عفة اللسان
تاريخ النشر : 2017-11-16
عفة اللسان
رئيس التحرير عبد الله عيسى


بقلم عبد الله عيسى
رئيس التحرير 

تُعتبُر عفة اللسان من أهم العناصر المطلوبة في عمل السياسيين والفنانين والمواطن العادي، ومع هذا نراها غائبة هذه الأيام على كل المستويات، فالشتائم البذيئة والجارحة هي العنصر الغالب لأتفه الأسباب بل والاتهامات أيضاً .

وأذكر من السياسيين الشهيد فيصل الحسيني، الذي كان معروفاً بعفة اللسان، حتى لمن يبادر إلى شتمه، لم يكن يرد بالمثل، ويذكر الدكتور أحمد الطيبي عضو الكنيست العربي هذه الصفة جيداً عن الشهيد الحسيني.

وأذكر أن الفنان المصري حمدي أحمد، وهو من الفنانين المثقفين في مصر، روى حادثتين عندما توفي الفنان يحيى شاهين، أنه كان غاضباً جداً بسبب ما يسمى في اللهجة المصرية "دق نذالة" من أحد الفنانين.

ويقول حمدي توقعت من شاهين أن يشتم بألفاظ بذيئة، وأن يصرخ ولكنه لم يفعل هذا، فلحقت به إلى غرفته وكان غاضباً جداً، وأنا أتوقع أن ينفجر في وجهي ويشتم هذا الممثل، فسألته ماذا حصل فإذا به يجيبني بكلمة واحدة "فلان طلع مش كويس" قال: فصدمت من ردة فعله المحترمة جداً.

وأنا أتخيل ردة فعل أي ممثل آخر لو حصل معه "دق النذالة"، والحقيقة أن عدم عفة اللسان تناقض أساساً حرية الرأي، فيكفي أن يكتب أحدهم كلمة لا تعجب الآخرين، فتنهال عليه الشتائم من كل الجهات.

كما حصل معي شخصياً مؤخراً من أناس لا أعرفهم، لأنني كتبت ما لا يروق لهم، وأريد أن أقول كما الفنان يحيى شاهين "فلان طلع مش كويس" وأتمنى من الله أن يُعطينا عفة اللسان، وألا ننزلق إلى ما ينزلق إليه الآخرون.