بماذا علّقت الفصائل الفلسطينية على أنباء مشاركة مصر والأردن في ورشة المنامة
تاريخ النشر : 2019-06-12
بماذا علّقت الفصائل الفلسطينية على أنباء مشاركة مصر والأردن في ورشة المنامة
فصائل فلسطينية في حوار وطني - أرشيف


خاص دنيا الوطن-هيثم نبهان
بعدما أعلن البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، عن مشاركة كل من مصر والأردن في ورشة المنامة، المقرر عقدها في 25 من الشهر الجاري، أعربت الفصائل الفلسطينية عن أسفها من هذه المشاركة، لما تمثله الدولتان من أهمية كبيرة بالنسبة للقضية الفلسطينية.

وترعى الولايات المتحدة، ورشة المنامة التي ستعقد في البحرين وسط مشاركة عربية، ومقاطعة فلسطينية واسعة، خاصة وأن الورشة، وفق المسؤولين الأمريكيين، ستناقش الشق الاقتصادي من خطة السلام الأمريكية المعروفة إعلامياً (صفقة القرن).

ونقلت وكالة (رويترز) للأنباء عن مسؤول في البيت الأبيض قوله: "مصر والمغرب والأردن، أبلغت أمريكا بأنها ستحضر مؤتمراً ترعاه واشنطن بشأن الاستثمار بالأراضي الفلسطينية بالبحرين في 25- 26 حزيران يونيو الجاري".

وقبل مصر والأردن، أعلنت كلٌ من السعودية والإمارات المشاركة في الورشة الاقتصادية، فيما لم تؤكد دولة قطر حتى الآن ما إذا كانت ستشارك، في ظل أنباء نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، بأنها ستشارك بالفعل.

ويقول عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة فتح، عزام الأحمد: "إننا على تواصل مع كل الأشقاء، ومصر والأردن ستشاركان بشكل رمزي دون مستوى مخول".

وتابع في تصريحات لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية: "يبدو أن علاقتهما الخاصة مع الولايات المتحدة هي التي أجبرتهم على هذه المشاركة مع تأكيدنا بأنه لن يسيرا في درب (صفقة القرن) وسيبقيان مناصريْن للقضية الفلسطينية، ولكن لا يعني أن مشاركتهم مبررة، وسنبقى نعمل على إفشال هذه الورشة، وعلى عدم انعقادها، وحتى إذا عقدت سنعمل على إفشال مخرجاتها.

بدوره، قال الناطق باسم حركة (حماس)، فوزي برهوم: إن حركته تستهجن موافقة بعض الدول العربية على المشاركة في ورشة البحرين، بما يتناقض مع الموقف الفلسطيني الموحد الرافض للورشة.

وأوضح برهوم، في تصريح صحفي، أن ورشة البحرين إحدى خطوات تنفيذ (صفقة القرن) التي ستؤدي في النهاية إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وأضاف برهوم: "نستغرب هذا الموقف المفاجئ، ونؤكد ضرورة مقاطعة هذه الورشة، وأي مواقف وخطوات من شأنها التطبيع مع العدو، أو المساس بالحقوق الوطنية الفلسطينية الثابتة، وتتقاطع مع المخططات الصهيوأمريكية المعادية لحقوق شعبنا، وتهدف إلى شطب قضيته وتصفيتها".

ويرى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، نافذ عزام، أن حركته كانت لا تتمنى مشاركة مصر والأردن أو المغرب، في هذه الورشة الاقتصادية.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"دنيا الوطن": "نحن نعرف حجم الضغوط من إدارة دونالد ترامب على الدول العربية، ونأمل أن تعيد النظر في هذه المشاركة، لأن الكل يعرف أن ورشة البحرين تمثل تجسيداً لـ (صفقة القرن) ولا يمكن أن تعود بخير على هذه المنطقة وشعوبها، وبالتحديد على الشعب الفلسطيني".

