نبيل شعث: صفقة القرن عار على من يقبل بها
تاريخ النشر : 2019-06-25
نبيل شعث: صفقة القرن عار على من يقبل بها
نبيل شعث


رام الله - دنيا الوطن
قال الدكتور نبيل شعث، مستشار الرئيس للعلاقات الدولية، رئيس دائرة شؤون المغتربين: إن صفقة القرن لن تمر، وهي صفعة عار لكل من يقبل بها، وإن الهيمنة الأميركية إلى زوال.

جاء ذلك، خلال ندوة بعنوان "آخر مستجدات القضية الفلسطينية" نظمها بيت الحكمة العراقي التابع لمجلس الوزراء، وبالتعاون مع مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية التابع لمجلس الأمن الوطني العراقي، في العاصمة العراقية بغداد، بحضور نخبة علمية مميزة من المثقفين والمفكرين والساسة والأدباء والباحثين.

واستعرض شعث الدور التآمري، الذي لعبته الولايات المتحدة على مر التاريخ من أجل طمس الهوية والحقوق الفلسطينية، بدءاً من وعد بلفور الذي ما كان ليرى النور لولا الدعم الأمريكي، وكيف كانت المؤامرة الأوروبية على توطين اليهود غير المرحب بهم أوروبيا من أجل التخلص منهم، فأوجدوا لهم وطناً يؤويهم في فلسطين.

وأشار شعث إلى مواقف الإدارات الأميركية السابقة من القضية الفلسطينية والتي لم يتبق منها شيء بعد قدوم ترامب، بل إن تباهيه وغروره دفعا به إلى تقديم ما لم يحلم به الإسرائيليون قط، وشطب قضيتي القدس واللاجئين من على طاولة المفاوضات، وقطع العلاقات مع السلطة الوطنية دبلوماسياً ومالياً، ضارباً القرارات الدولية والقانون الدولي بعرض الحائط وحتى على عكس بعض الأحزاب الإسرائيلية لم يعد يعترف بالأراضي المحتلة، مجيزاً لإسرائيل باحتلال أجزاء منها، وألغى تبني الإدارات الأمريكية لحل الدولتين، وأخيراً اعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية.

وأوضح أنه في ظل ذلك لم يتبق ما يمكن الإشارة إليه بأن تكون الولايات المتحدة راع لعملية سلام أو وسيط نزيه، بل لا يمكن اعتبارها حتى مجرد وسيط، ومن هنا نشأت مبادرة الرئيس أبو مازن بإشراك دول أخرى في علمية السلام، على أن تكون أميركا إحداها، ولكنه (ترامب) فضل على أن يسارع إلى إرضاء إسرائيل، على شكل صفقة سماها صفقة القرن، وهي كذلك بالنسبة له ولإسرائيل، ولكنها بالنسبة للفلسطينيين "صفعة القرن" وصفعة عار في جبين كل من يقبل بها، مؤكدا أنها لن تمر.

 وذكر أنها لم تقبل حتى عربياً ولا دولياً ولم تلقَ دعم دولة واحدة، ولذلك فإنها مصيرها الفشل وإن تم لها الانعقاد، وحضرها كثيرون، فليس معنى ذلك أنهم يؤيدونها، فكل له دوافعه وأسبابه، ونحن نرفض أي فرض استسلام على الأمة العربية، وأن على الولايات المتحدة أن تدرك أن زمان القطبية الأحادية، وحتى الثنائية قد ولى إلى غير رجعة، لأن هيمنتها آخذة في الزوال، وما هي إلا بضع سنين، وسننتهي مما نحن فيه من محن.

كما أشار شعث إلى المحن التي حلت بالعراق لا سيما بعد عام 2003، العام الذي حلت به الكارثة على هذا البلد، وأنه بنهوضهم ستنهض الأمة العربية، وأنه لا يشك في ذلك، ودعا إلى اتخاذ موقف رسمي ومدني وشعبي من أجل نصرة القضية في هذا الوقت العصيب، الذي يواجه فيه شعبنا وقيادتنا الحصار السياسي والمالي من كل حدب وصوب.

وأكد المشاركون في الندوة على أن حل قضية فلسطين هو مفتاح للسلام في المنطقة، وعدم حلها سيبقي العالم والمنطقة في صراع وعدم استقرار، مستعرضين العلاقات الأخوية بين العراق وفلسطين والدعم العراقي لفلسطين والشعب الفلسطيني على جميع المستويات.