اللجنة القطرية تدعو لأن تكون الانتخابات البلدية "فرصة للتجديد"
تاريخ النشر : 2018-09-05
اللجنة القطرية تدعو لأن تكون الانتخابات البلدية "فرصة للتجديد"
ارشيفية


رام الله - دنيا الوطن
أصدرت اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية في البلاد، اليوم، الثلاثاء، ميثاقًا خاصًا حول الانتخابات البلدية المزمع إجراؤها في تشرين أول/ أكتوبر المقبل، دعت فيه أن تكون الانتخابات "فرصةً للتجديد والتجدّد".

وجاء في الميثاق "في شهر تشرين أول/ أكتوبر القادم، تجري انتخابات السلطات المحلية في مختلف أنحاء البلاد، لرئاسة وعُضوية هذه السلطات، حيث تجري هذه الانتخابات في ظروف وأوضاع استثنائية فِعلًا، على مختلف المستويات، ما يمنحها أهمية خاصة واستثنائية تجعلها محطة هامة وحيوية في مسيرة البقاء والتطوّر، وفرصة للتجديد والتجدُّد ومواصلة الانطلاق والتقدم نحو المستقبل".

وأضاف الميثاق أن انتخابات السلطات المحلية العربية تعتبر، تحديدًا، "هامِشًا حَيَويًا من هوامِش "الديمقراطيّة" والتأثير السياسي في البلاد، على ضيقها وشوائبها، وتمنح الجماهير العربية فرصةً للتأثير على واقعها المباشِر والمساهمة في بلورة ملامح مُستقبل المدن والقرى العربية، على وجه الخُصوص، بعدما جرى إقصاء هذه الجماهير، بشكل منهجي، من التأثير السياسي الحقيقي على القرارات السياسية والحياة العامة في البلاد".

وأوضح الميثاق أن "مَكانة السلطات المحلية العربية، تنامت في السنوات الأخيرة، في عدة جوانب، وارتقى دورها وتأثيرها على الحياة اليومية للناس، بالرغم من محاولات المُؤسَّسة المركزية الإسرائيلية للمسّ بهذا المَكانة، بل وزيادة تَبَعِيَّة السلطات المحلية لهذه المُؤسَّسة، وخاضت السلطات المحلية العربية، خلال العقود الأخيرة، وبقيادة اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، كهيئة قيادية وحدوية تمثيلية لهذه السلطات، نضالًا عَنيدًا ومُثابِرًا ضد سياسات التمييز والاضطهاد العنصريَيْن، ومن أجل حقوق المواطنين العرب في البلاد، في مختلف مَناحي الحياة، وتحقَّقت العديد من الإنجازات العملية، المطلبية والمدنية والحقوقية، نتيجة هذه النضالات الوحدوية والجماعية، المحلية والقطرية، والتي تجسَّدت بالأدوات السياسية والشعبية والقانونية والإعلامية والمهنية، بالتعاون والتنسيق مع الأحزاب والحركات السياسية للجماهير العربية وأعضاء الكنيست العرب والعديد من الجمعيات والمؤسَّسات والمراكز الأهلية والمهنية".

وقال الميثاق إن "مَكانة السلطات المحلية باتت أرفع وأكثر تأْثيرًا، لا سيَّما في الحياة السياسية العامة للجماهير العربية في البلاد، وغدا دورها، بقيادة اللجنة القطرية، أكثر قوة وتأْثيرًا، بل بات دورها محوريًا ومركزيًا في حياة هذه الجماهير، وفي مسيرة بقائها وتطورها في وطنها".

وبالرغم من ذلك، أوضح الميثاق، "إن معركة ومسيرة الحقوق والمساواة والتطوّر ما زالت طويلة وشاقة، وتحتاج إلى استثمار كلّ الطاقات والإمكانات والموارد، لا سيّما البشرية منها، داخل المجتمع العربي، وإلى جهود ودور الجميع في سبيل الارتقاء والتقدم ورسم ملامح المستقبل، بل وصِناعته، رغم أنف الواقع والظروف، الموضوعية منها والذاتية".

