أبوسيف: لم ننقص الصرف عن غزة درهماً واحداً ولا نقايض حقوقنا بالدولارات والشواكل
تاريخ النشر : 2019-05-25
أبوسيف: لم ننقص الصرف عن غزة درهماً واحداً ولا نقايض حقوقنا بالدولارات والشواكل
الوزير عاطف أبو سيف


خاص دنيا الوطن - أحمد جلال
أكد وزير الثقافة الفلسطيني، عاطف أبو سيف، أن الحكومة الحالية هي حكومة الكل الفلسطيني، وأن غايتها العمل على تقديم أفضل خدمة للمواطن من أجل تمكينه من الصمود على أرضنا.

ووجه الوزير أبو سيف، في حوار مطول مع "دنيا الوطن"، رسالة للكل الوطني وحركة حماس، قائلاً: "هدف الحكومة إنجاح جهود إنهاء الانقسام، وقطاع غزة جزء أصيل لا يمكن نجاح المشروع الوطني دونه والتزاماتنا تجاه غزة مستمرة وفي تطور".

وأوضح أبو سيف، أن حجم ما تواجهه القضية الوطنية من تحديات ومخاطر يتطلب منا توحيد الجهود من أجل استعادة حقوقنا غير منقوصة، متابعاً: "فقط بإرادتنا ووحدتنا نستطيع هزيمة نتنياهو وترامب وكل المتآمرين، وشعبنا يستطيع اجتراح المعجزات".

وأضاف أبو سيف: "لم تتوقف الحكومة عن تقديم خدماتها لأهلنا في غزة من إرسال الأدوية والمعدات الصحية لقطاع غزة إلي مساعدة المزارعين وتقديم خدمات الشؤون الاجتماعية والتعليم والثقافة وشتى المجالات".

وأشار أبو سيف، إلى أن الحكومة تعمل على تعزيز صمود المواطن الفلسطيني ولا تنظر كثيراً للشعارات، متابعاً: "نقول الانقسام وصمة عار في تاريخنا ويجب أن نعمل على تقويض الانقسام ولن نغسل أيدينا من مسؤوليتنا تجاه قطاع غزة وأهلنا الأبطال هناك وهم يواجهون سياسة الاحتلال وعدوانه المستمر وحصاره البغيض".

وأكمل: "واجبنا أن نجعل المواطن أكثر صلابة في مواجهة كل ذلك من خلال تطوير جودة الخدمات المقدمة له، فشعبنا يستحق كل افضل.

وتابع: "رغم الأزمة المالية التي تمر بها الحكومة الفلسطينية إلا أنه لم ينقص الصرف عن قطاع غزة درهم واحد، ورئيس الوزراء دائماً حريص على ذلك، ونحن نضع في اولوياتنا القدس مهد الحلم وقبلة الروح وقطاع غزة وما يعانيه وحينما بدأت الأزمة الاقتصادية أكدنا على مواصلة دعمهما بل زدنا في ذلك".

وأشار أبو سيف، إلى أنه رغم الأزمة المالية فإن الحكومة ستفي بالتزامتها تجاه قطاع غزة، مستطرداً: "القطاع مكون أساسي في خطة المئة يوم التي أطلقتها الحكومة ولا تكاد تخلو صفحة واحدة منها دون الاشارة إلي تدخلات الحكومة لتقديم الخدمات في القطاع، من ذلك العلاج في الخارج حيث نعمل على توقير بدائل لا تجعلنا رهائن لسياسة الابتزاز التي تمارسها دولة الاحتلال والبحث عن حلول عملية للمرضى من اجل تمكينهم من العلاج".

وحول خطة المئة يوم، قال أبو سيف، إن خطة الحكومة جاءت استجابة لمتطلبات العمل وفي ظل المعطيات التي تعيشها الحالة الفلسطينية وأخذت بعين الاعتبار جملة من الأشياء وعلى رأسها قرار التكليف من الرئيس الذي حدده فيه مهام وأولويات الحكومة، والتي على رأسها استعادة الوحدة الوطنية ومهمتنا في الحكومة في هذا الجانب خدماتي لنعزز جهود القيادة السياسة في انهاء الانقسام، بجانب الدفاع عن الثوابت الوطنية وتعزيز صمود المواطنين وتمكين أهلنا في العاصمة.

