بالصور:" لسه هعيش"حملة شبابية تساهم في العلاج النفسي لمريضىات السرطان بغزة
تاريخ النشر : 2017-08-29
بالصور:" لسه هعيش"حملة شبابية تساهم في العلاج النفسي لمريضىات السرطان بغزة
حملة " لسه هعيش"


خاص دنيا الوطن- لؤي رجب
" لسه هعيش" حكاية المرأة مع" السرطان" الخبيث الذي يسلب جسدها فجأة، ويسلبها جمالها، بهذا المعني جاءت حملة فريق "مسار" في قطاع غزة، وهي حملة تدعم النساء المصابات بمرض "السلطان" لتبرز الجانب الجميل في الأنثى المصابة، وحقوقها المجتمعية، وتعزيز نفسها، فرغم المرض إلا أن هناك امل بالشفاء.

الاخصائية النفسية غادة بن سعيد منسقة فريق "مسار" لدعم مرضي السرطان، والتي حصلت على درجة ماجستير "علم نفس " تناولت طريقة جديدة لتجسيد المعاناة الداخلية عند مريضات السرطان، حيث قدمت نموذجا مختلفا لمحاربة السرطان، ومن خلال الصورة استطاعت التأثير بشريحة كبيرة من المجتمع الغزي بشكل عام ومريضات السرطان بشكل خاص في السعي لتغير النظرة السلبية الموجودة نحو مريضات السرطان.

القصة مع المرض

وتسرد غادة قصتيها مع مرض السرطان قائله: "في عام 2013 دق المرض بيتنا، حيث اصيبت إمي بسرطان الغدد، وتم خضوعها للعملية الجراحية لاستئصال الجزء المصاب ومتابعة علاجها داخل مستشفيات الاراضي المحتلة عام48، حيث كان خبر مرض امي مفاجئ، ومؤلم منذ لحظة اكتشافه وتشخيصه مرورا بالعلاج، فقد عانت   من اكتئاب وكره للحياة وفقدانها الأمل بالشفاء، وعلى أثرها دخلت بحالة من الهروب والدهشة، لكن بحمد لله تجاوزت هذه المرحلة، وساعدت امي على تجاوزها، لذلك اصبحت لدي رغبة لمعرفة هذا المرض واسبابه وعلاجه ،وأصبحت أبحث وادرس عنه.

وتابعت: بدأ دعمي لمرضي السرطان اثناء دراستي الجامعية، حيث كانت البدايات الفعلية لي كمتطوعة تدعم مرضي السرطان نفسيا، حيث طبقت برنامجي الارشادي النفسي فرأيت أن هناك بوادر للفرح وانني استطعت التأثير بهم وأدركت مدي احتياجهم للدعم النفسي وكم هو مهم لهم، فبدأنا بتكوين فريق مسار لدعم مرضي السرطان ليفيد اعداد كبيرة من المرضي نفسيا.

وقالت بن سعيد في حديث خاص لـ"دنيا الوطن":" دراستي للماجستير أتاحت لي فرصة كبيرة لاكتشاف ذلك المرض الخبيث بشكل معمق وأوسع، وقدمت رسالتي التي انتهيت منها 2016 "فاعلية برنامج ارشادي نفسي مقترح لتخفيف حدة الاعراض الاكتئابية وقلق الموت لدي الاشخاص المصابين بسرطان الدم اللوكيميا بغزة "

التأقلم والتعايش

وأشارت بن سعيد الى أنه كان من أبرز نتائج دراستها تلخصت بمدي مقدرة مريض السرطان على التأقلم والتعايش مع المرض، بحيث كلما كان المريض قادر على التأقلم والتعايش مع مرضه كانت معنوياته وحالته النفسية جيدة، كذلك الايمان بالله والايمان بالقضاء والقدر وتوكيل كل اموره لله فان ذلك يساعد المريض بشكل كبير للاستجابة للعلاج النفسي والدوائي وتابعت:" ونحن على اعتاب تقدم تكنولوجي وطبي كبير فكل ما كان محال بالقدم أصبح سهل بالحاضر فالاكتشافات العلمية والطبية المختصة بالسرطان ساعدت الكثير بالشفاء من هذا المرض حسب فولها.

وأشارت الي أنه ومن خلال الحملة وتقديم مجموعة من الصور تم تجسيد جزء من المعاناة الداخلية وكيف تم تحويلها لشيئ جميل وجانب مشرق مليء بالإيجابية والسلام وأنها قادرة على التعايش والتأقلم مع المرض وهزيمته، مشيرة الى ان هدف الحملة هو مساندة ودعم مريضات السرطان، والتأكيد على حقها بالزواج وتكوين عائلة سعيدة وقمع كل فكر يشوه شكل الأنثى ويحاول التقليل من شأنها.

