في منزل بطل الحارة عباس النوري وزوجته ..عباس النوري: زرت الطبيب للعلاج من المرض الذي أصابني في «باب الحارة»
تاريخ النشر : 2007-11-23
في منزل بطل الحارة عباس النوري وزوجته ..عباس النوري: زرت الطبيب للعلاج من المرض الذي أصابني في «باب الحارة»
عباس النوري وزوجته


غزة-دنيا الوطن

شك بأن مسلسل «باب الحارة» حقّق نجاحاً مطلقاً في رمضان هذا العام على مستوى المنطقة العربية ككل، ووصف بأنه أهم ما قدّمته الدراما العربية خلال الموسم الحالي والأكثر متابعة على الإطلاق. وهذا النجاح يعود إلى قصته القريبة من الناس وأداء ممثّليه لا سيما عباس النوري الذي برز بدور «أبو عصام». «سيدتي» زارت عباس النوري في منزله حيث خصّنا بكواليس المسلسل، فيما خصّتنا زوجته بكواليس حياته اليومية وتحدّثت عن تجربتها الجديدة ككاتبة..

> التألّق الذي حصل لمسلسل «باب الحارة» ولنجومه في الموسم الحالي كان لافتاً. فما السبب في نظرك؟

ـ كان العمل ظاهرة نادرة في ما حقّقه من نجاح كاسح ومنقطع النظير هذا الموسم، ولهذا انبرى كل النقّاد لتفسير أسباب نجاحه وكتب بعضهم لصالحه والبعض الآخر ضده، ومن حق الجميع إبداء الرأي فيه وبكل صراحة. وكانت بعض آراء العمل نكدية ولاهمّ لها سوى الإنتقاص منه قدر المستطاع. ولكن الآراء النقدية الجادة هي من أنصفته بكل المقاييس. الحقيقة أن العمل توافق مع المزاج العام للشعب العربي ولهذا نجح. ولا شك بأن نسبة كبيرة من الوطن العربي هي من ساهمت بهذا النجاح الذي حقّقه «باب الحارة» والذي لم يكن متوقّعاً من قبلنا. كنا نعرف بأن العمل سينجح ويتابع لأنه عمل خفيف وفيه حكايا رمضانية شيّقة، ولكننا فوجئنا بهذا النجاح الكاسح.

لا أخفيك بأن نجاح المسلسل أحدث لنا ارتباكاً ولم يهدأ بالنا أبداً، فمنذ انتهاء العمل ونحن نلبي زيارات وتكريمات لأسرة «باب الحارة» في كل أرجاء العالم العربي. (يضحك) أعتقد أننا هذا العام لن نقدّم الجديد فنيا ًلأننا سنتفرّغ للسفر والتكريم من أجل «باب الحارة».

> ما سرّ تعلّق الناس به برأيك؟

ـ جاء «باب الحارة» في زمن العولمة ولغة التعقيد وتفكّك العلاقات الإجتماعية. ولهذا شعر الناس بالحنين عند مشاهدتهم لنظام الحارة الضيّق التي تشعرهم بالحميمية والمحبة لبعضهم. وفي نفس كل عربي حارة بما فيها من قيم حقيقية تشدّه لما كان يعرض في مسلسل «باب الحارة»، فهو لامس مشاعر الناس في كل البلاد العربية وهذا يكفي ليحقّق مثل هذا النجاح.

> قال أحد النقّاد بأن العرب قد خلعوا رداءهم الأصلي الذي كانوا يعيشون فيه دون أن يرتدوا آخر، ووجدوا رداءهم الذي يحنّون إليه دائماً في «باب الحارة» وهذا سبب نجاح العمل، فهل تؤيّد هذا الكلام؟