وتابع: "كما أخذت الخطة في أسسها رد رئيس الوزراء على كتاب التكليف وما وضعه من ملامح لتوجهات رئيس الوزراء إلي جانب التحديات التي تواجهها السلطة في ظل الأزمة التي سببتها أموال المقاصة وما تمارس إدارة ترامب من محاولة لتقويض القضية الفلسطينية".

واستكمل: "الخطة نظرت لجوانب متعددة من حيث تطوير قطاع الصحة والتعليم وتعزيز وتمكين أبناء شعبنا في التجمعات الزراعية وتطوير حالة الانتاج الزراعي بما يخدم متطلبات السوق والتصدير، وتثوير الاقتصاد الفلسطيني وكافة قطاعات الخدمات من الحكم المحلي الي المواصلات والاتصالات والثقافة والعمل. لقد نظرت بشمولية وتكامل لاليات العمل بغية تحقيق المراد من قرار التكليف والرد عليه ومواجهة التحديات".

وتابع أبو سيف: "ننظر في سبل تعزيز المواطن الفلسطيني وتمكينه كجزء من مقاومة سياسات الاحتلال وهي ليست خطة حالمة وإنما هي خطة عملية ضمن الإمكانيات المتاحة وهي متواضعة".

وحول أزمة أموال المقاصة، قال وزير الثقافة: "موقفنا ثابت وواضح من الأزمة ولن نقبل بأن نشرعن أو نتعاطي مع فكرة تجريم أبنائنا الأسرى ولن نقبل بأي اقتطاع من أموال المقاصة سواء بشكل علني أو سري، وهذا حق للشعب الفلسطيني وما يتم قرصنته أموال تسرقها دولة الاحتلال".

وأضاف أبو سيف: "نعمل على تأمين الموارد المالية من خلال الدول العربية والأموال ناقصة مليم لن نقبلها، ولا يحق لأحد أن يضع فيتو على أموال الشعب الفلسطيني، فالأمر ليس اقتصاديا ونحن لا نقايض حقوقنا بالدولارات والشواكل والملايين وهذه قضية سياسية بامتياز وما نواجه من أزمات اقتصادية هو نتيجة مواقفنا السياسية".

وتابع: "رفضنا التعاطي مع أي طرح بخصوص أموال المقاصة لا يوقف القرصنة والسرقة الاسرائيلية ولن نستلم المبلغ إن لم يكن كاملاً ولا يقتص منه درهم بأي حال من الأحوال، وحتى لو أخذناها كاملة وقام طرف دولي بدفع المنقوص لن نقبل فالاقتصاص من أموال المقاصة غير مقبول بالكامل لأنه اعتراف بالرواية الإسرائيلية".

وأكمل: "نبرق للشهداء والأسرى كل التحية والحب لهم على موقفهم الصامد والداعم لمواقف الرئيس الباسلة في حماية القضية الفلسطينية، وموقف القيادة محمي جماهرياً ووطنياً في التاكيد على شرعية نضالنا الوطني، ولذلك نصر على دفع تلك رواتب الشهداء والاسرى غير منقوصة".

واستطرد: "وهنا يجب أن نحيي موظفينا في كافة مواقع عملهم على تحملهم لهذه اللحظات العصيبة لأن الكل الفلسطيني يدرك أن المطلوب الوجود الفلسطيني والقضية الوطنية فالقصة ليست قصة أموال".

وحول أزمة الرواتب، أشار أبو سيف، إلى أن الحكومة تتعامل مع الأزمة بشكل شهري حسب المتوفر لديها، من إمكانيات مادية، لافتاً إلى أن القيادة الفلسطينية تسعى لتأمين شبكة الأمان العربية التي أقرها مجلس وزراء الخارجية العرب وتوفير الدعم الخارجي والاقتراض من بعض الدول الصديقة.

