السفير منصور: لهذه الأسباب دعت واشنطن لاجتماع "العصف الفكري" حول غزة
تاريخ النشر : 2018-03-13
السفير منصور: لهذه الأسباب دعت واشنطن لاجتماع "العصف الفكري" حول غزة
رياض منصور مندوب فلسطين الدائم في الامم المتحدة


خاص دنيا الوطن
قال الدكتور رياض منصور، مندوب دولة فلسطين الدائم في الأمم المتحدة: "إذا كانت الإدارة الأمريكية الجديدة، قد أزاحت عن الطاولة ملفي القدس وعودة اللاجئين.. ماذا بقي على الطاولة؟وبالتالي فإن الرئيس محمود عباس، عبر عن الموقف الرسمي الفلسطيني في العديد من القمم، وعلى رأسها في أديس أبابا وخطابه في المجلس المركزي الفلسطيني وفي القاهر وخلال اجتماعه مع دول الاتحاد الأوروبي، وأخيراً في مجلس الأمن".

وأضاف منصور في حوار خاص مع "دنيا الوطن": "قال الرئيس في الأمم المتحدة: إن السياسة الأمريكية، هي التي ألغت دور أمريكا كراعية للعملية السياسية، لأنها فقدت أي درجة من الحيادية، وأصبح موقفها متطابقاً لموقف سلطة الاحتلال الإسرائيلي"، لافتاً إلى أنه إذا استمرت هذه السياسة، فإن القيادة الفلسطينية لا تستطيع المناقشة معهم أو أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل السادس من كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

وفي السياق قال منصور: "العرب اكتشفوا أن الأمور ليست هكذا، مما دفع الأمريكان لأن يرسلوا عدة رسائل، فعلا سبيل المثال حضور كوشنر وغرينبلات، خلف نيكي هايلي في مجلس الأمن، أثناء خطاب الرئيس في مجلس الأمن، هو نوع من الإشارة بأنهم موجودون، وكأنهم يريدن أن يقولوا بأننا نريد التحدث معكم ونختلط بكم، ولكن هذا لن يتم".

وبين منصور، أنه لهذه الأسباب تمت الدعوة للاجتماع الذي سُمي "جلسة العصف الفكري، تحت عنوان (غزة)".

وقال: "الذي يريد أن يساعد أهلنا في غزة بمنحتهم الكبيرة، لا يقطع المساعدات عن وكالة (أونروا)، ولا عن برنامج التغذية العالمي، الذي يذهب معظمه لمساعدة الناس في غزة، والذي يريد أن يبحث في موضوع الكارثة الإنسانية بغزة لا يزيد منها تفاقماً على قطع أموال (أونروا) وقطع أموال برنامج التغذية العالمي، لأن المستفيد الأكبر من هذه الأموال هم أهلنا في غزة".

وأضاف: "هذه الأسباب دفعت القيادة الفلسطينية إلى عدم المشاركة في الاجتماع، ولكن هناك عدة اجتماعات عن غزة، واحد عُقد في النرويج، سيحضره رئيس مجلس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله وأنا، والثاني اجتماع وزاري سيُعقد بعد يومين دعا له الأمين العام، والثالث سيُعقد في 15 الشهر الجاري بمشاركة ثلاثة وزراء خارجية (السويد ومصر والأردن)، وسيحضره وفد فلسطيني برئاسة رئيس الوزراء في مقر مكتب الأمم المتحدة في روما (الفاو)، وسيناقش الأزمة المالية (أونروا)، وأنا سأرافق رئيس الوزراء، لحضور الاجتماع، وبالتالي اجتماع العصف الذهني، يثير الشبهات حول المناورة التي ستُعقد غداً بعنوان عصف فكري في البيت الأبيض".

وتابع بقوله: "كيف يمكن للقيادة الفلسطينية، أن تشارك في اجتماع يريد أن يخرب على الجهود التي تبذل من أجل ألا تتعرض وكالة الغوث لأزمة مالية مستمرة، بسبب قطع الأموال عنها من قبل أحد المتبرعين الرئيسيين، وهي الولايات المتحدة الأمريكية".

في السياق ذاته، أكد منصور، أن أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، أكد على المؤتمر الوزاري الدولي الذي دعا إليه بشأن وكالة (أونروا) في روما، مشيراً إلى أنه أكد على أن هذه القضية تأخذ بعداً استثنائياً، ويجب توفير النواقص المالية للوكالة.

وفيما يتعلق بالخطة التي طرحها الرئيس في مجلس الأمن، قال منصور: "ما تسعى إليه القيادة الفلسطينية والسلطة والدبلوماسية الفلسطينية في الخارج، هو تعزيز مفاهيم العمل وفق آلية دولية متعددة الأطراف، تساهم في جلوس طرفي النزاع إلى طاولة المفاوضات من جديد، وتنسجم مع الخطة التي أعلن عنها الرئيس أبو مازن، وهي أن تكون هناك آلية تقوم على 5+1 أو 7+1 زائد اثنين على غرار الاتفاق النووي الإيراني، مع إدخال أي من الدول العربية كالسعودية أو مصر طرفاً في هذه العملية المفصلية؛ حتى لا تتفرد الولايات المتحدة الأمريكية في صناعة القرار في السلم أو الحرب أو في صناعة السلام في الشرق الأوسط".

وحول موضوع (صفقة القرن)، أكد المندوب الفلسطيني في الأمم المتحدة، أن الولايات المتحدة الأمريكية، تزعم بأنها تضع اللمسات الأخيرة على الصفقة، متسائلاً: "هل هذا مجرد بالون اختبار مترافق مع جلسة العصف الفكري في البيت الأبيض؟".

وقال: "الجانب الفلسطيني يقول: بعدما أُزيحت القدس عن الطاولة وموضوع اللاجئين شبه مزاح عنها، فالباقي هو على نفس الخط السلبي المتعلق بعدم تلبية الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، لذلك الموقف الفلسطيني لن يقبل به".

وأضاف: "من ناحية أخرى، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غارق في مشاكله، لا نعرف ما إذا سيدعو إلى انتخابات مبكرة، أو أنه سيتم تقديم لائحة اتهام ضده، وبالتالي في مثل هذا الجو لماذا تطرح الإدارة الأمريكية أفكاراً لا تلقى تجاوباً من الطرفين الرئيسيين المعنيين بهذه المسائل".