الهندي: لا ضغوطات مصرية على حماس والجهاد ومصير جولة هنية يتحدد خلال أيام
تاريخ النشر : 2019-02-10
الهندي: لا ضغوطات مصرية على حماس والجهاد ومصير جولة هنية يتحدد خلال أيام
عضو المكتب السياسي لحركة حماس سهيل الهندي


خاص دنيا الوطن-هيثم نبهان
تحّدث عضو المكتب السياسي لحركة حماس، سهيل الهندي، اليوم الأحد، عن تطورات الأوضاع في الساحة الفلسطينية، نافياً أن يكون هناك ضغوطات مصرية مورست على رئيس المكتب السياسي، إسماعيل هنية، من أجل عدم القيام بجولة خارجية، كما أكد أن علاقة القاهرة مع حماس والجهاد الإسلامي على أفضل ما يرام، كما تطرق إلى الأنباء التي أشارت إلى منع مصر هنية من القيام بجولة خارجية.

وحول نتائج الزيارة التي يقوم بها هنية حالياً لمصر، قال الهندي في تصريحات لـ "دنيا الوطن": إن النقاش كان حول مجموعة من النقاط، أولها العلاقات الثنائية بين مصر وحماس، بالإضافة إلى موضوع تخفيف الحصار عن قطاع غزة، والتسهيلات عبر معبر رفح، وتسهيل حركة البضائع إلى قطاع غزة".

وأضاف: هذا الأمر كان واضحاً خلال الأيام الماضية، حيث كان فتح المعبر شيئاً إيجابياً، والآن الأمور إيجابية والتسهيلات عبر المعبر أصبحت بشكل أفضل، وبالنسبة لأعداد المسافرين زادت، ولذلك نثمن موقف مصر.

وتابع: الموضوع الثاني موضوع التفاهمات وعدم التزام الاحتلال بها، وجاءت اللقاءات لتكمل اللقاء الثلاثي الذي عقد في غزة، يوم الجمعة قبل الماضي، بين هنية ومبعوث عملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، والوفد الأمني المصري، حيث تم التأكيد على ما تم التفاهم عليه، مشدداً على أن 60- 70% من التفاهمات، لم يلتزم بها الاحتلال حتى هذه اللحظات، لذلك كان لا بد أن يلتزم الاحتلال بما تم التوافق عليه.

وأكد الهندي، أنه "بالنسبة لنا في حماس وفصائل المقاومة، في حال لم يلتزم الاحتلال، بهذه التفاهمات، فإن الفصائل الفلسطينية، من خلال مسيرة العودة، وغرفة العمليات المشتركة، لديها الشيء الكثير للضغط على الاحتلال، لافتاً إلى أننا لا نريد أن يستغل الاحتلال فترة الانتخابات لديه، ولا بد من رفع الحصار.

وشدد على أن مطالبنا نحن في حركة حماس رفع الحصار الجائر عن شعبنا الفلسطيني، وما حدث يوم الجمعة من استشهاد الطفلين جريمة جديدة، تضاف إلى جرائم الاحتلال، مشيراً إلى أن مصر استنكرت مثل هذه الأحداث، وراجعت الجانب الإسرائيلي.

وأضاف عضو المكتب السياسي لحركة حماس: أن الموضوع الثالث الذي تم مناقشته مع الجانب المصري، المصالحة الفلسطينية، حيث أكدت حماس موقفها والمصالحة بعد إستراتيجي لنا، مؤكداً أن حماس معنية أن يتصالح الفلسطينيون مع أنفسهم، لأن الوطن بحاجة إلى جهد الجميع، ويكفي تشرذم".

وأكد أن المصالحة فرض على كل فلسطيني غيور، نحن مع المصالحة وتوحيد شطري الوطن وانتخابات شاملة، في كل النواحي، لذلك نحن مع حكومة وحدة وطنية تجهز لإجراء الانتخابات الشاملة (رئاسة ومجلس تشريعي ومجلس وطني)، وأغلب الفصائل تشارك رأي حماس.

وشددّ على أننا معنيون بإنهاء الحصار الظالم على الشعب الفلسطيني، وإنهاء حالة التشرذم، والخطوات التي قامت بها السلطة في الفترة الأخيرة، قرار حل المجلس التشريعي، وقطع الرواتب مرفوضة جملة وتفصيلاً.

وحول ما إذا كانت هناك ضغوطات مورست على حركتي حماس والجهاد الإسلامي من مصر، من أجل الالتزام بالهدوء على الحدود، قال الهندي: إن القاهرة لا تمارس ضغوطات على فصائل المقاومة، وما خرج للإعلام مخالف للحقيقة.

