المطران عطا الله حنا: تضاؤل المسيحيين بغزة واقتصارهم على ألف شخص "كارثة"
تاريخ النشر : 2019-04-24
المطران عطا الله حنا: تضاؤل المسيحيين بغزة واقتصارهم على ألف شخص "كارثة"
مسيحيون في قطاع غزة


رام الله - دنيا الوطن
شدّد المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، اليوم الأربعاء، على أننا "لا نريد أن يختفي الحضور المسيحي في غزة.

جاء ذلك، خلال استقباله رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم، وفداً من أبناء الرعية الأرثوذكسية، الذين وصلوا من قطاع غزة، بهدف المشاركة في احتفالات عيد القيامة، والتي ستقام في مدينة القدس.

وقد استقبلهم المطران أولاً في كنيسة القيامة، ومن ثم في الكاتدرائية، مرحباً بهم، ومعرباً عن سعادته بلقائهم واستقبالهم في المدينة المقدسة، موجهاً تحيته ومحبته للمطران الكسيوس راعي الكنيسة في غزة، والأب امفلوخيوس، ولكافة أبناء كنيستنا في غزة المحاصرة.

كما وجه المطران، تحيته القلبية لأهلنا في قطاع غزة، وهم يعانون من الحصار، ويتعرضون للاعتداءات الاحتلالية المستمرة والمتواصلة.

وأضاف: "ندرك جيداً بأن أوضاع غزة كارثية، وما يتعرض له أهلنا في القطاع لا يمكن وصفه بالكلمات، في ظل حصار ظالم جعل من القطاع الحبيب أكبر سجن في العالم".

وأعرب المطران عن أسفه وحزنه من تضاؤل عدد المسيحيين في غزة، مضيفاً أن هنالك من يقول بأن المسيحيين الباقين في غزة اليوم هم تقريباً ألف شخص، وهذه بحد ذاتها كارثة، ليس فقط لكنيستنا هناك، بل هي كارثة بحق قطاعنا الحبيب".

وأكد أن المسيحيين، كانوا دوماً مكوناً أساسياً من مكونات مجتمع غزة، ولهم إسهاماتهم في الحياة الثقافية والفكرية والوطنية والإنسانية هناك.

وأضاف: "هناك تراجع دراماتيكي في أعداد المسيحيين في قطاع غزة، وإذا ما استمر الحال على ما هو عليه فنحن مقبلون على اختفاء كلي للحضور المسيحي في غزة، خلال السنوات المقبلة وهذا ما نتمنى ألا يحصل".

وقال المطران حنا: "إن مسؤولية الحفاظ على ما تبقى من مسيحيين في قطاع غزة لا تقع فقط على كاهل الكنيسة ومسؤوليها هناك وإن كان هؤلاء يتحملون المسؤولية المباشرة تجاه هذه المسألة بل ما نتمناه من المسؤولين في القطاع بأن يقوموا بدورهم من أجل الحفاظ على الحضور المسيحي العريق في قطاع غزة هذا الحضور الذي لم ينقطع لأكثر من ألفي عام".

وأضاف: "المسيحيون الفلسطينيون في هذه الأرض المقدسة إنما يفتخرون بانتمائهم للكنيسة الأولى التي انطلقت رسالتها وبشارتها من هذه البقعة المقدسة من العالم ولكنهم أيضا يفتخرون بانتمائهم للشعب الفلسطيني المناضل والمقاوم من أجل الحرية كما أن المسيحيين في غزة إنما هم مكون أساسي من المجتمع الغزي وعندما كانت الحرب العدوانية على غزة فتحت أبواب الأديرة والكنائس والمدارس المسيحية من أجل أهل غزة الذين دمرت منازلهم وأصبحوا بين ليلة وضحاها في العراء".

وطالب المطران عطالله حنا بأن يبقى المسيحيون في غزة وأن تبقى أجراس كنائسنا تقرع في قطاع غزة الحبيب، مبشرة بقيم المحبة والأخوة والتلاقي بين الإنسان وأخيه الإنسان وكنيستنا في غزة ستبقى صرحاً تاريخياً تراثياً شامخاً يشير إلى عراقة حضورنا في هذه الأرض المقدسة كما أن حضور كنيستنا سيبقى دوما حضوراً فاعلا في الدفاع عن عدالة قضية شعبنا وفي تكريس ثقافة التعايش والمحبة والألفة والوحدة الوطنية الإسلامية المسيحية.

وناشد المطران حنا المسيحيين: "عودوا إلى قطاع غزة فلا نريد إفراغ القطاع الحبيب من عنصر أساسي من عناصره ومكوناته".

وقال: "لا نريد أن ينقرض الحضور المسيحي في غزة بل نتمنى بأن يبقى هنالك مسيحيون متمسكون بقيم مسيحيتهم وإنجيلهم ومتشبثون بوطنهم ومدافعون عن عدالة قضيتهم، فنحن فلسطينيون ونفتخر بانتمائنا لفلسطين، التي هي وطننا وقضيتنا والقدس عاصمتنا وقبلتنا، وحاضنة أهم مقدساتنا الإسلامية والمسيحية.