مؤتمر وارسو.. هل يُشكّل إعلاناً عن (صفقة القرن)
تاريخ النشر : 2019-02-10
مؤتمر وارسو.. هل يُشكّل إعلاناً عن (صفقة القرن)
دونالد ترامب والرئيس عباس


خاص دنيا الوطن- هيثم نبهان
تشارك أكثر من 40 دولة، أيام: الثلاثاء والأربعاء والخميس، من هذا الأسبوع، في مؤتمر يُعقد في العاصمة البولندية وارسو، تقول وزارة الخارجية الأمريكية: إنه سيكون حول الشرق الأوسط، في حين يغيب عنه الفلسطينيون.

ونقلت وكالة (رويترز) للأنباء عن مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية للصحفيين، إن جاريد كوشنر المستشار البارز للبيت الأبيض، سيبحث خلال المؤتمر خططاً للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مضيفاً أنه سيبحث خلاله "جهود الإدارة لدفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وسيجيب على أسئلة يوجهها الحضور".

وسارع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات لرفض دعوة لحضو المؤتمر، وقال على (تويتر): "فيما يتعلق بتوجيه دعوة لنا، نستطيع القول إنه جرى اتصال اليوم فقط من الجانب البولندي... موقفنا مازال واضحاً: لن نحضر هذا المؤتمر، ونؤكد على أننا لم نفوض أحداً للحديث باسم فلسطين".

ويعكف كوشنير على إعداد خطة سلام فيما تعرف بـ (صفقة القرن) منذ أكثر من عام، وسيكون مؤتمر وارسو أحد أولى المناسبات التي يتحدث فيها عن الخطة علناً، رغم أنه من المستبعد أن يكشف عن أي تفاصيل.

بدوره، قال المحلل والكاتب السياسي، ناجي شراب: إن أهداف مؤتمر وارسو أبعد من القضية الفلسطينية، وسيعيد رسم الخارطة السياسية للمنطقة، وأحد متطلباتها التخلص من القضية الفلسطينية.

وأعرب شراب في تصريحات لـ "دنيا الوطن" عن اعتقاده بأن السلطة باتت على معرفة كاملة بتفاصيل الصفقة، ولذلك لا تستطيع أن تحضر وتناقش، وأنه لم تعد القضية الفلسطينية تقف حائلاً أمام رسم هذه الخارطة، لأن تفكيك القضية بدأت ملامحه وتفاصيله، وستلعب غزة دوراً محورياً، وإلا السؤال لماذا عدم تنفيذ المصالحة".

وتابع: "في يقيني عدم الاتفاق على المصالحة، يُعدّ تنفيذاً وقبولاً بالصفقة بطريقة غير مباشرة، والهدف من مؤتمر وارسو التنسيق للأمن الإقليمي، وهذا سبب حضور إسرائيل في شخص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قد تكون فرصة له للقاء قيادات عربية".

ويعتقد شراب، أن عدم حضور السلطة الفلسطينية لم يعد يشكل عقبة أمام (صفقة القرن)، و"بالعكس الولايات المتحدة تخطط وتنطلق من هذا الرفض الذي سيضع السلطة والقيادة الفلسطينية، أنها رافضة للسلام، ومن ثم يبدأ التنفيذ للصفقة بالسلام الإقليمي".

وأكد المحلل والكاتب السياسي أن (صفقة القرن) ستنتج حلولاً نهائية لغزة ككينونة سياسية مستقلة، تمهيداً لأن تكون نواة الدولة الفلسطينية، وسيحكمها اتفاق مع مصر واتفاق تهدئة مع إسرائيل، وهذا التصور بدأ بالتنفيذ والمثال فتح معبر رفح الآن، وأما الضفة الغربية، فلن يسمح لها بقيام الدولة بها، وستمنح أقل من دولة وأعلى من حكم ذاتي برابط إقليمي مع الأردن، كما قال. 

وتابع: لذلك السلطة لن تستطيع أن تحضر ممثلين لها ولا شك أن ذلك سيمثل ضربة قوية للسلطة، لافتاً إلى أن هذا السيناريو الشامل مرهون بمرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس.

ويرى شراب، أن "ملامح هذه المرحلة قد بدأت بحل التشريعي، وحكومة جديدة، معتبراً أن هذا زمن إنهاء القضية أو الحقبة الفلسطينية، وعليه سيشكل المؤتمر بداية مرحلة سياسية جديدة، سيتم الإعلان عنها مع نهاية الانتخابات الإسرائيلية".

من جانبه، قال المحلل والكاتب السياسي، محمد هواش: إن مؤتمر وارسو دعوة مشبوهة، لإملاء وجهة نظر الولايات المتحدة والإدارة الأمريكية الحالية، في شأن الشق الاقتصادي من (صفقة القرن)، وتمويل تصفية القضية الفلسطينية من الدول العربية.

ولا يعتقد هواش بأن هذا المؤتمر سينجح في التوصل إلى أي توافق بشأن القضية الفلسطينية، مضيفاً أن هناك محاولات أمريكية للاستفادة من هذا التجمع للتحريض ضد إيران، ومحولات تخويف العرب من ما يسمى الخطر الإيراني، ومحاولات الولايات بناء استراتيجية جديدة في الشرق الأوسط، تقوم على وجود قوي لإسرائيل، وتقوم على عدم السماح لأي قيادة فلسطينية، أن تكون حاضرة".

وأضاف: أن إسرائيل اليوم بقيادة نتنياهو ترى في ترامب حليفاً مختلفاً عن كل الرؤساء، وتحاول الاستفادة من وجوده، وانتزاع مواقف جديدة، لتصفية القضية الفلسطينية.

بدوره، تحدّث المحلل والكاتب السياسي، طلال عوكل، أن مؤتمر وارسو، حلقة من حلقات (صفقة القرن) وليس ضرورياً أن يتم الإعلان عنها، رغم أن كوشنير، سيكشف عن بعض ملامح الصفقة.

وتابع في تصريحاته لـ "دنيا الوطن":" لكن الأهم أن هذا المؤتمر مكرس لانخراط جزء من العرب في هذه الصفقة، وتأمين التغطية المالية لذلك، لافتاً إلى أن هناك جولة لغرينبلات وكوشنير لعدة دول من بينها دول خليجية، لهذا السبب، والدعوة للجانب الفلسطيني، يبدو أنها غير رسمية".

وشددّ عوكل على أن هناك إدراكاً فلسطينياً تجاه هذا الاجتماع، والقصد من تصريحات مسؤولي السلطة، بألا يمثل الفلسطينيين إلا منظمة التحرير، هو قطع الطريق أمام أي دولة لتتذرع بأنها جزء من الجامعة العربية، ليتم تمثيل الفلسطينيين في هذا الشأن، والولايات المتحدة تبحث عن أشخاص آخرين.

وحول ما إذا كان يمكن أن تطبق الصفقة بدون موافقة الفلسطينيين، قال: "بالتأكيد هذا هو الاتجاه العام في ظل المقاطعة الفلسطينية، ورفض السلطة، وعملياً تنفيذ الصفقة بدأ على الأرض، من خلال الحصار على منظمة التحرير والسلطة، وابتزازها مالياً، بالتزامن مع إجراءات إسرائيلية، هدفها إضعاف السلطة.