ـ «باب الحارة» ليس صورة حقيقية لزمن ومكان محدّدين. كثيرون قالوا بأن زمنها جميل وتمنّوا العيش فيه، وعملياً ما قدّم في «باب الحارة» ليس موجوداً بشكل دقيق وبكل تفاصيله. وهذا يشبه الى حد ما الشعارات التي نردّدها دائماً في تاريخنا والتي قد لا تكون موجودة في واقعنا المعاش مثل العزة والكرامة والمروءة فتاريخنا مليء بالمشاكل والعيوب. وكل ما نقدّمه من أعمال تاريخية يخضع للرقابة وللغة الرقيب «المعقّمة» للتاريخ والتي تنظر إليه على أنه كامل ولا نقص فيه وهذا كذب على الناس. أنا شخصياً يهمّني أن تصل الصورة الفنية بشكل جيد وحقيقي للناس دون تزوير أو «تعقيم» للتاريخ أو للواقع المعاش.

لا أشبه «أبوعصام»

> يقال بأن جزءاً من نجاحك في تجسيد شخصية «أبو عصام» هو قربها من طبيعتك الحياتية وأن أبا عصام في العمل هو عباس النوري في الواقع. فما قولك في هذا الكلام؟

ـ لا لست قريباً من شخصية «أبو عصام» التي جسّدتها في العمل ولست مثالياً بهذا الشكل، (يضحك) ولست أصلع مثله لا شك بأنني من الداخل مؤمن بشخصيته ولكنني لم أتعرّض إلى تجاربه في حياتي الشخصية. فأنا لم أطلّق ولن أطلق زوجتي كما فعل أبو عصام، (ويضحك ممازحاً) «أصلاً العصمة ليست في يدي». أبو عصام قريب جداً من شخصية والدي حفظه الله وهو يمتلك بعض سماته مثل تحلّيه بالحكمة والصبر، مع أن والدي أحياناً يكون لديه كثيرمن الإنفعالات وكان يقول لي دائماً هل تعرف ما هو العقل؟ هو الصبر. وشخصية أبو عصام مثالية وتمتصّ التجارب وتستفيد منها لتعيد ضخّها فيما بعد للآخرين، وأبو عصام ليس آخر رجل فاضل وليس آخر الرجال المحترمين وهو مثال يحتذى في هذه الحياة .

> بعد مشاهدة العمل، هل تراكمت لديك ملاحظات عليه؟

ـ بالتأكيد لدي ملاحظات عليه وعلى كل ما أشارك به من أعمال وليس في «باب الحارة» فقط، فأنا دائماً أسعى نحو الأفضل والأجود ولكنني في العمل أكون ممثلاً وحدود شراكتي مع المخرج تتوقّف عند حد ما. ولكن القرار النهائي هو للمخرج فهذه مسؤوليته بالكامل. ببساطة شديدة لا زلت حتى الآن أختلف مع المخرج بسام الملا في رؤيتي لكيفية تقديم العمل. ولا شك بأن اختلافنا فني بحت، وبالمحصّلة كانت لي مجموعة من الملاحظات على العمل ولكنه صاحب الرأي الأول والأخير فيه والمسؤول عنه، فمثلاً كنت ميالاً لتطعيم العمل بمادة أغنى على المستوى الوطني ولأن نقترب ولو بشكل فاتر من الأجواء الفرنسية في ذلك الوقت، ولكن المخرج أحبّ أن يبقي العمل في إطار اجتماعي عائلي ليشعر الناس باجواء مليئة بالراحة الإجتماعية، وأعتقد بأنه كان محقاً في ما قدّمه من رؤية فنية للمشاهدين.

> قيل إنه من أسباب نجاح العمل كونه كان وجبة دسمة وسلسة وليس فيه تعقيدات اجتماعية وتفاصيل كثيرة فهل توافق على هذا الكلام، ولماذا فشلت الأعمال الدمشقية الأخرى التي تحدّثت عن البيئة الشامية؟

ـ أرى أن البساطة هي منتهى التعقيد فليس سهلاً أن تصل إليها دائماً.

