عائلتان غزيتان تفترشان الأرصفة وتستيقظان على ارتطام الأقدام بأجسادهما.. تفاصيل مأساوية
تاريخ النشر : 2019-05-23
عائلتان غزيتان تفترشان الأرصفة وتستيقظان على ارتطام الأقدام بأجسادهما.. تفاصيل مأساوية
أرشيفية لاعلاقة لها بالموضوع


خاص دنيا الوطن
"أتعرفين ما هو الوطن يا صفية؟ الوطن هو ألا يحدث ذلك كله"، اقتباس عميق من كتابات غسان كنفاني، لكنه حدث يا غسان، وحدث ما هو أفظع.

عائلتان من غزة، ضاقت بهما الأرض بما رحُبت، وتنكر لهما الوطن، وأصبحتا مُتسولتين في الشوارع، فراشهما الرصيف، وغطاؤهما وقع أقدام المارة الذين لا يرحمون.

يروي بشير يوسف أبو عرمانة، مأساته قائلاً: "ضاق بنا الحال إلى أن قام صاحب البيت الذي أقطنه بالإيجار بطردي مع زوجتي وأطفالي إلى الشارع، فقُمنا بنصب خيام في منطقة السرايا بغزة، ومكثنا فيها 23 يوماً، قبل أن تأتي الشرطة، وتقحتم المكان، وتهدم الخيام".

يستطرد أبو عرمانة مذهولاً: "تم أخذي إلى النظارة، ووقعت تعهداً بعدم البيات في الشارع، ولكنني بلا مأوى، فأصبحت كالمجرمين، أهرب بعائلتي من شارع لآخر، نفترش مفترقات الطُرق، ونستيقظ على ارتطام أقدام المارة بنا، أو نستيقظ هلعاً من صوت سيارة شرطة مارة، لعلنا نفلح في الهروب بسرعة".

يتنقل أبو عرمانة بعائلته التي تتكون من 11 فرداً، ويلتقطون الأمراض والأوبئة، لديه توأم يبلغان من العمر عام واحد فقط، وأصيبا بداء الجرب، ويعجز عن علاجهما أو حتى إعطائهما دش استحمام نظيف يُخفف عنهما الألم، وطفل آخر مُصاب بمتلازمة داون، ويحتاج رعاية خاصة لا تُوفرها الشوارع له.

يقول أبو عرمانة: "حياتنا مثل الرحالة، حُرم أطفالي المدارس والروضات، لا أريد طعاماً، أريد منزلاً يؤويني وأطفالي الذين يرون الناس تفطر وتتسحر في بيوتها، ونحن نبيت بلا سحور ونفطر بما تجود به المساجد علينا".

تُشاركه رحلته، عائلة السيدة نبيلة محمد أبو طه، هي وأطفالها السبعة، تقول لـ"دنيا الوطن": "زوجي لديه بسطة شاي وقهوة، ولكن تم مُطاردته وحبسه، ولدي طفلة مصابة بضمور في الدماغ، كما لدي أربعة أبناء يُقدمون امتحانات في المدارس، ولكنهم أصبحوا جميعاً مشردين".

تستطرد نبيلة: "نقضي حاجتنا في الجوامع، بناتي في سن البلوغ ولا أجد حائطاً يُغطيهم، طرقنا جميع الأبواب والمؤسسات ومكاتب المسؤولين، ولا مُجيب، أين الإنسانية التي تسمح بذلك؟ أين الضمير الذي يسمح بضياع مستقبل أطفالي دراسياً؟ من سيتقلد خطيتهم؟ فقط من يخاف على شرفه وعرضه هو من سيشعر بنا".

ووجهت العائلتان رسالتهما إلى أصحاب القرار من وزارات ومؤسسات ومسؤولين، بالوقوف على مُشكلتهما والنظر إليهما بعين الرأفة والرحمة.

للتواصل/

0599260846

0598616548