انتقادات حادة لطبيب افتتح عيادة لعلاج الشذوذ الجنسي بالقاهرة والشواذ اتخذوها مكانا للتعارف
تاريخ النشر : 2007-11-12
انتقادات حادة لطبيب افتتح عيادة لعلاج الشذوذ الجنسي بالقاهرة والشواذ اتخذوها مكانا للتعارف
الدكتور اوسم وصفي وعائلته


غزة-دنيا الوطن

وجهت انتقادات شديدة لطبيب مصري افتتح أول عيادة طبية من نوعها في القاهرة لعلاج الشذوذ الجنسي بين الرجال والسيدات، وفيما حاول بعض المثليين توظيفها للتعارف وتبادل العلاقات، اتهمه آخرون بأنه شاذ جنسيا ويتخذ العيادة وسيلة للتعرف على مثليين آخرين.

ويهدف البرنامج الذي يقدمه الطبيب إلى علاج المثليين جنسيا عن طريق تدعيم ثقتهم بأنفسهم ودفعهم للتواصل الإنساني، بعيدا عن التفكير في الجنس وإثراء الوازع الديني داخلهم، ودفعهم إلى ممارسة الرياضة.

وقال د.أوسم وصفي، اخصائي الطب النفسي (42 عاما) إنه واجه هجوما شديدا من حركات تدعم "الشواذ" في مصر، اتهمته بأنه يقف ضد حقوقهم الانسانية ووصمته بالتخلف والجهل، كما أن بعض المثليين الذين قصدوا عيادته انجذبوا إليه، وهو ما يوصف بالتعلق العاطفي.

وأضاف في تصريحات لـ"العربية.نت" أن مجلة ( ديلي ستار ) الإنجليزية نشرت تحقيقا مطولا عن عيادته، ووصفتها بأنها ترسخ عنصرية المجتمع المصري ضد الشواذ الذين يعيشون فيه.

ويقول وصفي إن عيادته تجد اقبالا من مثليين ومثليات يريدون حلا لمشكلتهم، خاصة أنه أصدر كتابا حولها بعنوان "شفاء الحب" أشاد به بعض علماء الدين الإسلامي على اعتبار أنه أسلوب جديد في التعامل مع الشذوذ وعلاجه، إلا أن آخرين انتقدوا ذلك لتبنيهم رأيا متشددا يعتبر الشواذ زنادقة ومرتدين يجب اضطهادهم وتضييق الخناق عليهم.



علاج الشواذ

واعتبر الطبيب وصفي اصراره على خوض غمار علاج الطب النفسي لهذه الفئة بمثابة تحد كبير لاقى بسببه الكثير من المشاكل. وقال" يأتيني الكثير من الشواذ الساخطين على انفسهم، والذين يرغبون في الخلاص فعلا من الحالة التي يعيشونها.

وأضاف"اختياري لعلاج هذه الحالات نابع من تحقير المجتمع لهم على الرغم من أن الكثيرين منهم يحاولون البحث عن وسيلة للشفاء، وهنا يجب أن نشير إلى حقيقة علمية هامة وهي أن التوجه الجنسي لهؤلاء غير ثابت، بمعنى أنه يمكن علاجه إذا ما مدت لهم يد العون وكف المجتمع عن تحقيرهم والتشهير بهم، مما يزيد الأمر صعوبة لديهم، فيتقوقعون على أنفسهم ويفقدون الأمل في العلاج تماما".



ملاحقات قانونية لمعالجي الشواذ

ويتابع وصفي "ممارستي كمعالج للشواذ لم تكن بالأمر السهل أبدا خاصة إذا ما عرفنا انه لا توجد شهادة طبية تعطى خصيصا لعلاج الشواذ، لأن الطب النفسي لا يعد المثلية مرضا منذ عام 1973، وذلك لأسباب سياسية بحتة قام بها اللوبي المثلي في الغرب، والذي اخترق الطب والإعلام والصحافة والفن وكان ذلك مع بداية الخمسينات من القرن الماضي".

ويشير إلى أن "العلاج الإصلاحي الذي يطبقه غير معترف به في الدوائر الرسمية الطبية، ويتم العمل به من خلال موافقة مشتركة بين الطبيب والمريض، والعلاج الوحيد المعترف به في الخارج والأوساط الطبية الأجنبية هو مساعدة الشاذ على أن يتقبل حياته بهذا الشكل ويتكيف مع المحيط الخارجي به ويتأقلم مع هويته الجنسية، لدرجة أن الطبيب الذي يحاول أن يعالج الشواذ لإعادتهم للحالة الطبيعية للبشر قد يسأل قانونيا على هذا التصرف وترفع ضده القضايا من حركات الدفاع عن الشواذ".

وردا على سؤال حول كون المثلية مرضا وراثيا أم سلوكا مكتسبا نتيجة لظروف اجتماعية أو تنشئة معينة، يقول وصفي "لا توجد عوامل محددة في حالة الشواذ، ولكن هناك عوامل مؤثرة، مثلا هناك عوامل وراثية مثل لون الشعر والعينين والطول والقصر وغيرها، وهناك عوامل بيئة يتربى عليها الطفل، وحتمال تعرضه لانتهاكات جنسية، وإجمالا، لا يولد الطفل بهذا المرض".



كيف يلتقي الشواذ؟

وأضاف: رغم الصورة الساخرة التي تقدم فيها السينما و الأعمال الدرامية المثليين جنسيا، إلا أنه من الصعب أن تلحظهم وسط جموع من الناس ما لم تكن تعرفهم جيدا أو تعاملت معهم من قبل.

