة الحاضنة لإجراء انتخابات ديمقراطية حرة وسليمة، بالإضافة إلى محاولة إعطاء دور للشباب لممارسة حقهم الديمقراطية، واستغلال الظروف لمحاولة تسويق الإيجابيات وطمس السلبيات التي فرضت على الشعب الفلسطيني، نتيجة الانقسام والتدخلات الإقليمية، والمواقف السلبية المتمثلة في الادارة الامريكية وما تحاول فرضه من نقل سفارتها للقدس، وإعطاء الشرعية للمستوطنات.

وفي السياق، قال عرنكي: "يجب على كل الشعب الفلسطيني بمختلف فئاته، العمل على وحدة المقاومة السلمية للتغلب على الواقع الذي فرض علينا من مختلف الجهات، بغض النظر عن الأطماع الإسرائيلية واستغلال الدعم من الإدارة الأمريكية، واستغلال واقعنا الداخلي من انقسام وضغوطات اقتصادية وسياسية".

وأضاف: "يجب أن نركز على إيجاد توازن داخلي بين روح الوطنية للشعب الفلسطيني الذي لا يشك فيها أي إنسان، وبين روح المواطنة للفلسطيني، فمن أهم العوامل التي يتم خلالها استنهاض الطاقة المطمومة للإنسان الفلسطيني، لا يمكن استغلالها بشكل إيجابي بدون إعطاء الحرية للإنسان الفلسطيني لاختيار قيادته".

وحول الخلاف في الانتخابات بين حركة فتح وحماس، أوضح عرنكي، أن هذا الخلاف فني، وليس خلالاً على الاستراتيجية، لافتاً إلى أنه طالما أن الجميع وافق على استراتيجية إجراء الانتخابات التي دعا إليها الرئيس، فإن هذه التناقضات الفنية والثانوية يمكن التغلب عليها، داعياً إلى وحدة الكلمة والمصير للشعب الفلسطيني.

وقال: "حركة حماس والجهاد الإسلامي ليستا في منظمة التحرير الفلسطيني، وبالتالي يجب دخولهما في مؤسسات المنظمة، حتى لا يكون الخلاف جذرياً، فالمنظمة تأسست قبل ولادة الكثير من قيادات الشعب الفلسطيني، لذلك كل الخلافات ستنتهي على طاولة النقاش الحر الديمقراطي والحضاري"، معتبراً في الوقت ذاته أن المشكلة الجوهرية تتمثل في التدخلات الإقليمية والدولية؛ للمحافظة على تقسيم الرأي والفعل الفلسطيني.

وأضاف: "يجب ان نترفع عن صغائر الأمور أمام العداء والهجمة القوية التي تعرضنا لها منذ عام 2007 حتى اليوم، وأعطينا مجالاً للتدخلات الإقليمية المأمورة من القوى العالمية، لضياع القضية الفلسطينية عن طريق ضعف وحدة الرأي والكلمة الفلسطينية"، داعياً الفصائل إلى أن تترفع عن التناقضات الثانوية للانطلاق إلى التناقض الرئيسي مع الاحتلال في محاولة لطمس القضية الفلسطينية.

وشدد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، على ضرورة دعم كافة فصائل منظمة التحرير للوحدة الوطنية، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن المبادرة التي قدمتها الفصائل هي خطوة جيدة على طريق التقارب بين حركتي فتح وحماس، مشيراً إلى أنه سيتم الضغط على الحركتين؛ للوصول إلى الأرضية المشتركة.

وقال: "من هو المستفيد من هذا الواقع الفلسطيني، فإذا كان المستفيد هو محتل أرضنا والذي يقطع عنا أموالنا، ويبني المستوطنات، فكيف لنا لا نتوحد أمامه"، مضيفاً: "نحن شعب واحد، حيث إن الفلسطينيين في الضفة الغربية تحت الاحتلال، والفلسطينيين في قطاع غزة تحت الحصار، وبالتالي الحصار في غزة والاحتلال بالضفة والقدس في الميزان، فيجب الترفع أمام ذلك عن الأمور وألا نكون مرتبطين باتفاقات وأوامر من دول الإقليم".

وتابع عرنكي بقوله: "نتمنى أن يكون هناك رأي واحد بين كافة أعضاء الفصيل الواحد، فنجد أن هناك شخصاً يُصرح تصريحاً إيجابياً، ونجد في اليوم التالي شخص آخر من نفس الفصيل يصرح بشكل سلبي"، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة الترفع عن ردود الفعل.

وبين عرنكي، أن الجميع مع الاستحقاق الوطني الديمقراطية، ومع كل ما طرحه الدكتور محمد اشتية رئيس الوزراء، من إنهاء اتفاقية باريس الاقتصادية، ومحاولة انتزاع الحقوق الفلسطينية المالية، ومحاولة تعزيز الإنتاج وتقليل الاستيراد، مشدداً على ضرورة المضي قدماً على كافة المستويات.

وفيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، أشار عرنكي إلى أن جمهورية مصر العربية لم تقصر في ملف المصالحة، وأي تفاعل في طريق تقريب وجهات النظر لتعزيز الوحدة الوطنية، لا يتناقض مع الدور المصري، منوهاً في الوقت ذاته إلى أنه في المقابل هناك دول في الإقليم تتدخل في ذلك ولها أذرع لإيجاد تناقض واستمرار واقع الحال لمصالحهم.

وقال: "لماذا لا نسير على اتفاق 2017، وما هي النقاط التي نختلف عليها، يتم الاتفاق فيها، لذلك المطلوب وقف الهجمات والتشكيك بأي مشروع ينطرح من قبل القيادة الفلسطينية الشرعية، حيث تم الاتفاق على كلمة الرئيس أمام الأمم المتحدة وقال إنه لا لصفقة القرن، فحماس أيدت الموقف، ونحن حاولنا البناء على ذلك، ويجب إفشال ما طرحته الإدارة الأمريكية الحالية".

وأضاف: "يجب الاتفاق على أن قضية العرب والمركزية هي القضية الفلسطينية، وهذا لا يأتي إلا عبر الوحدة، كما يجب الدخول إلى منظمة التحرير الفلسطينية، فأي إنسان يحاول تخريب الوحدة فهو منعزل على نفسه، ويجب تغليب مصلحة الوطن على المصلحة الفصائلية، بالإضافة إلى إيجاد شبكة مبدئية وخطوط عريضة للعمل عليها".

وتابع عرنكي بقوله: "مستعدون للتضحية بشكل شيء من أجل وحدة الشعب الفلسطيني أينما وُجد، فهناك جهات تعيش على تناقضاتنا وانقسامنا، وبالتالي يجب البحث في عمقنا وإيجاد طريقة تفاهم لتحقيق الوحدة، ونزع العباءات الملونة، فالذي يريد أن يدخل البرلمان الفلسطيني، يجب أن يكون ممثلاً للشعب الفلسطيني كله".