  صدى كبير

وأشارت الى أن "حملة"لسه هعيش" هي من أكثر الحملات الي لاقت صدي كبير بين السيدات المصابات، لافتةً الي الحملة تبلورت عندي عندما كنت متواجدة داخل مستشفى الرنتيسي لاحظت بعض السيدات زوجها قد تزوج عليها، إضافة الى أن بعض الفتيات المصابات بسرطان الثدي يتخوفن من عدم حصولهن على زوج وعائلة نتيجة لبعض الافكار الخاطئة المسيطرة على عقول بعض الأشخاص، وانها فقدت جزء من جسمها فهي انسانة غير مناسبة للارتباط، كذلك الحال لبعض المتزوجات بمجرد استئصال الثدي يتم اهمالها او البحث عن زوجة أخري، ومن خلال استخدام الورد أردنا اظهار المعاناة الداخلية عند مريضات السرطان وتحويلها الي شيء جميل ايجابي يوحي بالأمل فاستخدمنا فكرة الورد بما يحمله من معاني جميلة واردنا ان نوصل رساله ان كل انثي جميلة رغم المرض

مساهمة المجتمع

وأكدت أن المجتمع يسهم في التأثير بفئة مرضي السرطان، ولان المجتمع فئات وعقول مختلفة ينقسم الي قسمين في نظرتهم لمريض سرطان، جزء يساند ويدعم مريض السرطان ويطالب بحقهم بالعلاج والعمل والمعاملة الحسنة وهذه الشريحة تحمل الطابع الانساني بجدارة

بينما القسم الاخر فهو الأخطر حيث ينظر للمصاب على انه شيء أصبح بلا أهمية وبلا هدف وأن أيامه معدومة، وان الموت حلال على المرضي، حيث، إن البعض عند سماعهم لكلمة سرطان تجده يقرأ المعوذات والرقية الشرعية وإذا اصيب أحد افراد اسرته يتم عزل المريض عن الاخرين ومعاملته كأنه اسير حرب بلا رحمة ولا شفقه.

كما أوضحت أن العادات والتقاليد أسهمت في تفاقم النظرة السلبية لمريض السرطان وخاصة فيما يتعلق بالفتيات والسيدات المصابات وحرمانهن من حقوقهن فهي مريضة لا يحق لها الزواج إذا متزوجة تطلق او يبحث عن اخري كاملة الجسد والصحة.

وأوضحت أن مجتمعنا ذكوري، فعندما يصاب الرجل بالمرض الكل يتفاعل معه، بعكس المرأة عندما تصاب بمرض السرطان فإنها تصاب مرتين مرة في الجسد حين يصيبها السرطان ومرةً في نفسها حين يهجرها أو يطلقها شريكها فإنها.

مبادرات قادمة

وأكدت أنه سوف يكون هناك مبادرات قادمة وستكون على شكل حملات لدعم مريضات السرطان، وقد تكللت بدايتها بمبادرة "جميلة والذئب" مرورا بمبادرة "لسه هعيش"، إضافة الي بعض الحملات البسيطة منها، وتقديم وجبات إفطار وفواكه لدعم أهمية الهرم الغذائي للمرضي، حيث نطمح من خلال هذه الحملات الى تغير الافكار السلبية المغلوطة حول مرض السرطان وتعزيز مكانة المرأة المصابة بالمرض.

نصائح

ووجهت الاخصائية النفسية غادة، نصيحة لكل امرأة مصابه بالسرطان: "لا تجعلي المرض يهزك، كوني أقوى منه، لتنتصري عليه، كما دعت إلى الاهتمام بصحتها من خلال المتابعة، والمواظبة على أخذ العلاجات اللازمة، وضرورة الكشف الذاتي للمرض، وزيادة الإرشاد الصحي والتثقيفي لها، وتحفيز المصابات على العمل والجد، من أجل بناء الثقة بداخلهن، حيث تهدف الحملة لنشر الوعي بان سرطان الثدي إذا تم اكتشافه مبكرا فان نسبة الشفاء تصل 100% وان السرطان ليس عار، السيدة او الفتاه انسانة من حقها الزواج والحياة وتقرير مصيرها، وخاصة بعض الفتيات المصابات بسرطان الثدي يتخوفن من عدم حصولهن على زوج وعائلة نتيجة لبعض الافكار الخاطئة المسيطرة على عقول بعض الاشخاص ،لذلك جزء من حملتنا وإعطاء المريضات إحساساً بعودة جزء من أنوثتهن، للنساء اللائي تم بتر أثدائهن، وذلك ضمن جزء من مشروع متكامل للدعم النفسي .