حواتمة: فكرة تشكيل الحكومة الفصائلية طُويت والبديل حكومة تسيير الأعمال
تاريخ النشر : 2019-02-11
حواتمة: فكرة تشكيل الحكومة الفصائلية طُويت والبديل حكومة تسيير الأعمال
نايف حواتمة


رام الله - دنيا الوطن
أعلن الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، نايف حواتمة، فشل تشكيل الحكومة الفصائلية، التي تُجرى المشاورات بين فصائل منظمة التحرير من أجلها، مرجعاً ذلك لقدرة المعارضة اليسارية والديمقراطية والتقدمية على التأثير على القرار السياسي الوطني المشترك.

وقال حواتمة، خلال ندوة حوارية، إن تشكيل حكومة فصائلية لم يكن قراراً للمؤسسة الوطنية الجامعة، بل هو قرار منفرد اتخذته حركة فتح في إطار حرب الانقسام بينها وبين حماس، لافتاً إلى أن إقالة حكومة التوافق، جاء لفك الارتباط الحكومي بحماس.

وأضاف حواتمة: "بادرنا إلى القول، نحن في الجبهة الديمقراطية لن نكون شركاء في خطوة من شأنها أن تعمق هوة الانقسام وأن تزيد الأوضاع الوطنية تعقيداً، وحكومة جديدة تقتصر على ممثلي فصائل منظمة التحرير، هي في الحسابات الوطنية، ليست أولوية وطنية".

وتابع: "لا تستطع أن تضع حلولاً للقضايا الوطنية الكبرى المطروحة على جدول أعمال الحالة الوطنية، الحكومة هي إدارة تنفيذية لا تملك سلطة القرار السياسي، وظيفتها إدارة الشأن العام بما يتعلق باحتياجات المجتمع من خدمات وسن قوانين ورعاية شؤونه".

واستكمل: "القرار السياسي هو من صلاحيات القيادة الرسمية المتمثلة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير التي أحال إليها المجلسان المركزي والوطني قرارتهما للتنفيذ بشأن إعادة رسم العلاقة مع دولة الاحتلال".

وأكمل: "من هنا بادرنا في الجبهة الديمقراطية إلى الإعلان عن عدم مشاركتنا في الحكومة المقترحة، وندعو بدلاً من ذلك إلى حكومة انتقالية، تتشكل من المجموع الوطني، من أجل التمهيد لانتخابات شاملة، رئاسية وتشريعية، يمكن الوصول إلى ذلك عبر حوارات ثنائية وثلاثية ورباعية، داخل منظمة التحرير من أجل إعادة تصويب وتصحيح العلاقات الائتلافية، وإعادة إرسائها على أسس من الشراكة الوطنية، ومن ثم حوار وطني شامل لعموم الحالة الفلسطينية في إطار هيئة تفعيل وتطوير المنظمة".

وأضاف: "الآن الحديث عن تأجيل تشكيل الحكومة، يؤكد بما لا يدعو للشك، أن المعارضة اليسارية والديمقراطية والتقدمية والواقعية والثورية، التي تقدم الجبهة نموذجها، والتي نناضل ليشكل التجمع الديمقراطي الفلسطيني نموذجاً ائتلافياً متقدماً، بإمكانها أن تؤثر بالقرار السياسي، تمثل ذلك في نتائج أعمال المجلس المركزي، ونتائج أعمال وقرارات المجلس الوطني حين قدمنا، من موقعنا الفصيل الثاني في المعادلات السياسية والنقابية والاتحادات الشعبية، مشاريع قرارات تمت الموافقة عليها، ومنها رفع العقوبات عن قطاع غزة، واعتبار دورة المجلس الوطني هي الدورة الأخيرة في صيغتها الحالية على أن تحل محلها صيغة جديدة منتخبة".

واستطرد: "الآن، بفعل المعارضة الواسعة لحكومة فصائلية في إطار الاحتراب الانقسامي، طويت فكرة الحكومة وعادت القيادة إلى فكرة حكومة تسيير الأعمال، وهو تعبير آخر عن طبيعة المأزق الذي تعانيه  استراتيجية الرهان على أوسلو، واستراتيجية تعطيل قرارات الإجماع الوطني".

