السفير الفلسطيني بالسعودية: القادم بالمنطقة خطير.. والمملكة لا تريد رؤية حماس مع إيران
تاريخ النشر : 2017-11-27
السفير الفلسطيني بالسعودية: القادم بالمنطقة خطير.. والمملكة لا تريد رؤية حماس مع إيران
صورة ارشيفية


خاص دنيا الوطن- صلاح سكيك
أكد السفير محمود الأسدي، قنصل عام فلسطين في جدة، أنه بعد زيارة الرئيس محمود عباس للمملكة العربية السعودية، أعلنت الرياض، أنها ستواصل دعم الموقف الفلسطيني في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وهذا الإعلان جاء لتأكيد المواقف، لأنه ليس موقفًا جديدًا.

وقال الأسدي لـ"دنيا الوطن": إن القيادة السعودية، أعلنت مرارًا وتكرارًا أنه لا تطبيع مع إسرائيل، طالما لم تُحل القضية الفلسطينية، والملك سلمان بن عبد العزيز شخصيًا قال ذلك في أكثر من مناسبة، لكن هناك قوى أخرى تزعم بأن المملكة ستُطبع قبل حل القضية، هذا افتراء وشائعة ولا يمكن أن يحدث، فموقف السعودية من قضيتنا ثابت وتاريخي، والدليل سعي المملكة لتطبيق المبادرة العربية، التي هي صاغتها وقدمتها لحل الصراع العربي- الإسرائيلي، والكرة الأن في الملعب الأمريكي والإسرائيلي، وليست في ملعب العرب.

وشدد على أن القادم في المنطقة خطير والأزمة كبيرة، ويجب أن نكون كفلسطينيين يدًا واحدة وعلى كلمة واحدة، وهذا الأمر يُريح السعوديين والمصريين ومن يدعم القضية، خصوصًا من القوى العربية الكبرى.

وعن لقاء الرئيس بالأمير محمد بن سلمان، ذكر السفير، أن ولي العهد أكد هو الآخر على أنه ليس فقط لا تطبيع مع إسرائيل دون حل قضية فلسطين، بل إنه لا أي علاقة أو حديث مع الإسرائيليين بدون حل القضية الفلسطينية، وكذلك وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أعلن عندما سُئل عن موقف بلاده من التطبيع، قال أثناء وجوده مع الرئيس عباس بزيارته الأخيرة: إنه لا تطبيع مع إسرائيل، مهما كانت الظروف، وما دون المواقف الرسمية، لا يُعترف فيها، ولا يُؤخذ بها، على حد تعبير السفير.

وتابع: الكل السعودي ينظر إلى إسرائيل على أنها بلد مُعادية ومُحتلة لأراض عربية، والمملكة لن تسمح لأحد بأن يطبع على حساب قضيتنا.

وأوضح أن الرئيس عباس أعلن للقيادة السعودية، أن الشعب والقيادة الفلسطينية، مع المملكة السعودية، ومع مواقفها، وما تراه مناسبًا في المنطقة.

وعن العلاقة ما بين السعودية وحركة حماس، قال السفير محمود الأسدي: إنها قطعت شوطاً جيداً خلال فترة من الزمن بهدف تحسين شكل العلاقة، لكن بعد ذهاب حماس لإيران، صاحبه عتب شديد من قبل المملكة، لاسيما في ظل صراعات المملكة في المنطقة، فإنها تُفضّل كبلد يحتضن القضية الفلسطينية، أن يتم النأي بالقضية عن أي خلاف، وألا تكون حماس ضمن هذا الصراع، وألا تدخل في محاور المنطقة.

ولفت إلى إن أسباب الزيارة الطارئة، كان لأن الأوضاع في المنطقة كلها طارئة ومفاجئة للجميع، فهناك أبواق كثيرة كانت تدعي بأن المملكة مبتعدة عن القضية الفلسطينية، فيما الزيارة جاءت تأكيد على أنه القضية الفلسطينية كانت ولا زالت أولوية لدى السعودية، وأنه حتى في بدايات الانقسام المملكة جمّعت الرئيس محمود عباس والسيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس آنذاك، ودعمت في اتجاه رأب الصدع الفلسطيني، وأيضًا قدمت مبادرتها بالمصالحة الفلسطينية، وهي اليوم تبارك إنجاز المصالحة بل وتدعم في تمويل المصالحة، وكانت تتواصل مع جمهورية مصر العربية "راعية المصالحة" في هذا الشأن.

وأشار السفير الأسدي، إلى أن السعودية أعلنت، قبل عدة أيام، أنها سترفع من دعمها لخزينة السلطة بـ 20 مليون دولار، بدلًا من سبعة ملايين، لافتًا إلى أن هناك التزامات سعودية قائمة بإعادة إعمار قطاع غزة، وزيادة الاستثمارات في مناطق السلطة الفلسطينية، والأخوة السعوديون وعدوا بعد إتمام المصالحة بأن يكون لهم أسبقية في زيادة الدعم والتمويل للسلطة الفلسطينية ومؤسساتها.

وعن الأزمة اللبنانية، قال: إنه بشكل عام فلسطين قدمت النصائح في الأزمة اللبنانية وللأطراف المعنية، لكن لم تتدخل في هذا الأمر لأنه شأن لبناني خالص، خصوصًا وأن الوضع في المنطقة لا يحتاج مجازفات، ولأن لبنان يحوي مئات الآلاف من الفلسطينيين اللاجئين، ويتطلب من القيادة الفلسطينية إبعادهم عن أية مخاطر تحدث في المنطقة، وكان من باب النصيحة للبنانيين والسعوديين، أن فلسطين مع التوافق العربي الكامل.

وختم السفير الأسدي حديثه قائلًا: العلاقة بين فلسطين والسعودية تاريخية، ولا يمكن لأحد أن يؤثر عليها، والذي كان المشرف على العلاقة الفلسطينية- السعودية الأمير سلمان، وكان أيضًا رئيس اللجنة الشعبية المعنيّة بأسر الشهداء والأسرى طيلة 50 عامًا، وها هو يكمل طريقه في حماية القضية الفلسطينية بحكمه للمملكة العربية السعودية، رغم أن الهموم ازدادت والأزمات تضاعفت، ورغم ذلك الملك يوّلي الفلسطينيين أهمية وأولوية عن غيرهم.