لا أعتقد أن وصف العمل بأنه سهل ذم له بقدر ما هو مديح، وبطبعي

لا أحب أن أقارن «باب الحارة» ببقية الأعمال التي قدّمت لأن هذا يدخلنا بحقل ألغام والخروج منه ليس سهلاً. وبرأيي الأعمال الأخرى التي شاركت فيها و منها «الحصرم الشامي» كانت أكثر أهمية من «باب الحارة» كما إن مسلسل «الإجتياح» كان مهماً أيضاً وكذلك مسلسل «ممرات ضيقة»، وكلّها تحمل قضايا أكثر أهمية من «باب الحارة» حتى أنها على المستوى التقني والبصري قد تتفوّق عليه. ولكن لله في خلقه شؤون فهذه المسائل قد تقف عندها بحيرة، وعلينا أن نستعين بمن يستطيع أن يفكّر وبشكل محايد في الأثر النفسي الذي تركه نجاح العمل فنحن الآن لا نستطيع أن نفكّر بموضوعية، وبعد عام قد نستطيع أن نكتشف سرّ تعلّق الناس بهذا العمل بالذات .

> يقولون إن المواطنين في كافة الدول العربية كانوا يضبطون ساعاتهم على مسلسل «باب الحارة» في رمضان، فما الذي شدّهم للعمل؟

ـ لا شك بأن العمل أحدث شيئاً غير طبيعي في حياة الناس، وعوّضهم عمّا افتقدوه في كثير من الأشياء في حياتهم الواقعية، حتى أنهم قالوا إن العمل ينافس الزعامات في المنطقة العربية.

> حدّثنا قليلاً عن كواليس العمل أثناء تصويرك دور أبو عصام؟

ـ حلقت شعري لأبدو أصلع في «باب الحارة» لأنها أقرب طريقة للوصول إلى الواقع في تقديم رجل أصلع، حيث لم يكن للماكياج أن ينجح في تشكيل شخصية وشكل رأس أبوعصام. فأنا في الحقيقة صاحب شعر كثيف ولست أصلع فاضطررت لحلق رأسي بشكل يومي عدّة مرات لكي تلمع الصلعة وتكون واقعية. كنت أتعب كثيراً من هذا الأمر بالإضافة لهمّ الحلاقة كانت توضع طبقة الأساس والماكياج فكان رأسي يكاد يختنق وكنت أتضايق كثيراً. وتمنّيت لو كنت في كل مشاهد العمل مرتدياً الطربوش لأريح رأسي من هذا الهمّ اليومي الذي بات يقلقني. وهذه الحلاقة اليومية سبّبت لي ظهور البثور والحساسية في رأسي وقمت بعلاجها وعلى حسابي الخاص بعد الإنتهاء من العمل وشفيت منها.

شاركت بإخراج «باب الحارة»

> سمعنا أنك قمت بإخراج جزء من مسلسل «باب الحارة»، فما مدى صحّة هذا الكلام؟

ـ هذا الكلام صحيح، فقد قمت والمخرج سيف سبيعي وعلاء الدين كوكش بإخراج أجزاء من «باب الحارة» أثناء مرض مخرجه بسام الملا، وما قمنا به هو في الواقع إدارة للعمل، وكلنا عملنا ضمن رؤية المخرج الملا. وقد عملت على إخراج العمل لمدة شهر كامل، وكنت أرى بسام الملا بعيني عباس النوري. نحن كما قلت لم نكن إلا منفذين فقط لرؤية المخرج.

> وقّع المخرج بسام الملا عقداً لتصوير الجزء الثالث من مسلسل «باب الحارة» مع قناة الـ mbc، هل سيكون لك دور فيه؟

ـ حتى الآن لا علم لي بما سيقومون به ولا أعتقد بأنني سأكون قادراً على الإجابة على هذا السؤال، وعندما أوقّع عقداً معهم سأتكلّم ولكنني للآن لم أوقّع أي عقد للمشاركة في الجزء الثالث من «باب الحارة».