وتابع: "هناك انسجام كامل بين حركتي حماس والجهاد، واللقاء بين الحركتين، تمخض عن توثيق العلاقات بين الجانبين مع مصر، والأخيرة معنية برفع الحصار، ولن تكون هناك ضغوطات أو خلافات بين الجانب الفلسطيني والمصري، والأخبار حول ذلك دعايات صفراء لا أساس لها من الصحة، العلاقات بين مصر من جهة وحماس والجهاد جميلة جداً".

وفيما يتعلق بالتزام الاحتلال بتفاهمات التهدئة والانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية من هذه التفاهمات، قال عضو المكتب السياسي لحماس: إن المرحلة الأولى لم يلتزم بها الاحتلال، وفي الزيارة الأخيرة لملادينوف لغزة، تم التأكيد على ضرورة إنجاز الرحلة الأولى، وزيادة كميات الكهرباء.

وقال الهندي: إن الشعب الفلسطيني يريد تغيرات ملموسة، لأن هناك تسويفاً وعدم التزام وتمييع من قبل الاحتلال، و"وهناك نقاشات بين الفصائل المختلفة للرد على هذه المماطلة".

وحول مسيرات العودة وجدوى استمرارها في ظل عدم وجود نتائج ملموسة على الأرض بمقابلها، قال الهندي: إن مسيرات العودة قرار وطني جمعي، شاركت به كل الفصائل، وفي مثل هذه الأيام من العام الماضي، كانت هناك اجتماعات للفصائل، وخرجت بورقة مشتركة وبأهداف استراتيجية، أبرزها حق العودة، ونجحنا نجاحاً كبيراً حيث إن كل شبل وامراة وشيخ، يؤكدون أنهم يوماً قريباً سيعودون إلى الوطن.

 وأضاف: نجحنا نجاحاً كبيراً في تصدير القضية الفلسطينية للعالم وثبتنا هذا الشيء، والدماء التي نزفت لم تذهب هدراً، وهناك الكثير من الأهداف حققت، فيما لم نحقق أهدافاً أخرى، ونجحنا أن يُسلط الضوء على الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أنه "يكفي أن مجلس الأمن انعقد عدة مرات، ولولا الفيتو الأمريكي لكان تم اتخاذ عدة قرارات".

وحول تقييم مسيرات العودة بعد نحو عام من انطلاقها، قال الهندي: بالنسبة للتقييم اتفقنا نحن في حماس وأحزاب أخرى، على إجراء تقييمات داخلية لكل فصيل على حدة، وتقييم جماعي بالنسبة للفصائل والهيئة الوطنية العليا، نحن أصبنا في أشياء كثيرة، وأخطأنا في بعض الأشياء، وهي مستمرة حتى تحقيق أهدافها.

وأكد أنها بدأت بقرار جمعي ولن تنتهي إلا بتحقيق أهدافها، وكل الأخبار التي قالت: إن الجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي، خرجتا من الغرفة المشتركة، ومسيرات العودة، كلها أقلام صفراء تحاول النيل من مسيرات العودة.

وكشف عن أن هناك ترتيبات كبيرة في الهيئة الوطنية العليا والفصائل، أن يكون مرور عام على بدء مسيرات العودة، في الثلاثين من آذار/ مارس المقبل، يوماً وطنياً فلسطينياً عالمياً، وهذا للرد على الإشاعات، وللتأكيد أننا مستمرون حتى تحقيق الأهداف.

وحول ما إذا كانت مصر منعت هنية من السفر في جولة خارجية، قال الهندي: أعتقد أن هذا كلام غير صحيح، إسماعيل هنية هو الذي يقدر الموقف، إن كانت الزيارة في هذا الوقت مناسبة أو غير ذلك، وقيادة الحركة هي التي تحدد الوقت المناسب.

وتابع: لا يوجد أي ممانعات من قبل القيادة المصرية، وفي الساعات والأيام المقبلة، يتبين إذا كان هنية سيغادر في جولة أو يعود إلى غزة، وذلك حسب الظروف والمعطيات، لافتاً إلى أن الكلام عن منع هنية من السفر دعاية مصدرها أقلام صفراء، تحاول عمل شرخ بين حماس ومصر.

 وفيما يتعلق بملف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، قال الهندي: إن العام الماضي حققت إدارة المنظمة الدولية، إنجازات ملموسة على صعيد الوضع المالي والحصار المفروض عليها، ولكن هذا غير كافٍ.

وأضاف: للأسف بالرغم من حل موضوع العجز المالي، حتى الآن تتخذ (أونروا) إجراءات بحق الموظفين خاصة في غزة، والتي يجب أن يكون لها منظور بشكل أوسع، مشيراً إلى أن هناك أخطاءً قاتلة للإدارة التنفيذية من خلال اتخاذ إجراءات تعسفية وتخفيض المساعدات.