"كابينت" الإسرائيلي يُناقش ثلاثة خيارات لغزة وترجيحات بحرب واسعة الصيف المقبل
تاريخ النشر : 2019-03-24
"كابينت" الإسرائيلي يُناقش ثلاثة خيارات لغزة وترجيحات بحرب واسعة الصيف المقبل
صورة أرشيفية


رام الله - دنيا الوطن
كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية، عن ثلاثة خيارات، ناقشها المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (كابينت) للتعامل مع القطاع، وهي: "شنّ عدوان واسع، التوصل إلى تهدئة، ومسار اقتصادي بديل عن الحرب".

وأوضحت الصحيفة، أن كابينت ناقش شن عمليّة عسكريّة واسعة في قطاع غزّة، لكن العمليّة لن تنبئ بتحقيق تغيير أساسي نحو الأفضل (بالنسبة لإسرائيل)، إنما باستمرار الوضع القائم "بعد دفعنا أرواحًا وضررًا اقتصاديًا".

وأضافت الصحيفة، أن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أصدر تعليماته بالاستعداد لشن عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة.

وأوضحت الصحيفة، أن الجيش الإسرائيلي، قد ينفذ هذه العملية العسكرية في قطاع غزة، الصيف المقبل، لافتةً إلى أنه ابتداءً من الصّيف المقبل، فإن "التعامل سيتغيّر من حرب الاستنزاف في قطاع غزّة"، في إشارة إلى مسيرات العودة وإطلاق البالونات الحارقة تجاه البلدات الإسرائيليّة المحاذية للقطاع.

وأشارت إلى أن ثلاث سنوات ونصف السّنة من الهدوء الذي حقّقه عدوان 2014 انقضت قبل عام تماماً، ومنذ ذلك الحين نجد أنفسنا متورّطين في حرب استنزاف غريبة بادرت إليها حماس، وألقت إسرائيل بنفسها، عن وعي، في موضع ردّ الفعل، لا نتيجة قرار استراتيجي، إنما بسبب فشل أو استبعاد طرق التعامل مع القطاع التي ناقشها المجلس الأمني والوزاري المصغّر في الحكومة الإسرائيليّة (كابينت)".

وتابعت الصحيفة: "فشلت خلال العام الأخير محاولات التوصّل لتهدئة صغيرة في قطاع غزّة، بوساطة مصريّة استنادًا إلى تفاهمات حرب 2014، بالإضافة إلى "مسار بديل، جريء، غير عسكري، أوصى به الجيش الإسرائيلي، والأجهزة الأمنيّة، ومعهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب"، غير أن كابينت استبعد هذا الخيار". 

وكان من المفترض أن يشمل هذا الخيار على مبادرة إسرائيليّة لمسار اقتصادي واسع لإعادة إعمار القطاع، بمشاركة جهات عربيّة ودوليّة يوفّر للغزيين، "خلال مدّة قصيرة، فرصًا وجودة حياة لم يشهدوها منذ فترة طويلة"، وفق الصحيفة.

وأكّدت الصحيفة أن إطلاق القذيفتين على تل أبيب، الخميس ما قبل الماضي، جاء أثناء اجتماع إيجابي لأعضاء الوفد المصري مع قيادات حماس، غير أن إطلاق القذيفتين أوقف الاجتماع وسبب مغادرة أعضاء الوفد المصري لقطاع غزّة، الذي لم يعودوا إليه حتى الآن.

وتركّزت مفاوضات الوفد المصري على تهدئة من ثلاث مراحل، أولها: تسهيلات اقتصاديّة فورية لسكان القطاع، تشمل زيادة قطر لمنحتها، وزيادة كميّة الوقود التي تدخل لمحطة توليد الطاقة، وفتح معبر رفح بشكل دائم وزيادة مساحة الصيد قبالة شواطئ قطاع غزّة إلى عشرين ميلاً، ومشاريع للعمل برعاية الأمم المتحدة وتمويل دولي.

أما بخصوص "مسيرات العودة"، قال الموقع: إن رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، "غير مستعد للتعهّد بوقف مسيرات العودة وإطلاق البالونات الحارقة، هو، على الأكثر، مستعدّ، إن أتمّت إسرائيل ومصر وقطر والأمم المتحدة تعهداتها، بتخفيف وتيرة مسيرات العودة".

أما في المرحلة الثانية من التهدئة، "فكانت إسرائيل على استعداد لمدّ خط توتّر لمدّ كهرباء بوتيرة دائمة لقطاع غزّة، على مدار اليوم... لكنّ عباس غير مستعد لدفع تكاليف خطّ الكهرباء والسنوار غير موافق على أن يكون ذلك في مقابل وقف إنتاج الصواريخ وحفر الأنفاق"، بحسب الصحيفة.

في حين أن المرحلة الثالثة، كان المقرر أن تشمل "بناء بنى تحتية واقتصاديّة واسعة، بما في ذلك ميناء بحري" في قطاع غزّة، في مقابل اختراق جدّي في ملف الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزّة.

كما كشفت أن الاحتلال حدّث خططه لحرب كبيرة في قطاع غزّة، "بشكل يضمن له تحقيق أهداف استراتيجيّة طموحة أكثر بدون دفع ثمن لا يمكن تحمّله". 

ووفق الصحيفة، سواء فاز رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو أو رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، بيني غانتس، بالانتخابات المقبلة، فإن الأجهزة الأمنيّة، ستوصي بالتحرك سريعًا قدر الإمكان حسب الخطط العملياتية الجديدة بهدف إيقاف "حرب الاستنزاف ضدّنا من قطاع غزّة".

ويرجّح الجيش الإسرائيلي، بحسب الصحيفة، أنه "عاجلاً أو آجلاً سيطرأ حدث ما سيؤدي إلى تصعيد في القطاع، سيضطر خلاله الجيش الإسرائيلي إلى خوض عملية برية عاجلة في القطاع لإيقاف إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، بسرعة، على البلدات الإسرائيليّة".

وقالت: إن هنالك احتمالاً أن يقود "حدث كهذا" إلى مواجهة شماليّ البلاد، "لذلك، من المفضّل أن يحدث ذلك في توقيت مريح لإسرائيل، وبدل أن تنجرّ هي إلى حرب، عليها أن تبادر وتعمل بشكل حازم وسريع".