الوفد المصري يمنع "انفجار" غزة ويَعِدْ بفتح معبر رفح وإلزام إسرائيل بتفاهمات الهدوء
تاريخ النشر : 2019-01-12
الوفد المصري يمنع "انفجار" غزة ويَعِدْ بفتح معبر رفح وإلزام إسرائيل بتفاهمات الهدوء
معبر رفح البري


رام الله - دنيا الوطن
نجحت اللقاءات المكثفة التي عقدها وفد المخابرات المصرية مع الفصائل، خلال زيارته السريعة والخاطفة لقطاع غزة، في تهدئة الأوضاع الأمنية على الحدود الشرقية للقطاع مع إسرائيل، ونزع فتيل انفجار، كاد أن يقع يوم أمس، بالتزامن مع انطلاق مسيرات العودة التقليدية، عصر كل يوم جمعة رغم استشهاد مواطنة وإصابة عدد اخر من المواطنين، برصاص قوات الاحتلال. 

وبحسب تقرير لصحيفة "الأيام" فقد نقل وفد المخابرات الذي ضم كلاً من وكيل الجهاز أيمن بديع، واللواء أحمد عبد الخالق، مسؤول الملف الفلسطيني، خلال اجتماعاته المكثفة مع الفصائل سواء بشكل منفرد او جماعي، تطمينات حول الملفات الثلاثة التي نوقشت خلال اللقاءات، وهي: ملف الهدوء بين إسرائيل والفصائل، والتزام إسرائيل بالتفاهمات، وملف معبر رفح، بالإضافة إلى ملف المصالحة.

وانتزع الوفد المصري، الذي يزور القطاع بعد مضي نحو شهرين على آخر زيارة له التزام الفصائل بالهدوء، خلال مسيرات يوم أمس.

وبرغم من حالة الرضى العلنية التي صدرت عن ممثلي الفصائل عقب الاجتماعات، إلا أن التطمينات المصرية لم تتعدَ الوعود دون تحديد مواعيد رسمية ومحددة، لاسيما فيما يخص التزام إسرائيل بتنفيذ تفاهمات الهدوء، التي رعتها المخابرات المصرية بين إسرائيل وحماس قبل شهرين ونصف، وكذلك فتح معبر رفح رغم الإصرار والتأكيد على فتحه.

وبحسب أحد مسؤولي الفصائل، الذي حضر اجتماع الوفد بالفصائل، مساء أول من أمس، فإن الوفد المصري، وعد بفتح معبر رفح بكل الأحوال سواء وافقت السلطة الوطنية على عودة موظفيها، الذين انسحبوا من المعبر الأسبوع الماضي، أو لم توافق، ولكنه ربط فتحه بانتهاء الجيش المصري من عملية عسكرية، ينفذها الآن ضد الجماعات المسلحة في سيناء. 

إسرائيل تنفذ التفاهمات بنسبة 65%

وأضاف المسؤول، أن وفد المخابرات المصرية، قيم التزام إسرائيل بتنفيذ بتفاهمات الهدوء من 60 و65%، وهو ما أثار ملاحظة ممثلي الفصائل، الذين استعرضوا انتهاكات الاحتلال وعدم التزامه بتنفيذ التفاهمات.  

وقال: إن الوفد المصري، وعد بالضغط أكثر على الاحتلال من أجل إلزامه بتنفيذ كامل التزاماته وتعهداته.

أما على صعيد ملف المصالحة، فقد أكد المسؤول ذاته أن تناول هذا الملف لم يتعد الحديث في العموميات والوعد بالاستمرار في الضغط على الطرفين من أجل تطبيقها على أرض الواقع و"لكنه وصف الحديث عن إحراز تقدم في هذا الملف بالصعب جداً، ان لم يكن مستحيلاً في الوقت الراهن".

ومن جهته، القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي، خضر حبيب، الذي حضر الاجتماع، قال: إن الوفد المصري نقل وعداً بالتزام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتنفيذ تفاهمات الهدوء، وإدخال أموال الدفعة الثالثة من المنحة القطرية المخصص صرفها لجزء من موظفي حركة حماس في قطاع غزة خلال الأيام القادمة، بشرط ثبات وعودة الهدوء إلى الحدود الأمنية الشرقية للقطاع مع إسرائيل.

وأضاف حبيب: أن الوفد تطرق إلى قضية معبر رفح، وأكد أنه سيبحث مع القيادة الفلسطينية في رام الله، سبل عودة موظفي السلطة للمعبر من أجل تسهيل إعادة تشغيله وفتحه.

أما على صعيد المصالحة، وهو الملف الثاني، الذي تم مناقشته خلال الاجتماع، أشار حبيب إلى أن الفصائل طالبت الوفد المصري بتكثيف جهوده من اجل استئناف تطبيقها على أرض الواقع، وإحداث اختراق مهم في الملف الذي يشهد تراجعاً خطيراً خلال الأشهر الأخيرة، مبيناً أن ممثلي الفصائل، عرضوا على الوفد المصري، عقد حوار فلسطيني وطني شامل للخروج من الحالة الراهنة.

