نهاية رجل شجاع
تاريخ النشر : 2019-09-22
نهاية رجل شجاع
رئيس التحرير عبد الله عيسى


بقلم: رئيس التحرير-  عبد الله عيسى
في أحيان كثيرة، انتهى رجال شجعان وقادة عظام، نهاية سيئة ومُزرية، وغير متوقعة.

فمثلاً.. وبعد سجل تاريخي حافل للفارس العربي عنترة بن شداد في الحروب، تربص به رجل كفيف وقتله، بعد أن تدرب لفترة طويلة ولسنوات على رمي السهام عند سماع صوت ما، وتربص بعنترة ابن شداد في آخر أيامه ورماه بسهام قاتلة، بعد أن سمع صوته.

وكانت نهاية الزير سالم نهاية مزرية أيضاً بعد أربعين عاماً من الحروب والبطولات بعد أن وقع عن ظهر جواده وكسر عموده الفقري، ولم يعد يقوى على المشي، فأسره أعداؤه، وانتهى نهاية مأساوية.

وذات مرة بث التلفزيون المصري حركة تمثيلية تتحدث عن أحد الباشوات، والذي كان يسهر مع أصدقائه ويشغله دائماً موضوع غريب، وهو كيف يموت الإنسان، وعلى الإنسان أن يختار ميتة مشرفة ومناسبة، لا أن يموت على فراش المرض في بيته أو في المستشفى، وفي أحد الأيام خرج الباشا ليلاً من منزله فسقط في حفرة مجاري ومات، فعرف أصدقاؤه من الباشوات، واستغربوا من حديثه الدائم عن الميتة التي يجب أن يموت بها الإنسان، وأن تكون مشرفة، ولم تكن ميتته مشرّفة على الإطلاق.

وفي الآونة الأخيرة لاحظنا بفعل "السوشيال ميديا" كيف انقلبت الآية، وكيف ارتدى الأرنب ثوب الأسد، وأخذ يُزمجر على شاشات الكمبيوترات والفضائيات.

وفي حادثة تاريخية، وأثناء معركة الخندق، قفز الفارس المكّي عمرو بن ود العامري بجواده إلى جانب مقابل، حيث الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين، طالباً المبارزة، ولم يتقدم إليه أحد من المسلمين ليبارزه، حتى تقدم علي بن أبي طالب- رضي الله عنه، وكان شاباً حديث السن في العشرينات من العمر، وعندما أقبل علي بن أبي طالب على العامري، ذُهل الأخير كيف يتجرأ أحد من العرب على طلب المبارزة معه، وقال لعلي بن أبي طالب، قضيت حياتي كلها وأنا أتمنى أن يبارزني أي عربي، وانطلقت المبارزة حتى تمكن علي من قتل الفارس العامري، وهو كان أقوى فرسان العرب على الإطلاق.

ويذكر، أن العامري كان يجلس قرب الكعبة، فجاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه (قبل إسلامه) ولاحظ سيف العامري على الأرض، وقال لمن هذا السيف، وقال هذا لي، وقال له عمر أريده، ورفض العامري، فقال له نتبارز، وإن غلبتني تأخذ السيف، فخشي أهل السوق في مكة من المبارزة بين الرجلين لأن تتحول محالهم التجارية إلى ركام واتفقا على أن يأتيا ببعير فيضرب كل واحد منهما البعير بسيفه، والذي يصل سيفه لأبعد نقطة يأخذ السيف، فضرب عمر بن الخطاب البعير بالسيف فاخترق السيف البعير إلى منتصفه، وضرب العامري بعده بعيراً آخر فشطر البعير شطرين، ورغم قوة هذا الفارس، فقد صارعه علي بن أبي طالب.