> ما هو موقفك من الخلافات التي جرت بين المخرج بسام الملا والمنتج هاني عشي منتج الجزءين الأول والثاني من «باب الحارة»، بسبب توقيع الملا عقداً منفرداً لينتج بنفسه الجزء الثالث من العمل؟

ـ هذا الكلام يؤذي الطرفين المنتج والمخرج خصوصاً إذا تطوّرت الأمور لمهاترات بينهما عبر الصحافة. فليس المنتج هاني عشي صاحب شركة «عاج للإنتاج الفني» ولا المخرج الملاّ هما صاحبا الحق في احتكار الجزء الثالث لأي منهما، ولكن صاحب الحق هو كاتب العمل فهو الذي يكتب النص ويبيعه لأي شركة إنتاج وأي قناة يشاء وقد يعمد لتغيير المخرج وهذا حقّه. وعملياً بسام الملا وقّع العقد لشركته الخاصة مع المؤلّف لإنتاج جزء ثالث وهذا حقّه.

بسام كوسا ليس السبب

> حقّقت نجومية مطلقة هذا الموسم في «باب الحارة» كما قيل، بسبب غياب النجم بسام كوسا لانتهاء دوره في الجزء الأول، فهل توافق على هذا القول؟

ـ المسألة ليست بهذا الشكل والجمهور لا يختار بطريقة عشوائية نجمه ومن يحبّه في عالم الفن. وأنا أحترم الجمهور وغايتي هي استمتاعه ولا شيء سوى ذلك من شعارات زائفة. غياب بسام كوسا عن العمل كان أوتوماتيكياً ومنسجماً مع الحكاية، فالشخصية التي لعبها باقتدار جداً في الجزء الأول وهي «الإدعشري» ما زالت محفوظة في الذاكرة حتماً، ففي الخليج العربي عندما قابلني الناس في آخر رمضان دعوني لمجلس عزاء سنوية «الإدعشري». فكان هذا مضحكاً وجميلاً حيث إن الناس لم ينسوا بطل العمل الذي مات في جزئه الأول وهو لا يزال حياً في ذاكرتهم بل ويصطنعون ذكرى سنوية لموته. فليس غياب بسام كوسا هو الذي سمح لي بالظهور على الإطلاق. بل على العكس لو كان بسام كوسا موجودا في الجزء الثاني لزاد نجاح العمل وبشكل مشترك.

> كتبت مسلسلاً تستعدّ لتقديمه هذا العام بعنوان «أولاد القيميرية»، هلاّ حدثتنا قليلاً عن مشروعك الجديد؟

ـ هو عمل دمشقي سيكون من إخراجي بالكامل وتجري أحداثه في الزمن العثماني في ولاية دمشق. ويتعرّض لأحداث حقيقية للغاية ومستندة إلى وثائق، والعمل مثير ويقع في ستين حلقة وأنا سأكون مخرجاً له ولن أجسّد فيه أي دور وهو من تأليفي أنا والكاتب حافظ قرقوط عن قصة كتبتها زوجتي عنود خالد. والعمل الآن قيد التنفيذ وقد اعتمدت عرضه وإنتاجه قناة فضائية عربية هامة ونحن بصدد اختيار من سيعمل فيه حالياً من الممثّلين السوريين.

> هل يعني ذلك أن ما تمنّيت قوله في «باب الحارة» ستقوله في مسلسلك «أولاد القيميرية»؟

ـ أنا لا أقدّم عملاً على شاكلة هذه الأعمال أبداً. «أولاد القيميرية» سيكون مختلفاً وسيقدّم رؤية مختلفة عما قدّمت في «باب الحارة» ولن يكون تقليداً لأحد، وهي دراما لي وليست لمخرج آخر.

> هل يعني هذا أنك لن تشارك في «باب الحارة» مجدداً لأنك ستكون مشغولاً بعملك الجديد؟

ـ لا أستطيع الإجابة لأنني لم أحسم أموري بعد ولكن الأولوية هي لعملي «أولاد القيميرية» .