وشدد الوزير أبو سيف، على أن مؤتمر المنامة المنوي عقده في البحرين هو استكمال الحلقة الثانية من حلقات صفقة القرن، مشيراً إلى أن المؤتمر يهدف لإيجاد تحالفات إقليمية تظهر أن الشعب الفلسطيني لا يقبل الجهود الدولية ، وما يجري الآن هو تفكيك للقضية الفلسطينية وشعبنا سينصر رغم أنف ترامب وأعوانه.

وأضاف أبو سيف: "الصفقة تم تنفيذها قبل عام منذ نقل المستوطنة الأمريكية (السفارة) إلى القدس، وهجوم فتيان ترامب كوشنير وغرينبلات على أونروا من ضمن خطط صفقة القرن".

وأكمل: "نحن في مرحلة تحدي حقيقة ونواجه الفزاعة الأمريكية ونقول ببساطة لو أن كل العالم تآمر علينا ووقع على مليون صفقة ولم نقبل نحن الفلسطينيون فهذا لن يعني شيئاً".

واستطرد: "لسنا أعظم دولة في العالم ولسنا أقوى دولة في العالم لكننا أعظم شعبنا على وجه هذه الأرض وأقوى شعب عليها ونستطيع بارادتنا ووحدتنا هزيمة أقوى دولة في العالم.

وتابع: "نحن في أزمة اقتصادية والإيرادات الداخلية تخف وقدرتنا على تقديم نصف الراتب ستكون صعبة ما لم نتحصل على المساعدات الخارجية والقروض لكننا عازمون على حماية شعبنا والبحث عن بدائل مالية تساهم في التخفيف من الأزمة".

وبين أبو سيف، أن الحكومة الفلسطينية تركز على المناطق المهمشة والنائية من اجل مواجهة التصحر الاستيطاني، من هنا جاءت فكرة العناقيد الزراعية التي اطلقها رئيس الوزراء من اجل حماية الارض وتطوير القطاع الزراعي.

وتابع: "نحن نستثمر في الوطن والمواطن ولا نستثمر مالياً، مثلاً نعمل على إعادة النظر في التأمين الصحي رافعين شعار الصحة للجميع أيضاً في قطاع التعليم خاصة في ظل محاولات دولة الاحتلال وقف تمويل ودعم المنهاج الفلسطيني ونحن بصدد اطلاق حملة لمواجهة هذه المخاطر".

وقال: "شعارنا بشكل عام: الخدمة للجميع. وكشف أبو سيف، عن محاولات لتقويض الدعم الخارجي للسلطة الفلسطينية وتحديات كبيرة خلال الأشهر المقبلة، متابعاً: "نحن نموت ولن نفرط بحقوقنا".

وحول ما تعرض له الوزير أبو سيف مؤخراً، علق بالقول: "نحن قدرنا أن نخدم هذا الشعب وأن نتعرض للهجوم، ولم أكن أفكر يوما حين التحقت بالعمل الوطني ولم أكن أبلغ الثالثة عشرة من عمرى أنني سأصبح وزيراً، كنا مشاريع شهادة، فقد أصبت ثلاث مرات خلال الانتفاضة الأولي وإحداهن أعلن استشهادي ومن علي الله بحياة جديدة، ولم تزل الرصاصة في كبدي، لم نكن نبحث عن مكاسب كنا ومازلنا نزيد فلسطين كلها".

وأكمل: "تعرضي للاعتداء وتحريف التصريحات هو نفس ما تعرضنا له على يد الاحتلال الإسرائيلي وكل ذلك لن يثنينا عن خدمة أبناء شعبنا، فقد تعلمنا في منظمة التحرير أن البلاد لنا وغيرنا راحلون كما رحل الصليبيون والغزاة سيرحلون طال الزمن ام قصر فالبلاد بلادنا وهم عابرون ونحن باقون على هذه الأرض".

وفيما يتعلق بعمل وزارة الثقافة، قال الوزير أبو سيف: "الثقافة موحدة للشعب الفلسطيني ووزارة الثقافة هي تعتني بالشعب الفلسطيني أينما وجد، ننطلق من مجموعة مقولات أساسية وثقافتنا هي الدرع الذي يحمي هويتنا الوطنية من التفتت وتوحد مكونات الهوية الفلسطينية".

