وزيرة الصحة: عام 2018 كان دموياً بالنسبة للفلسطينيين
تاريخ النشر : 2019-05-22
وزيرة الصحة: عام 2018 كان دموياً بالنسبة للفلسطينيين
أحد شهداء العدوان الإسرائيلي الأخير بغزة


رام الله - دنيا الوطن
استعرضت وزيرة الصحة، د. مي الكيلة، الوضع الصحي في فلسطين، والمعيقات التي تواجهه تحت الاحتلال، وذلك في كلمتها في الدورة الـ 72 لجمعية الصحة العالمية في جنيف، فيما التقت بالمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، د. تيدروس غيبريسوس، وبحثت معه الوضع الصحي الفلسطيني، والتحديات التي تواجهه والمشاريع المهمة التي من شأنها تطوير القطاع الصحي.

وقالت الكيلة خلال كلمتها، اليوم الأربعاء: إن فلسطين هي الدولة
الوحيدة في العالم، التي ما زالت تحت الاحتلال، ما يضع أمامها عقبات وخيمة وسلبية في شتى المجالات، البيئية والصحية والاقتصادية والسياسية.

وأضافت: أن تحديات جسيمة أمام وزارة الصحة الفلسطينية للاستجابة لاحتياجات المواطنين المتزايدة، والعمل بكل السبل على إيصال الخدمات الصحية في أماكن تواجدهم في ظل محدودية الموارد المالية و البشرية، وفي ظل تقسيم إسرائيل للأرض الفلسطينية، وما نتج عنه من انعدام للتواصل الجغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وعزل للمدن والبلدات والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية من خلال الحواجز العسكرية الاحتلالية الثابتة والمتنقلة، من خلال جدار الفصل العنصري
 الذي يدمر الأرض الفلسطينية، ويعزل السكان ويعيق حركاتهم وتنقلاتهم اليومية ويشتت نسيجهم الاجتماعي ويزيد البطالة والفقر.

وتابعت: رفعت منظمة الصحة العالمية شعارها "الحق في الصحة"، وهذا يتركز على توفير الخدمة الصحية وسهولة الوصول اليها وقبولها بجودة عالية، لكن هذا أيضاً وبتعليمات وتوصيات منظمة الصحة العالمية يتأثر بالمؤثرات والمحددات الصحية والاجتماعية. فكيف نحقق الأمن والأمان الصحي في ففلسطين عندما يكون السكن والغذاء والدواء والهواء والماء والكهرباء مهدداً لكافة المواطنين جراء الاحتلال وممارساته، وبالرغم من ذلك فإننا نسعى لتحقيق التغطية الطبية الشاملة.

وأشارت وزيرة الصحة إلى أن عام 2018 كان دموياً بالنسبة للفلسطينيين جراء العدوان والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، فقد استشهد منذ بدء مسيرات العودة في 30 آذار/ مارس 2018 وحتى نهاية نفس الشهر من 2019، 317 شهيداً وشهيدة، منهم 61 طفلاً، وسبع سيدات، ومسن واحد، الغالبية العظمى منهم من قطاع
غزة، أما الجرحى، ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية، فقد بلغ عددهم خلال العام 2018 حتى الربع الأول من العام 2019 أكثر من 31 ألف مصاب، منهم أكثر من ستة آلاف جريح في المحافظات الشمالية، وما يزيد على سبعة عشر ألف جريح في المحافظات
 الجنوبية، ومن بين الجرحى، هناك 136 حالة بتر أطراف، منها 122 في الأطراف السفلية و14 حالة بتر في الأطراف العلوية، فيما تحولت المئات من الإصابات إلى إعاقات دائمة، وهذا يفرض تحديات إضافية للقطاع الصحي للتعامل معهم والاستجابة إلى احتياجاتهم، وهذا يضاف إلى ما خلفته الاعتداءات الاحتلالية.

وقالت الكيلة: إن الطواقم الطبية والصحية والإسعافية وسيارات الإسعاف والمنشآت والمراكز الطبية والصحية لم تسلم من الانتهاكات الإسرائيلية، فقد استشهد وأصيب العديد من افراد الطواقم الاسعافية والمتطوعين الصحيين وهم يقومون بواجبهم الإنساني في انقاذ الجرحى والمصابين، وتضررت العشرات من سيارات الإسعاف وتم إعاقة حركة العديد منها ومنعها من أداء واجبها، وكل ذلك موثق في تقارير وزارة الصحة والهلال الأحمر الفلسطيني ومنظمة الصحة العالمية والمؤسسات الحقوقية والإنسانية العاملة في فلسطين.

وأكدت وزيرة الصحة، أنه وعلى الرغم من كافة التحديات والمعيقات جراء الاحتلال وممارساته، إلا أن الإرادة الفلسطينية الملتفة حول القيادة السياسية وحصولها على الدعم السياسي، وبمشاركة ودعم ومساندة المجتمع الدولي فقدتمكنا من تحقيق
معايير صحية تعتبر الأفضل في الإقليم.

وأضافت: لكننا نتفاجأ بالتعقيدات التي تفرضها السلطات الإسرائيلية لإدخال الطعومات والأدوية والمستلزمات الطبية التي لا تحمي فقط الطفل الفلسطيني بل أيضاً الطفل الإسرائيلي والطفل العربي في الإقليم، من خلال وجود تغطية وتحصين ومناعة تكاد تصل إلى 100%، في الوقت الذي يوجد فيه الآن في إسرائيل انتشار لوباء الحصبة، حيث إن السيطرة عليه تصبح أصعب في حال انتشر هذا الوباء في فلسطين، بالمضايقات التي تفرضها سلطات الاحتلال على دخول الطعومات إلى فلسطين.