> تؤدّي حالياً بطولة المسلسل التاريخي «أبو جعفر المنصور»، حدّثنا عن عملك الجديد؟

ـ هذا المسلسل من إنتاج تلفزيون قطر وهو عن نص للكاتب الأردني محمد البطوش والإخراج لشوقي الماجري. ويتحدّث عن أول انقلاب سياسي حدث في دولة العرب بعد سقوط الدولة الأموية حيث كان أبو جعفر المنصور واحداً من أهم قادة دولة بني العباس وباني مدينة بغداد، وعملياً المسلسل يتحدّث عن حياته الشخصية.

أحيي المخرج حاتم علي

> هل تابعت أعمالاً درامية مصرية وسورية هذا الموسم، وما الذي شدّك منها لمشاهدته؟

ـ شدتني مسلسلات «قضية رأي عام» و«الدالي» و«الملك فاروق». أما على المستوى الفني فإنني أرفع القبعة للمخرج حاتم علي ومعه تيم حسن في هذا المسلسل، فهو مسلسل مصري بتوقيع سوري مئة بالمئة ويليه عملا نور الشريف ويسرا. أما تجربة يحيى الفخراني فلي فيها رأي آخر حيث إنه أكبر من العمل الذي قدّمه بكثير وكنا ننتظر وما زلنا ننتظر منه الأفضل، والحقيقة أن هذا العمل لم يكن جديراً به. وفي هذا العام شدّني الظهور الهائل للدراما الخليجية، وهذا يدلّ على وجود كم من المتحمّسين لعمل شيء جديد فنياً في الخليج، وأنحني احتراماً لهذه الدراما الصاعدة والمنافسة مستقبلاً.

> قيل بأنك دعيت مرات عدة للسفر والعمل فنياً في مصر كغيرك من النجوم السوريين، فلماذا تتردّد في السفر للعمل بمصر حتى الآن؟

ـ الحقيقة لدي عدّة مشاريع للعمل في مصر وهي قيد الدراسة ولم أحسم أمري بشأنها بعد.


زوجتي ناقدة مزعجة


> لنتوجّه إلى الأسئلة الخاصة بك وبعائلتك. بصراحة هل تغارعليك زوجتك من نجاحك في «باب الحارة» وبالتالي من زيادة عدد المعجبات بك في العالم العربي؟

ـ «باب الحارة» قدّمني كرجل أصلع وبالتالي لن تغار زوجتي علي وكان من الممكن أن تغار علي عندما شاركت في«ليالي الصالحية» حيث كان شعري كثيفاً. الواقع أن زوجتي لها أثر في نجاحي وهي دافع مهم جداً في حياتي الفنية، وهي أول المنتقدين لي ولا تجاملني في شيء وتقول رأيها بأعمالي بصراحة كاملة وأحياناً تكون مزعجة في نقدها.

> هل تشبه تصرّفات عباس النوري في منزله شخصية «أبو عصام» التي شاهدناه في «باب الحارة»؟

ـ ليس كثيراً وربما أشبه شخصية «أبو عصام» بنسبة أربعين في المئة وإذا أردتم التأكد إسألوا زوجتي.

> هل أنت ديمقراطي أم متشبّث برأيك وديكتاتوري في منزلك؟

ـ لا أبداً. أنا ديمقراطي بكل شيء إلا بما يخصّ مصلحة أولادي وفي ما عدا ذلك أنا ولد من أولاد هذا المنزل.

> هل تشارك زوجتك في أعمال المنزل من غسيل للصحون وطبخ مثلاً؟

ـ كنت في السابق أحب غسيل الأواني المنزلية ولكن كان هذا يزعج زوجتي فتعتقد بأنني أشك بنظافة غسيلها للأواني، ومع ذلك كانت تعود وتغسلها مرة ثانية. أما بالنسبة للطبخ فأنا مسؤول عن تحضير الفول وأنواع الفتات بالحمص يوم الجمعة، وأنا أهم من يقلي البيض في هذا العالم.