وأضاف: "نحن كفلسطينيين نعرف أنفسنا بتاريخنا بسميح القاسم ومحمود درويش وغسان كنفاني بالدبكة والثوب، ونعمل للذهاب لكل مكان من أجل أن نقدم خدمات ثقافية للفلسطينيين، وقد أقمنا مكتبة على الجدار في مسافر يطا من أجل محاربة الاستيطان ومصادرة الأراضي ولدينا صندوق الثقافة الفلسطينية قدمنا لقطاع غزة من خلالها خمس مشاريع".

وأشار الوزير أبو سيف، إلى أن الثقافة في غزة تواجه الكثير من الصعوبات وأنه يتابع ما يتعرض له الكاتب والمثقف والرسام والموسيقي من تضيقات وصعوبات، قائلاً: "سنعمل على تمكين الكتاب من نشر كتبهم واعمالهم الفنية وتعميمها وستكون الوزارة نواة إضاءة وتنوير مجتمعي وتحافظ على المجتمع حيويا ومتحركا ومتفاعلا".

وأضاف: "هذا العام نعمل على تنظيم فعاليات القدس عاصمة الثقافة الاسلامية للعام ٢٠١٩ وفعالياتنا تمتد من العاصمة إلي كافة المحافظات حيث نظمنا خلال الشهرين الماضيين ١١ فعالية في قطاع غزة ضمن هذه الفعاليات".

وأكمل: "كما أننا سننظم العام المقبل فعاليات بيت لحم ٢٠٢٠ حيث تم اختيار مدينة سيدنا المسيح عاصمة للثقافة العربية للعام للمقبل، والحكومة ورئيس الوزراء شخصياً يوليان الثقافة اهتماماً خاصاً.

وتابع: "نعمل في القرى والأرياف وقرب الجدار لأننا نؤمن أن الثقافة هوية ومقاومة ونعمل على إقامة قصر ثقافي في كل محافظة وأعدنا تفعيل قصر طوباس الثقافة ونتمنى أن ننتهي منه قبل نهاية العام".

واستطرد: "مهتنا تأمين البنية التحية الثقافية وسنعمل على استكمال تشريعات خاصة بالثقافة الفلسطينية من أجل تفعيل المشهد الثقافي الفلسطيني".

وفيما يتعلق بالجدل حول كتاب رئيسنا قدوتنا، قال الوزير أبو سيف: إن تجربة قراءة سيرة الأباء والأجداد وقادة الحركة الوطنية فكرة نبيلة يجب أن نعمل على تعميمها بما يحصن أبنائنا وبناتنا ويعمق هويتهم الوطنية".

وأضاف: "عدة فتيات قمن بقراءة كتب الرئيس محمود عباس ولخصوا بعض المقولات الأساسية حول قضيتنا الوطنية والدفاع عنها، كما أن الفتيات قبل عرض الكتاب قمن بعرض صور عدد من قادة الحركة الوطنية الذين يرغبون في تلخيص كتبهم وقالوا هؤلاء أباء الحركة الوطنية ونرغب في تعميم مقولاتهم وكتاباتهم، من الزعيم المؤسس أبو عمار إلي صلاح خلف والحكيم ووديع حداد وأبو جهاد ودلال المغربي وأبو على مصطفي ونايف حواتمة".

وأكمل: "ما جرى محاولة خلق أزمة عبر الإعلام المنقسم، والأجدر بنا أن نكثف عمليات فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بدلاً من نشر الاشاعات وتلفيق التصريحات والمواقف المزيفة".

وأكد أبو سيف، أنه مع الدعوة لتعميم قراءة سيرة الآباء والأجداد في الحركة الوطنية من فدائيين وسياسيين وأدباء، وأن الفتيات رفعن شعاراً جميلاً: من أجل فلسطين نتعلم، متسائلاً: "أليس هذا فعل نبيل؟".

واستكمل: "مع هذا فإن الإحساس بالمسؤولية لدي اعلامنا الوطني الملتزم سيظل سياجاً يحمي الحقيقة الفلسطينية.