"ولذلك، ومن أجل ذلك كله وأكثر"، دعت اللجنة القطرية "عبر هذا الميثاق والنداء، إلى جعل انتخابات السلطات المحلية القادمة، للرئاسة والعُضوية، محطة تاريخية جديدة ومُتجدِّدَة، لمواصلة الانطلاق والارتقاء والتقدم، بحيث تكون المنافسة بين الأحزاب والقوائم والأفراد سياسية وحَضارية وديمقراطية حقيقية، وفي إطار رؤية وطنية تقدمية، تربط بين المحلي والقطري، وبين المطلبي المدني وبين السياسي الوطني، بعيدًا عن العَصَبيَّة والتقوقع العائلي والطائفي والحزبي، وبمنأى عن التحريض والتجريح والإساءة الشخصية وأي شكل من أشكال العنف، والحرص على حرية التنافُس وتكافُؤ الفُرص والتعدُّدية والحوار على أساس المواقف والبرامج والرُّؤى، وتحريم الاحتراب الداخلي والخِلافات مهما بَلَغَتْ الاختلافات، وعدم المَساس بالحريَّات الشخصية وبحرية الخيارات للناخِبين، والامتناع الكليّ عن المَسِّ بالأمْلاك العامَّة والخاصَّة".

كما حثّت اللجنة القطرية جميع الأحزاب والحركات السياسية والقوائم المحلية المُتنافِسة على ترشيح النساء في أماكن مُتقدِّمَة، وعلى صِيانة حق النساء في المُنافَسَة، للرئاسة والعضوية، وعلى أهمية عرض قضاياهن في البرامج الانتخابية، ودعت النساء العربيات إلى تفعيل دورهن وتأثيرهن في هذه الانتخابات، كمرشَّحَات ومُنْتَخِبات.

ودعت اللجنة القطرية إلى الالتزام والعمل على رفض ومُواجَهة ما يُسمى بـ"قانون القوميّة" وإسقاطاته، "لما يحمله من مخاطر وُجودية، وليس فقط حقوقية، ولكونه يستهدفنا جميعًا بدون استثناء، كشعب وكقضية وكأفراد، في وطننا".

ودعت اللجنة، أيضًا، إلى العمل على ترجمة وتفعيل قرارات الهيئات التمثيلية الوحدوية والمهنية، وفي مقدمتهم اللجنة القطرية ولجنة المتابعة العليا، بإعلان السنة الدراسية الجديدة (19/2018) كسنة اللغة العربية، وما يعنيه ذلك، ليس فقط في المدارس والمُؤسَّسات التعليمية العربية، إنما، أيضًا، في المُؤسسات العامة والخاصة والمَحال التجارية، وبين جميع المواطنين العرب في البلاد.

ودعت اللجنة إلى "الالتزام بهذه المبادئ والتوجُّهات، بما يخدم مصلحة ووحدة وتقدم مُدننا وقرانا العربية، ورؤية المصلحة الوطنية القطرية الوحدوية العليا للجماهير العربية في البلاد، خُصوصًا في ظلّ الظروف المركَّبة التي نَعيش خلالها وفي ظلها، وإزاء التحديات المَصيرية والوجودية الكًبرى التي تواجهنا جميعًا ومعًا دون استثناء".

وناشدت اللجنة القطرية الجماهير العربية عُمومًا "إلى المشاركة الفاعِلَة والمُؤثِّرَة في هذه الانتخابات، بوعي وإدراك وإرادة وحرية ومسؤولية، وإلى الحذر من التضليل والانتهازيَّة وعدم والانجرار خلف الصِّراعات والاختلافات والخِلافات الجانبية والهامشية والمَصْلَحِيَّة، والعَصَبيَّات والانتماءات الضيِّقة، وتغليب المصلحة الوطنية والقضايا الجماعية الوحدوية، فوق أي اعتبار آخر".

كما دعت اللجنة "مختلف وسائل الإعلام، لا سيّما العربية منها، المحلية والقطرية، إلى الحَذَر وتحمُّل مَسؤولياتها في هذا الصَّدد، من منطلق المسؤولية الوطنية ودون المَسَاس بالمهنيَّة الإعلامية".