أبو شريف: اشتية لايمتلك خبرتنا بالنضال..وفرض كتاب "رئيسنا قدوتنا" بالمنهاج الفلسطيني تجهيل لأبنائنا
تاريخ النشر : 2019-05-16
أبو شريف: اشتية لايمتلك خبرتنا بالنضال..وفرض كتاب "رئيسنا قدوتنا" بالمنهاج الفلسطيني تجهيل لأبنائنا
بسام أبو شريف مستشار الرئيس الراحل ياسر عرفات


خاص دنيا الوطن - صلاح سكيك
قال بسام أبو شريف، مستشار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات: إن ما تحدث به رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، حول حل الدولتين، غير منطقي، ولا يمكن أن يكون التفكير الفلسطيني بهذا الشكل، في ظل التمدد الصهيوني الاستيطاني، ودون أي خطط لمعالجة الأزمات التي سببتها إسرائيل.

وأضاف أبو شريف في حوار مع "دنيا الوطن": إنه لا يوجد أي شيء صحيح، مما تحدث به رئيس الوزراء الفلسطيني، بأنه يوجد فرصة لحل الدولتين، متسائلًا: أين تلك الفرصة؟، فالمفترض على القيادة الفلسطينية، ألا تُضلل شعبها، فكل الوقائع تؤكد أننا ذاهبون لمزيد من النكبات والنكسات، ولا يوجد ما يسمى بحل الدولتين، لذا فلا بد من تعبئة الشعب الفلسطيني لصالح المقاومة فقط، وفق تعبيره.

وتساءل أبو شريف، كيف للأخ محمد اشتية، أن يجرؤ ليقول: إن "هنالك فرصة لحل الدولتين، ربما لا نلومه لأن الأخ محمد لا يمتلك خبرتنا في النضال ولم يجربها"، متابعًا، أقول للأخ محمد: إن قيام دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران، أو أي على جزء من فلسطين التاريخية، لن يأتي إلا عبر وجود قوة تكفي لذلك، وهذا يكون عبر مقاومة الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أنه ليس ضد اشتية، كشخص، ولكن على حد تعبيره، فقد أخطأ رئيس الوزراء، عندما قال: إنه يوجد فرصة لحل الدولتين، ألا يرى محمد اشتية المستوطنات من حوله، بكافة مناطق الضفة.

أوسلو

وعن اتفاق أوسلو، أكد أبو شريف، أن الرئيس الراحل ياسر عرفات "جُرّ إلى أوسلو جرّاً"، كي يوقع على الاتفاقية، واستخدم في ذلك مشاعر عرفات، ورغبته في أن يكون لشعبه دولة، وبالتالي خُدِع أبو عمار، واكتشف هذا الخداع بعد ذلك، وعلينا الآن ألا نُلدغ من ذات الجُحر.

وتابع: أوسلو أساس البلاء، ليس فقط كاتفاقية، وإنما أيضًا لأنها جعلت الفلسطينيين يثقون بإسرائيل، وأنها ستعطيهم شيئًا، لذا حان الوقت الآن كي تُعطي القيادة، الشعب الفلسطيني حقه برفض كل ذلك، والخروج للمقاومة السلمية، فيكفي ما كان، وفق تعبيره.

وأوضح أبو شريف، أن التنسيق مع الأعداء مُعادٍ للشعب ونضالاته، ولا بد من وقف هذا الموضوع بشكل عاجل، وليس فقط عبر الإعلام، وعبر المؤتمرات، لا بد من وقف كامل للتنسيق الأمني مع عدم الرجوع إليه تحت أي سبب.

صفقة القرن

وشرح مستشار عرفات، ما سيحدث عبر صفقة القرن، قائلًا: إن الخريطة سيكتب عليها إسرائيل، بدلًا من فلسطين، والكل الفلسطيني، سيكون تحت الحكم الإسرائيلي، فيما الضفة الغربية، سيطلق عليها يهودا والسامرة، وسيشتد الحكم الإسرائيلي عليها، وسينتشر الجيش في كل المناطق، تمامًا كما الآن في أغوار الأردن.