وحول لقاء الفصائل الفلسطينية في روسيا، قال حواتمة، إن الجبهة الديمقراطية تشاورت مع الأصدقاء في موسكو، وعلمنا أنهم، بواقعيتهم السياسية، يدركون جيداً أن إمكانية الوصول إلى تفاهم لإنهاء الانقسام في حوار موسكو، ليست في حسابات المشرفين على الحوار.

وأضاف: "ما فهمناه منهم أنهم ينظرون بقلق شديد إلى تفاقم أزمة الانقسام، واتساع الهوة بين طرفيه، فتح وحماس، وأن القضايا والملفات المعنية بإنهاء الانقسام تحتاج إلى جهد أوسع من دورة حوار في موسكو".

وتابع: "لذلك ترى موسكو أن دعوتها للحوار، كما علمنا من أصدقائنا في العاصمة الروسية، هي العمل أولاً على منع تفاقم الأزمة، والعمل، مع جميع الفصائل، للتدخل لعدم اتساع الهوة بين الطرفين، ثم وضع أرضية تمهد الطريق للدعوة لدورة جديدة، للحوار المباشر بين الطرفين، وهذا يعني أن حوار موسكو سيكون محطة مهمة، ومهمة جداً في هذا السياق، لأنها ستجمع القوى الفلسطينية كلها إلى طاولة الحوار للبحث في الشأن الفلسطيني العام، وفي المخاطر التي تحيط بقضيتنا الوطنية".

وأضاف حواتمة: "نحن في الجبهة الديمقراطية، رحبنا بالدعوة الروسية، ونشارك فيها بوفد قيادي كبير، على رأسه نائب الأمين العام فهد سليمان، يضم عضو المكتب السياسي معتصم حمادة، وعضو قيادة الجبهة في أوروبا نمر شعبان، وعدداً من كوادر الجبهة الناشطين في روسيا وفي أوروبا، وسوف يقدم وفدنا إلى الحوار وجهة نظرنا التي تدعو إلى حل جذري لقضية الانقسام، وللأزمة الفلسطينية بشكل عام، باعتبار أن الانقسام هو واحد من تداعياتها، وهو في الوقت نفسه واحد من أسبابها، لذلك يحمل وفدنا إلى الحوار دعوة لتجاوز الأساليب السابقة لإنهاء الانقسام عبر اللجوء إلى الحوارات الثنائية، بعد أن أثبتت هذه الطريقة فشلها في حل المسألة، فالحوار الثنائي يدور حول تقاسم السلطة.

واستطرد حواتمة قائلاً: إن وفد الديمقراطية إلى موسكو سيواصل حواراته مع أركان وزارة الخارجية الروسية، وفي مقدمهم نائب وزير الخارجية، ومبعوث الرئيس بوتين لشؤون الشرق الأوسط، بوغدانوف والفعاليات الحزبية والسياسية والفكرية والمجتمعية في العاصمة الروسية، وهو ما نحرص دوماً عليه، خاصة كلما تلقيت دعوة لزيارة موسكو، وإجراء المباحثات مع قيادات الدولة، والأحزاب السياسية.

ولفت حواتمة، إلى أن حوار موسكو هو حوار فلسطيني- فلسطيني، سينتهي بحوار فلسطين روسي، يختتم بلقاء مع وزير الخارجية سيرغي لافروف، وتحضره الفصائل المعنية كافة، وهو يصب في خدمة القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية، وفي تعزيز العلاقات بين روسيا وفلسطين وبين شعبنا.

واستطرد: "أما مؤتمر وارسو، فهو مؤتمر تدعو له الولايات المتحدة، في إطار مشروعها المعروف بـ (صفقة ترامب) لإعادة رسم الوضع الجيوسياسي للإقليم، من مدخل تصفية المسألة الفلسطينية، وشطب الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا، وبناء حلف إقليمي، تكون إسرائيل في عداده، بدعوى مكافحة الإرهاب الذي تمثله إيران وتحالفاتها".