> كيف تصف لنا علاقتك بعائلتك وزوجتك داخل المنزل؟

ـ كان لدي تقليد رافقني عدة سنوات وبسبب كثرة مشاغلي لم أعد أقوم به، وهو أن أجمع العائلة في يوم محدّد من الأسبوع للنقاش بصراحة وكأننا أصدقاء حول أكثر ما يزعجنا من بعضنا البعض في المنزل، وكانت جلسة انتقاد حيث يقول كل منا رأيه في الآخرين. فكنت دائماً أخرج خاسراً من النقاش لأنني أكون أكثر المنتقدين في المنزل.

> عملك يجعلك تغيب كثيراً عن منزلك، فهل أثّرهذا على حميمية علاقتك بالعائلة؟

ـ حتماً نجاحي يجري على حساب حياتي العائلية، ولكن الحمدلله لدي زوجة مثالية وهي تقوم بممارسة وظيفتيّ الأب والأم أثناء غيابي ولها كل الفضل في تربية أولادنا. وإذا كان في هذا البيت «نفس طيب» فهو نفس زوجتي وليس أنا على الإطلاق.

> هل تقلق عليك زوجتك أثناء سفرك للعمل والتصوير خارج سوريا؟

ـ لا شك تقلق علي وهي دائماً على تواصل معي للإطمئنان على صحتي وراحتي. وأنا كذلك أطمئن عليها وعلى أفراد أسرتي، (يتحدّث مازحاً) فأحياناً فاتورة هاتفي عندما أسافر تكاد تخترق ما أتقاضاه من أجر على عملي الفني.

> أخيراً ما هي مشاريعك الفنية التي تستعد لها الآن؟

ـ بالإضافة إلى مشروعي «أولاد القيميرية»، لدي مشروع تصوير الجزء الثاني من مسلسل «الحصرم الشامي» الذي سيقفز بنا إلى مئة عام لنرى الحصرم الشامي كيف تطوّر بعد مرور هذه الأعوام من أحداث الجزء الأول، وهو لن يكون كمسلسل «باب الحارة» في استكمال الرواية المقدّمة للناس. وفي الجزء الثاني سأقدّم شخصية أخرى مختلفة عما قدّمته في الجزء الأول.

> بداية، نودّ أن نعرّف القرّاء على عنود خالد زوجة النجم السوري عباس النوري؟

ـ الحقيقة أنني متفرّغة للمنزل ولتربية أولادي فقد تركت الدراسة الجامعية بسبب رغبتي بالتفرّغ لعائلتي. لدي ثلاثة أولاد أكبرهم ميّار.

> كزوجة لنجم عربي، كيف ترين زوجك داخل المنزل وخارجه؟

ـ خارج المنزل هو نجم في نظري وأما داخله فهو زوج وأب مثالي وكريم لحد كبير. وهو عصبي جداً أيضاً ولكنه بالوقت نفسه طيّب ومعطاء ويحب الخير للجميع ولو على حساب نفسه. وأنا أفتخر به وبحب الناس له.

> متى ينزعج ومتى يفرح عباس النوري؟

ـ في كل لحظة قد ينزعج وقد يحصل ذلك أثناء قيادته السيارة بسبب قيادة الآخرين السيئة، فأي شيء ممكن أن يجعله عصبياً ولكنه يعود لطيبته بسرعة قصوى.

> في المنزل هل يزعجه أن تطبخي له طعاماً لا يحبّه أو لا يتقبّله أصلاً؟

ـ لا أبداً، فهو لا يعترض على أي طبخة، ولكن ما يزعجه هو عدم التزام أولادنا بالحضور معنا على مائدة الطعام أو تأخّرهم بالعودة للمنزل. إنه يساعد الجميع في المنزل ويحثّهم على اتخاذ قرارات مشتركة لأنه ليس أنانياً في تعامله معنا.

