حكاية رسائل العشق الصوفي بين جبران ومي زيادة
تاريخ النشر : 2019-10-19
حكاية رسائل العشق الصوفي بين جبران ومي زيادة
جبران ومي زيادة


في 17 أكتوبر من عام 1941، توفيت الأديبة والكاتبة الفلسطينية مي زيادة مستشفى المعادي بالقاهرة عن عمر 55 عامًا.

مي التي ملأت الدنيا ثقافة وبهجة في بدايات القرن العشرين وُلدت في مدينة الناصرة عام 1886، وهي ابنة وحيدة لأب لبناني وأم فلسطينية أرثوذكسية، كانت تلقت دراستها الابتدائية في الناصرة، والثانوية في عينطورة بلبنان عام 1907.

وفي ذكرى وفاتها، إليكم أبرز رسائل الحب المتبادلة بين جبران خليل وجبران ومي زيادة، وهي قصة حب كبيرة، استمرت نحو 20 عاما، وغريبة أيضا حيث لم يلتقيا المحبان أبدا إلا من خلال هذه الرسائل.

بدأت قصة الحب بينهما حين أعجبت مي وهي بنت 26 عامًا بمقالات جبران فراسلته فأعجب بأسلوبها وذائقتها الأدبية، فبدأت بينهما المراسلات التي استمرت نحو عقدين من الزمان، كان من بين هذه المراسلات 37 رسالة خطها جبران بقلمه وعُنونت تحت اسم "الشعلة الزرقاء" رسائل حب إلى مي زيادة، ونشرتها دار مؤسسة نوفل في بيروت.

1- في 10 مايو 1919 أرسل جبران رسالة إلى مي يبلغها فيها ببعثه كتاب قصيدة المواكب الشهيرة، ويطالبها فيها بنقد قصيدته، لكن أدب جبران الجم ومحبته الغزيرة لمي طغت على غرضه من الرسالة فكتب إليها قائلًا " إني باعث إليك بأول نسخة من كتاب يدي المواكب، وهو كما تجدينه حلما لم يزل نصفه ضبابًا والنصف الآخر يكاد أن يكون جسمًا محسوسًا، فإن استحسنت فيه شيئًا تحول إلى حقيقة حسنة، وإن لم تستحسني شيئًا عاد إلى الضباب بجملته".

2- ذات يوم استيقظ جبران على حلم "غريب" كما يصف. حلم كانت معشوقته مي توجه إليه كلمات موجعة، وجرح صغير في وجهها يقطر دمًا، لم يتمالك نفسه، دفعه الشوق إلى مراسلتها، فقال " لا أذكر أنني حلمت حلما في ماضيَّ أوضح من هذا الحلم، لذا أراني مضطربا ومشغول البال.. ماذا تعني رنة التوجع في كلماتك الجميلة؟ وما معنى الجرح في جبهتك؟ وأي بشري يستطيع لأن يخبرني مفاد انقباضاتي وكآباتي؟ سوف أصرف نهاري مصليًا في قلبي..سوف أصلي في سكينة قلبي..وسوف أصلي لأجلنا".

3- ومن أًدق وأصدق هذه الرسائل التي كادت أن تصل إلى العشق الصوفي الذي لا يعرف حدودًا ولا زمانًا، حب ذهب بهما إلى البحث عن الله في قلب الآخر، عشق فيه نزعة صوفية، هذا ما اتضح في رسالته المؤرخة بتاريخ 5 أكتوبر حين قال لها ".. الأفضل أن نبقى هنا، هنا في السكينية العذبة. هنا نستطيع أن نتشوق حتى يدنينا الشوق من قلب الله".

4- وفي رسالة أخيرة من جبران إلى مي بتاريخ 17 يناير 1924 كتب جبران إليها قائلًا :" العين بدون النور ثلمة في الوجه، لا أكثر ولا أقل. وهلا قربت جبهتك الحلوة قليلًا؟ ليسكب الله نوره على هذه الجبهة الحلوة - آمين".