أما فيما يتعلق بالبند الثالث والذي تم تناوله باستفاضة، وهو ملف معبر رفح، وتداعيات انسحاب موظفي السلطة الوطنية، فقد أكد حبيب أن الوفد المصري وعد بفتحه وتشغيله في أقرب وقت باعتباره قراراً من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

إلى ذلك، فقد كشف قيادي في أحد الفصائل الرئيسية ممن حضر الاجتماع، أن الفصائل طالبت بضرورة وجود وعودة موظفي السلطة للمعبر، ومعارضتهم لتشكيل أية أجسام أو لجان أخرى لإدارة المعبر، مؤكداً أن عودة موظفي السلطة للمعبر كان مطلباً ملحاً لغالبية الفصائل خلال الاجتماع، الذي أعقب اجتماعاً بين الوفد المصري وقيادة حركة حماس.

وتوقع المسؤول أن يتم تشغيل المعبر خلال الساعات أو الأيام القادمة على أبعد تقدير، بتواجد موظفي السلطة، الذين انسحبوا منتصف الأسبوع الماضي، كما وعد الوفد المصري الذي أكد لهم أنه يبذل جهوداً كبيرة من أجل عودتهم.

من جانبه، قال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ماهر مزهر: إن زيارة الوفد المصري، نزعت فتيل أزمة كانت ستتفجر خلال الساعات الماضية، بسبب تلكؤ إسرائيل بتنفيذ التزاماتها في تفاهمات الهدوء، مشيراً إلى أن الوفد المصري نقل تطمينات ووعوداً، وصفها بالجدية حول التزام إسرائيل بتنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من التفاهمات، والتي تشمل بالإضافة إلى إدخال الوقود والأموال القطرية، توسيع مساحة الصيد لتصل إلى 14 ميلاً ومن ثم 20 ميلاً على طول حدود القطاع البحرية، بالإضافة إلى السماح بتصدير كل المنتجات والمحاصيل والسلع من القطاع وزيادة أعداد التصاريح الممنوحة للتجار، وكذلك تشغيل خط الكهرباء 161 وتنفيذ مشاريع البنية التحتية والتشغيلية.

وأوضح جميل مزهر، أن الوفد المصري أكد للفصائل حرصه على تشغيل (معبر رفح) خلال الأيام المقبلة، كونه قراراً من الرئيس السيسي، مبيناً أن الفصائل شددت على ضرورة تواجد وعودة موظفي السلطة للمعبر.

الفصائل ملتزمة بالهدوء

من جانبه، قال خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، ونائب قائدها في قطاع غزة، إن فصائل المقاومة والهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة، ملتزمة بتفاهمات كسر الحصار ما التزم الاحتلال بها.

وقال الحية للصحافيين عقب انتهاء اجتماع الوفد المصري بالفصائل "ناقشنا خروقات الاحتلال الأخيرة بحق قطاع غزة مع الوفد المصري، وأكدنا ضرورة تطبيق التفاهمات بعمق".

وأضاف: "الوفد المصري أكد مواصلة دوره في إلزام الاحتلال لتطبيق هذه التفاهمات" واستهل الوفد المصري الذي دخل قطاع غزة عبر (معبر بيت حانون/ إيرز ظهر أول من أمس، وانتهت ظهر أمس، زيارته السريعة التي استغرقت 24 ساعة فقط بلقاء مع قيادة حركة حماس، برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، ثم اعقبه لقاء موسع بمشاركة عدد من الفصائل أبرزها الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين، وحركة الجهاد الإسلامي، استمر لعدة ساعات قبل أن يتوجه إلى حي الشجاعية شرق مدينة غزة؛ للاجتماع مع قائد حركة "فتح" في القطاع وعضو لجنتها المركزية، أحمد حلس في منزله، بحضور عدد من قيادات الحركة. 

اجتماع الوفد بحركة فتح

وفي تعقيب له على اللقاء، أكد المتحدث باسم (فتح) في قطاع غزة عاطف أبو سيف، أن اللقاء ناقش قضايا قطاع غزة المختلفة، والمصالحة الفلسطينية والقضايا السياسية المشتركة. 

وثمن أبو سيف في تصريح صحفي، الدور المصري من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية، وإنهاء الانقسام.

وأكد على موقف الحركة بضرورة إنهاء الانقسام بشكل قطعي من أجل إخراج الشعب الفلسطيني من نفق الانقسام المظلم.

وقال "أكدنا أن ذلك لن يتم إلا عبر اتفاق تشرين الأول/ أكتوبر 2017 القاضي بأعمال الحكومة في غزة، وتمكينها من كافة صلاحياتها".

وأوضح خلال اللقاء، أن سحب موظفي السلطة الفلسطينية من معبر رفح، تم بسبب تجاوزات حركة حماس على المعبر، موضحاً أنه في حال إنهاء حركة حماس هذه التجاوزات فمن المؤكد أن الأمور يجب أن تعود إلى طبيعتها.

واختمم الوفد الذي غادر القطاع، ظهر أمس، عبر معبر بيت حانون/ إيرز زيارته باجتماع ثان مع رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في منزله في مخيم الشاطئ.

وتحدثت وسائل إعلامية عن مبادرة عرضها الوفد المصري على قادة (حماس) خلال لقائه بوفدها تقضي بقبولها إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في غضون ستة أشهر، وهو ما اشترطته (حماس) بضرورة تزامنها مع انتخابات للمجلس الوطني.