> هل يتدخّل في كل شيء بالمنزل وهل يزعجك تدخّله هذا؟

ـ عباس يتدخّل في كل شيء وأكثر ما يزعجه هو ألا نخبره ببعض الأمور التي قد تجري في المنزل حرصاً منا على صحته مثلاً أو لأنها قضية بسيطة ولا داعي لنقلقه بها، ولكنه بحدسه يعرف من وجوهنا أننا نخبىء عليه أمراً ما. وهو لا يعزل نفسه عن أي شيء في المنزل وحتى عندما يكون خارج سوريا فإنه يبقى على اتصال بنا بشكل دائم ليعرف كل ما يجري في منزله وكل تحرّكات أولادنا ووضع دراستهم وأوقات تناول طعامهم وصحتهم. وهذا دليل على ارتباطه بعائلته وحبّه الشديد لها، وطبعاً نحن نبادله نفس الشعور لأنه أب وزوج مثالي.

> هل يساعد أولاده في دراستهم؟

ـ لا يساعدهم لأنه غير متفرّغ ولا وقت لديه بسبب إنشغاله الدائم في التصوير والعمل، وأنا متفرّغة لهم وقد أخذت على عاتقي مهمة تدبير شؤونهم العلمية ومتابعتها. وأساساً هم لا يفضلون أن يتابع والدهم تحصيلهم الدراسي لأن هذا يقلقهم. فمثلاً عندما يشرح لهم درس جغرافيا فإنه سيحول الدرس المخصّص عن منطقة ما ليصبح عن الكرة الأرضية كافة وسيعطيهم معلومات كثيرة من خارج الكتاب وهذا مزعج بالنسبة لهم. فبقاؤه منشغلاً عنهم في نظرهم (ضاحكة) هو أفضل من تدريسه لهم.

> متى تختلفين مع عباس النوري في الرأي والمواقف؟

ـ عندما أفكّر بطريقة النساء في أي شيء نختلف، فهو دائما يفضّل أن أفكّر بعقلية الرجل.

أغار على عباس

> هل يزعجك التفاف المعجبات حول زوجك؟

ـ لا شك لديه الكثيرمن المعجبات وهذا لا يزعجني، فعباس يجعلنا نعيش في طمأنينة دائمة. لا شك أن التفاف المعجبات مزعج عموماً، ولكن ما يخفّف عنا أن هذه هي ضريبة نجاحه، وحب الناس له شيء جميل ومطلوب.

> عندما ترينه في مشهد من أعماله سواء في «ليالي الصالحية» أو «باب الحارة» يدلّل زوجته في المسلسل تقارنين بين معاملته لك في الواقع ومعاملته لزوجته في العمل؟

ـ لا أقارن نفسي بأي مشهد يقوم به في التلفزيون. عباس طيّب ويحب عائلته وهوصارم في منزله. وعندما أشاهد أعماله أحب متابعة كيفية أدائه لدوره ثم نقده، وهو يستمع لنقدي ويتجاوب معه وأنا أفرّق بين العمل والواقع، وأحياناً أنسجم مع الدور حتى أنني سألته ذات مرة عندما طلّق زوجته في «باب الحارة»: هل ستعيد زوجتك في آخر العمل أم لا، وطبعاً لم يجبني على سؤالي. والحقيقة أنني لم أنتقد دوره في مسلسل «باب الحارة» لأنه كان ممتازاً.

> هل تغارين على عباس النوري؟

ـ بالتأكيد أغار عليه وطبعاً نحن نكمّل بعضنا، ولا أريد لحياتي أن ينقص منها شيء. وعباس هو حبيبي وحياتي وأبو أولادي وغيرتي عليه طبيعية مصدرها الخوف عليه وليس لدي غيرة مرضية كغيري من النساء.

> أصبحت حالياً شريكة له في مسلسل «أولاد القيميرية» كونك كتبت قصة المسلسل، حدّثينا عن التجربة الجديدة مع زوجك؟

ـ الكتابة هاجس قديم لدي وليست وليدة الساعة، وقصة «أولاد القيميرية» واقعية نبعت من أحداث حصلت في منطقة القيميرية في دمشق في العصر العثماني.