عريقات لحماس: إسرائيل خيّرتنا ما بين المفاوضات والمصالحة ونحن اخترنا الوحدة الوطنية
تاريخ النشر : 2018-10-12
عريقات لحماس: إسرائيل خيّرتنا ما بين المفاوضات والمصالحة ونحن اخترنا الوحدة الوطنية
الدكتور صائب عريقات


رام الله - دنيا الوطن
كتب الدكتور صائب عريقات، أمير سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مقالًا تحدث فيه عن صفقة القرن، والمصالحة ما بين حركتي فتح وحماس.

وافتتح عريقات مقاله، بتساؤل، أريد اجابة.. لماذا ترفض حركة حماس التنفيذ الشمولي والدقيق وغير المجتزأ والتدريجي لاتفاق القاهرة 2017.

وقال عريقات: هل قرأتم رسالة الشكر والتقدير التى أرسلها جيسون غرينبلات، أمس الأول حول الحل الإنساني لغزة؟ هذا بعد أن قطعت أمريكا مبلغ 304 مليون دولار من التزاماتها لوكالة الغوث (أونروا)، التى كانت تقدم خدمات لأكثر من 70 % من سكان قطاع غزة، المخطط فى تصفية القر،ن يرتكز إلى فصل قطاع غزة عن الضفة والقدس، وهذا الذى بدأ به شارون فيما اسماه فك الارتباط، تراجعا عن التزام إسرائيل بان الضفة والقطاع تشكل وحدة جغرافية واحدة، كما جاء فى اتفاق أوسلو.

وأضاف: هذا تحديدًا نقطة ارتكاز تنفيذ قانون القومية العنصري.. لا أتقن تسجيل النقاط أوالشخصنة، وأعرف أنني لا أستطيع ولا أريد أن اقف حارسا على شفاه احد، ولكن أرجو من كل فلسطيني ان يقرأ اتفاق القاهرة 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2017، حيث يجيب على كل الأسئلة حول الكهرباء والمياه والبنى التحتية، والتقاعد، وتحمل حكومة الوفاق الوطني مسؤولياتها كافة وفقا لقانون الخدمة المدنية.

وتابع عريقات: هذا الاتفاق جاء بعد اتفاق  التهدئة الشاملة التى تمت بالرعاية الكريمة للأشقاء فى جمهورية مصر العربية عام 2014، وتحت مظلة منظمة التحرير ومشاركة حركتي حماس والجهاد، ويؤكد أيضا على الوحدة الوطنية والسياسية والحكومية والقضائية للضفة وقطاع غزة وعاصمتهما  القدس.

وأوضح قائلًا: أرجو ان يدرك الجميع ان قطاع غزة كان على الدوام منبت ومنبع الوطنية الفلسطينية ، تماما كما القدس البوابة الوحيدة للسماء وكما اريحا اقدم المدن مبنىً ، نحن ابناء لأعظم شعب على الأرض والمطلوب وحدتنا الوطنية ، والسؤال لماذا ترفض حركة حماس المقترح المصري بتطبيق اتفاق 2017 بشكل شمولي غير مجتزأ.. علما ان جميع فصائل العمل السياسي الفلسطيني قد وافقت على هذا الاتفاق فى تاريخ 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017. 

وأشار عريقات، إلى أن تطبيق الاتفاق يعنى البدء فى تحقيق الشراكة السياسية الكاملة القائمة على التعددية السياسية وليس تعدد السلطات، للتاريخ ، اروى مايلي فى تاريخ 23 نيسان/ أبريل 2014 ، كنا فى جلسة مفاوضات ثلاثية رسمية، الجانب الاسرائيلي ممثل بتسفي  ليفني وإسحق ميلخو، والجانب الأمريكي ممثل بمارتن  أنديك، ومن الجانب الفلسطيني، اللواء ماجد فرج وصائب عريقات، واللقاء في مبنى فندق الملك داود فى القدس الغربية، فجأة جاءت ملاحظة خطية لميلخو فخرج من الاجتماع ليعود بعد دقائق ويعلن بصوت مرتفع "أن رئيس الوزراء نتنياهو قرر وقف المفاوضات بشكل تام ، وذلك بسبب قيام السيد عزام الأحمد بتوقيع  اتفاق الشاطىء مع حركة حماس"، والله على ما أقول شهيد.

