حنا عيسى: التنوع والتعددية أهم مقومات المجتمع الفلسطيني
تاريخ النشر : 2019-10-10
حنا عيسى: التنوع والتعددية أهم مقومات المجتمع الفلسطيني
الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور حنا عيسى


رام الله - دنيا الوطن
قال الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، الدكتور حنا عيسى، "المسيحيون الفلسطينيون يواجهون تحديات تُسارع وتيرة الهجرة، جراء اجراءات الاحتلال، فالأحداث على أرض فلسطين تتسارع في سباق مع الزمن، حيث تسعى إسرائيل بكل أساليب الترهيب والترغيب لفرض امر واقع جديد، في إشارة واضحة من حكومة الاحتلال إلى حسم مسألة التوازن الديمغرافي لصالح تهويد المدينة المقدسة لطمس معالمها المسيحية والإسلامية وكل ما عليها".

وأضاف في تصريح وصل "دنيا الوطن" نسخة عنه: "على الرغم من عدم شرعية ما تقوم به إسرائيل إلا أنها ماضية في تحقيق أهدافها في ظل غياب حضور رسمي عربي عن ساحة الفعل اليومي في مواجهة أي إجراء من شأنه حسم مسألة الوجود على الأرض، لذلك فإن أي فعل أو إجراء احتلالي على الأرض لحسم مسألة السيادة، سيجعل دولة الاحتلال تقوم بأي فعل مُشين للضغط على المواطنين، وهذا ما حصل بالفعل مع المواطن المسيحي في فلسطين، من خلال الإجراءات الطاردة التي تقوم بها دولة الاحتلال من خلال تضييق الخناق عليهم، ومنع إعطاء لم الشمل للمواطنين".

ولفت عيسى "هناك هجرة للعقول المسيحية الى الدول الغربية، فالكثير من مسيحيي فلسطين هاجروا إلى الدول الغربية بشكل خاص والعربية بشكل عام، وكان السبب الرئيسي لهجرتهم أكثر إلى الدول الغربية هو الحروب والنزاع الطائفي التي تشهدها الدول العربية، والتي ازدادت حدتها في السنين القليلة الأخيرة، الأمر الذي يدفع بهم للهجرة إلى الدول الغربية من جهة، ناهيكم عن عوامل الجذب التي تبثها الدول الأوروبية والتي من شأنها تشجيع المسيحي الفلسطيني للهجرة بعيداً عن الظروف التي يعيشها بفلسطين".

ونوه عيسى، "تعثر عملية السلام في المنطقة أثر سلباً على المسيحيين في فلسطين، وذلك لأنه شكل عقبة أمام تطور المجتمع الفلسطيني، وخاصة في عدم وجود سلام مبني على العدالة".

وقال عيسى: "من سُبل حل المشاكل التي يواجه المواطن المسيحي في فلسطين، هو التمسك والحفاظ على الهوية العربية الفلسطينية في وجه كل الممارسات الهادفة الى تهجير المسيحيين أو تهميشهم، والأنصاف في المناهج التعليمية وكل مكونات المجتمع نظرا لما قدمه المسيحيون على الصعيد الوطني والثقافي والفكري والاقتصادي، والعمل على تعزيز تواجد المواطنين الفلسطينيين المسيحيين بأراضيهم وتدعيم صمودهم وبقائهم مادياً ومعنوياً، وذلك لأننا ندرك تماماً بان التنوع والتعددية أهم مقومات المجتمع الفلسطيني.

وتابع، "ومن السبل هو الحفاظ على الإرث المسيحي، من خلال تنظيم الزيارات الدورية للمقدسات المسيحية في البلاد، والعمل على توجيه دعوة لكافة الطوائف المسيحية بالبلاد العربية بتكثيف زيارتهم الى المقدسات المسيحية في فلسطين، والعمل على دعم الدور الثقافي والصحفي والفكري للمسيحيين، وخاصة أنهم أول من بادر إلى تأسيس الصُحف والمطابع، وكان لهم دور تاريخي في بلورة الفكر القومي العربي".

وشدد عيسى، "يعتبر المسيحيون جزءاً لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، قدموا تضحيات جسام في سبيل الدفاع عن فلسطين وأرضها وإحقاق حقوق شعبها الأبي، فخطت أسماؤهم في قوائم الشهداء والأسرى، وكانوا وما زالوا يتبوؤون المناصب السياسية والاجتماعية؛ ليرفعوا فلسطين ويعلوا شأنها، والمسيحي كأي فلسطيني يعيش على أرض فلسطين مهد الديانات ومهبط الأنبياء، هدم منزله، وشرد أبناؤه، إضافة للكثير من المعيقات من بطالة وسوء للأحوال الاقتصادية، واعتداء على المقدسات، ودور العبادة من كنائس وأديرة ورجال دين، ليسطر بصموده ورباطه قصة التحدي والإباء".