وأعرب عزام عن أمله بألا أن يكون هناك أي تداعيات لمشاركة دولتين بحجم مصر والأردن، خاصة وأن التوقعات متدنية من ورشة البحرين بسبب غياب الفلسطينيين، والذي يشكل ضربة قاسمة لهذا المؤتمر.

وبدورها، أكدت مريم أبو دقة، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بأن الجبهة لا تحدد دولاً بعينها من ناحية المشاركة في "ورشة المنامة"، مشيرة إلى أنه من المفترض أنها تفشل وكنا نتمنى ونأمل من الدول العربية عدم المشاركة، والبحرين بأن لا تستقبل الورشة على أرضها، لأنها مشروع أمريكي.

وشددت أبو دقة في تصريحات لـ"دنيا الوطن"، على وجوب أن يكون هناك تحدٍ من قبل الدول العربية للولايات المتحدة، وعدم مقايضة الحقوق الوطنية الفلسطينية.

وأعرب تيسير خالد، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، لمشاركة مصر والأردن في ورشة المنامة، مشيراً إلى أننا "كنا نأمل من الأشقاء في هاتين الدولتين أن يقدرا موقف الإجماع الوطني الفلسطيني، الذي يرفض المشاركة في مثل هذا المؤتمر وورشة العمل، دون تنسيق أو تشاور او إعطاء اهتمام للفلسطينيين.

وشدّد في تصريحات لـ"دنيا الوطن"، على أن ثقة "الديمقراطية" والفلسطينيين بأن يكون صوتهما منسجماً مع الموقف الذي يتم سماعه فيما يتعلق بـ (صفقة القرن) والقضية الفلسطينية بشكل عام.

وقال: "المؤتمر يراد له أن يكون حصان طروادة للتغطية على الشق السياسي، مستبعداً أنه يمكن لأي حكومة عربية أن تكون شريكاً في هذا المشروع السياسي لتصفية القضية الفلسطينية، حتى لو شاركت هذه الدولة أو تلك في مؤتمر المنامة، أو دخلت في شراكة مع الإدارة الأمريكية".

وحمّل عضو المكتب السياسي للديمقراطية، الجميع المسؤولية، ونطالبهم بعدم المشاركة في مؤتمر يبحث في موضوع فلسطين وغياب الفلسطينيين، ومشاركة إسرائيلية.

من جانبه، يرى وليد العوض، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، أن عدم المشاركة الفلسطينية هي الأساس في ورشة المنامة الاقتصادية.

وأكد في تصريحات لـ "دنيا الوطن" أن حزبه لا يزال يطالب الدول العربية كافة بعدم المشاركة في هذه الورشة التي "تشكل الأرضية الاقتصادية لـ (صفقة ترامب) المشؤومة التي تستهدف القضية الفلسطينية، واستبدال الحل السياسي القائم على قرارات الشرعية الدولية، بالحل الاقتصادي القائم على دولارات تقدمها الدول العربية ذاتها".

وأعرب العوض عن اعتقاده بأن الموقف، الذي كان يجب أن يتُخذ هو ذات الموقف الذي اُتخذ من فرنسا والصين وروسيا، معرباً عن أسفه من موقف الدول العربية، التي أعلنت المشاركة في هذه الورشة.

وطالب عضو المكتب السياسي لحزب الشعب هذه الدول بإعادة النظر في موضوع المشاركة، نظراً لما يلحقه هذا القرار من الضرر على القضية الفلسطينية، ويفتح شهية ترامب للمضي قُدماً بتهيئة المناخ لتنفيذ الصفقة.

وتابع: "أقول إننا ما زلنا ندعو مصر والأردن الأشقاء، لإعادة النظر في هذا الموقف، الذي يضر بالقضية الفلسطينية، ولا يمكن بأي مسوغات، أن تبرر هذه المشاركة".

وأضاف العوض: "بدون شك احترامنا لسيادة هاتين الدولتين، وهذا الموقف يضر بالمصلحة الوطنية من وجهة نظرنا على الأقل، ونتمنى من كافة الأشقاء العرب عدم مساعدة ترامب في تنفيذ هذه الصفقة".