ويقول د. وصفي إن "بعضهم ينتمي لطبقة المشاهير ونخبة المجتمع، ويتصرفون تصرفات طبيعية للغاية".

ويعتبر زواج المثلي جريمة جديدة ترتكب في حق ذاته وحق الآخرين، مشيرا إلى أن "معظم الأسر التي يوجد بها ابن أو ابنه مثلية يلجأ إلى تزويجهم لنفي الشائعات أو حل المشكلة، والحقيقة أنهم يرتكبون بهذا التصرف جريمة أخرى لأن المثلي في هذه الحال لا يحترم قدسية العلاقة الأسرية".

العلاج الذي يتبعه وصفي، يعتمد بشكل كبير على تفعيل هؤلاء الأشخاص في المجتمع وإعطائهم أهمية خاصة لأنفسهم كأشخاص بعيدا عن التفكير في الجنس.

ويقول" في غالب الأمر لا الجأ إلى إعطاء أدوية أو عقاقير مثبطة، ولكني اعمل فقط على إثراء الوازع الديني بداخلهم، ويكون العلاج الجماعي مفيدا بشكل اكبر في تعميق التواصل الإنساني بينهم بعيدا عن التفكير الجنسي، ولعل الرياضة من أهم التدريبات التي نعتمد عليها في العلاج".

إما عن الوقت اللازم لعلاج المثلي وشفائه تماما، فيقول د. وصفي "نحتاج في المتوسط من 5 إلى 7 سنوات من العمل المتواصل وطول فترة العلاج هي التي تجعل الكثيرين ييأسون من علاجهم، لكن الحقيقة إنهم يشفون فعلا، ولدي حالات شفيت تماما حيث عالجت العديد من المرضى ويعضهم متزوج الآن ولديه أطفال، وامتنع مرضى آخرون تماما عن هذه الممارسات طوال العامين الماضيين، وحتى الآن هم مستمرون في التحدي واثبات اكتمال شفائهم فعليا ".



العيادة ليست مكانا للحب

والطريف أن بعض المثليين الذين ترددوا على "عيادة الشذوذ" اتخذوا منها مكانا للحب والتعارف. ويقول د. أوسم وصفي ""اكون حادا جدا في التعامل مع هذه الحالات. وطردت بعض الحالات التي لم تدرك جيدا الهدف الذي نسعى إليه جميعا من خلال إعادتهم للمجتمع. لكنهم عادوا للعلاج مرة أخرى وهم نادمون على ضعف إرادتهم وانتظموا من جديد في جلسات العلاج وهم يحرزون تقدما، وأؤكد لهم دائما أن مجموعة العلاج مجموعة نظيفة ومقدسة وليست مكانا للقاء بل مكانا للشفاء " .

ويضيف "الشاذ يدرك تماما أن ما يقوم به هو حالة من الانتحار الأخلاقي تجاه نفسه وتجاه مجتمعه، ولكن بالعلاج سيعود إنسانا جديدا، حياته غير مهددة بالخطر، حيث يواجه العديد من المثليين حالات قتل بسبب العلاقات الآثمة التي يلجأون إليها مع مجهولين".

د.أوسم وصفي لا يقوم بالإعلان عن نفسه أو حتى وضع لوحة إعلانية لعيادته، وعن ذلك يقول "ما زال الأمر محرجا في مجتمع شرقي لا يعترف بهؤلاء المرضى، لذلك لا أقوم بالإعلان عن نفسي، والحقيقة أن مرضاي يتناقلون المعلومات عني، وكذلك انتشر اسمي من خلال شبكة الانترنت والمنتديات، ولقد وجدت بعض الآباء الذين يتواصلون معي في محاولة لاستجلاء بعض الملاحظات المتعلقة بسلوك أطفالهم. إذ بات الوعي اكبر بحقيقة هذه المشكلة والعمل على حلها سريعا".

وعن أعمار المترددين على عيادته يقول : " في الغالب هم من كبار السن الذين عجزوا عن إيجاد حل طوال سنين عمرهم وكانوا يخجلون منها، وأصبحت هناك ايضا شريحة من المراهقين".



اتهموني بالشذوذ

ويضيف وصفي: "أن تحديد نسبة المثليين والمثليات في مصر أو أي بلد عربي آخر هو درب من دروب المستحيل، خاصة إذا اقتنعنا تماما أنهم لا يعالجون وبالتالي لا توجد إحصاءات رسمية بذلك، اننا نتحدث عن فرد يكرهه المجتمع وينبذه ولن يعترف أبدا بحالته ما لم يواجه بها، لكنني أستطيع أن أقول أن عدد المثليين في العالم 2.4% عند الرجال و1.3 % عند النساء".

ويقول إنهم أصبحوا أكثر جرأة في الإعلان عن أنفسهم وهذا راجع إلى العولمة والسماوات المفتوحة للفضائيات وعالم الانترنت الذي أصبح يستوعبهم أكثر، وفي ظل وجود الجمعيات الحقوقية التي تدافع عنهم في الخارج .

من المدهش أن وصفي واجه رد فعل غير متوقع من الشواذ عند بداية عمله كطبيب متخصص في علاج الحالات المثلية، فقد اعتبره الكثير منهم "شاذا" ويريد التعرف عليهم بادعاء انه طبيب.

ويضيف" أنا متزوج منذ 14 عاما ولدي ولد وبنت 12، 9 سنوات، وأضع صورتي معهم في مكان بارز من العيادة".