وأكد أن قضية فلسطين ازدادت تعقيدًا مع انكشاف مواقف زعماء عرب، كانوا يعطون تأييدًا لفظيًا، ويتعاونون مع الصهيونية، لضرب الشعب الفلسطيني، وحصاره، ومنعه من إقامة دولته، والآن أصبح التطبيع علنيًا، والوفود الإسرائيلية لا تنفك عن زيارة عواصم دول الخليج.

المفاوضات

وفي سياق المفاوضات، قال بسام أبو شريف: إنه إذا ما تجرأ أي مسؤول فلسطيني، على الدخول بمفاوضات حتى لو "سرية" ستكون خيانة للشعب الفلسطيني، ولدماء الشهداء، فالأمر أصبح مُعلنًا أمريكا تكذب وتتأمر، وأصبحت طرفًا وليست وسيطًا.

وأضاف: "ترامب يُعادي الصين، وكوريا الشمالية، وإيران، وقبلهم انسحب من اتفاقية المناخ، وانسحب من حلف الناتو، وانسحب من اتفاقية النووي مع طهران، هذا يعني لا مصداقية للولايات المتحدة، فكيف إذا جلس معه الفلسطينيون، بالتأكيد سيواصل خداعهم.

وتساءل، علامَ نتفاوض، هل تبقى شيء لنتفاوض عليه؟ فالإسرائيليون قالوها سابقًا، وتحديدًا الرئيس شمعون بيريز، قال قبل وفاته بوضوح، "لا يوجد إسرائيلي واحد يوافق على قيام دولة فلسطينية، لا الآن، وسابقًا، ولا لاحقًا"، رغم أن هذا الشخص وقع على اتفاق أوسلو مع إسحاق رابين.

محور المقاومة

وعن انحيازه لمحور المقاومة، قال أبو شريف: إن حزب الله، على سبيل المثال، لا يُقاتل من أجل مزارع شبعا، بل يُقاتل لأجل فلسطين، وللتصدي للمخططات الأمريكية في المنطقة، وهو يدفع ضريبة ذلك، مضيفًا: أما بالنسبة لإيران، فهي تُحارب ليس لدرء الخطر الإيراني، وإنما موقف طهران من إسرائيل، لذا فإسرائيل أسباب كل ما يحدث في المنطقة، وعلى دول الخليج أن تعي ذلك جيدًا.

واعتبر أن الولايات المتحدة، استخدمت أسلوب إلهاء شعوب المنطقة عن مخططات (صفقة القرن)، فالجميع شاهد ما حدث في السودان والجزائر، وغيرها من أزمات المنطقة، مضيفًا: ما يجري في العراق، واليمن، وسوريا، وإيران، سببه دعم فلسطين، وبمعنى آخر أن كل تلك الدول تُعاني بسبب موقفها من فلسطين.

كتاب أبو مازن "رئيسنا قدوتنا"

وفي السياق المحلي، وتحديدًا هجومه على وزارة التربية والتعليم، بسبب كتاب الرئيس محمود عباس والمعروف باسم "رئيسنا قدوتنا"، قال أبو شريف: إنه لا يُهاجم الكتاب الذي أعده طلاب فلسطينيون، وإنما يرفض ما قالته وزارة التربية والتعليم، أنها اعتبرت هذا الكتاب، يجب أن يُدرس ضمن المناهج، متابعًا: "نرفض أي محاولة لتجهيل أبنائنا أو لفرض كتب عليهم، فيكفي أن إسرائيل تعمل المستحيل لتجهيل الشعب الفلسطيني.

وأضاف: بعض الدول العربية في المنطقة قامت بفرض تعاليم جديدة، تقول: إن القدس عاصمة لإسرائيل، نحن نهاجمها، ثم بعد ذلك نقوم بفرض تعاليم على أبنائنا تحرف المسار عن القضية الأهم، متابعًا: إذا ما أرادت الوزارة أن تعلم أبناءنا ما يفيدهم، فإن سِيَرَ شهداء الشعب الفلسطيني ما أكثرها.

وختم أبو شريف حديثه قائلًا: "إحدى دول المنطقة والمجاورة لفلسطين، تقوم بتقديس رئيسها في المناهج، فكيف نحن نقوم بذلك الخطأ، غير المُغتفر"، وفي ذات الوقت تضغط دول كثيرة على وزارة التربية والتعليم في فلسطين، كي تُغيّر المنهج الحالي، كي لا يقول الطلاب "فلسطيننا" و"موطني" و"الوطن الأكبر".