وقالوا أما السلام معنا أو حركة حماس وكان جوابنا واضحا ومحدداً، وعلى لسان الرئيس محمود عباس (بأن حركة حماس حركة فلسطينية وليست ارهابية، ولا بد من تحقيق المصالحة معها وتحقيق الشراكة السياسية لانه لا يمكن ان يكون هناك دولة دون قطاع غزة أو دولة فى غزة)، ومنذ ذلك التاريخ لم تستأنف المفاوضات السياسية مع سلطة الاحتلال إسرائيل.

وتابع: الان استراتيجية نتنياهو وترامب تستند إلى فصل قطاع غزة عن الضفة والقدس، والتعامل مع القطاع من نافذة القضايا الإنسانية ، امريكا قطعت جميع مساعداتها عن الشعب الفلسطيني بما فى ذلك وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، المبلغ 304 مليون دولار، ومساعدات البنى التحتية للضفة والقدس وقطاع غزة ، المبلغ 230 مليون دولار، مستشفيات القدس الشرقية 35 مليون دولار ، مساعدات طارئة ولمؤسسات المجتمع المدني والأمن المبلغ 90 مليون دولار، المجموع 669 مليون دولار ، اضافة إلى مساعدات إضافيةبقيمة 175 مليون دولار  قام بإلغائها امس وزير الخارجية الأمريكي بامبيو ، ليصبح مجموع ما قطعته إدارة ترامب عام 2018 عن السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ما مجموعه 844 مليون دولار ، لماذا لان الرئيس محمود عباس قالها عالية مدوية ( لو لم يكن معنا دولار واحد لدفعناه ، للشهداء والأسرى والجرحى وعائلاتهم ، والإدارة الأمريكية لم تعد شريكا ولا يمكن ان تكون وسيطا فى أي عملية سلام بعد قرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة من تل ابيب إلى القدس ، فلا معنى أنت تكون فلسطين دون ان تكون القدس عاصمة لها ) . 

وتابع عريقات في مقاله: صعدت إدارة ترامب بمحاولة تدمير وكالة الغوث ومدارسها ومؤسساتها الصحية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية . ثم ضربت مستشفيات القدس ، وبعدها اغلقت مكتب م ت ف فى واشنطن.

وأوضح بالقول: صمد الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية على مواقفهم الثابتة الصامدة الصابرة المثابرة، وقالوا فلسطين والقدس ليست للبيع، وقضيتنا ليست إنسانية وإنما سياسية بامتياز ووقف العالم اجمع معنا ضد المواقف الأمريكية، باستثناء بعض الأصوات التى تساوقت مع دعوات ليبرمان وفريدمان وكوشنر وبينت وليبرمان ونتنياهو، الداعية للتخلص من الرئيس عباس وان السلام لن يتحقق بوجوده، تلك الأصوات الناطقة بالضاد قالت لن تتم المصالحة بوجود ابو مازن، والمشكلة ليست بقرارات ترامب اوالاستيطان الاستعماري الاسرائيلي إنما بتفرد الرئيس عباس وديكتاتوريته، وذهب نفر إلى حد الدعوة لمحاكمة ابو مازن.

عبر التاريخ كان هناك من حاول كتابة التاريخ على طريقته ولخدمة مصالحه ولكن فى نهاية المطاف سيأتى بعدنا من يدرس ويبحث ليضع الحقائق كما هي ، فلا يصح الا الصحيح.

نحن أمام مخطط أمريكي -اسرائيلي رهيب بتدمير وتصفية المشروع الوطني الفلسطيني ، فلماذا نساعدهم تحت يافطة المساعدات الإنسانية ، ومشاريع بقيمة عدة ملايين تحت يافطة الإغاثة الإنسانية ويعتبرون ذلك انتصارا، ويتناسون ان عقوبات إدارة ترامب على المواقف الوطنية العظيمة للأخ ابو مازن والقيادة الفلسطينية قد بلغت حتى الان  844 مليون دولار ؟ مرة أخرى لماذا يتم رفض الرزمة الشاملة بتنفيذ دقيق وأمين وكامل وتدريجي لاتفاق القاهرة 2017، دون تجزئة ؟ وبما يضمن تلبية جميع احتياجات ابناء شعبنا العظيم فى قطاع غزة ويحافظ على مشروعنا الوطني، ويسقط صفقة القرن الأمريكية الاسرائيلية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، ويضع حجر الأساس لشراكة سياسية فلسطينية حقيقية ترتكز كما قلنا سابقا إلى التعددية السياسية وليس لتعدد السلطات.

وتساءل عريقات، هل ثمن مسيرات العودة التى سقط فيها ١٨٦ شهيدا وآلاف الجرحى من خيرة ابناء شعبنا تحول من  حق العودة إلى الإغاثة الإنسانية؟