البطريرك ثيوفيلوس يتوجه للعليا الاسرائيلية بشأن قضية باب الخليل
تاريخ النشر : 2017-08-13
البطريرك ثيوفيلوس يتوجه للعليا الاسرائيلية بشأن قضية باب الخليل
توضيحية


رام الله - دنيا الوطن
أكد بطريرك الروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث، أن البطريركية سوف تستأنف على قرار المحكمة المركزية الإسرائيلية الأخير بشأن ما يعرف بقضية (باب الخليل)، إلى المحكمة العليا. 

جاء ذلك في مؤتمر صحفي، عقده البطريرك مساء أمس ، في مقر مطرانية الروم الأرثوذكس في العاصمة الأردنية عمان، بحسب ما جاء على موقع صحيفة القدس.

وقال البطرك في تصريحاته: "سنبدأ عملية الاستئناف أمام المحكمة العليا الإسرائيلية، حيث نثق بأن يكون هنالك قرار يستند فقط إلى الأمور القانونية والإجرائية والعدل، وستستنفد البطريركية الآن كل ما في وسعها لقلب هذا الحكم الظالم".

وأضاف: "نحن مضطرون لاتخاذ هذا الإجراء غير المسبوق، ومن خلال هذا المؤتمر الصحفي، نعلن عن رفضنا وبوضوح للحكم غير العادل الصادر عن المحكمة المركزية الإسرائيلية في قضية باب الخليل، هذه المعركة القانونية التي دامت عقداً من الزمن، أدت إلى قرار غير عادل تجاهل كل الأدلة القانونية الواضحة والراسخة التي قدمتها البطريركية، وأثبتت من خلالها سوء النية والرشوة والتآمر، هذا القرار لمصلحة الجمعية الاستيطانية "عطيريت كوهانيم"، ولا يمكن تفسيره إلا بأنه ذو دوافع سياسية".

يذكر، أنه بموجب هذه القضية، سوف يستولي المستوطنون على أضخم المباني في البلدة القديمة في القدس وهما: "فندق بترا" وفندق "إمبريال" على مدخل باب الخليل.

وأكد البطرك، أن هذا القرار الذي وصفه بالمتحيز للمستوطنين، لن يؤثر على البطريركية فحسب، بل يضرب أيضاً في قلب الحي المسيحي- حارة النصارى- في البلدة القديمة، "ويأتي في ظروف هشة ووقت حساس للغاية، وسيكون له بالتأكيد أكثر الآثار السلبية على الوجود المسيحي في الأراضي المقدسة، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تصعيد وتوتر خطير في مجتمعنا، الأمر الذي نعمل جميعاً جاهدين على احتوائه".

وتابع: "ومما يزيد من حدة قلقنا بشأن تسييس قضية (باب الخليل) هي الإجراءات الأخيرة التي اتخذها 40 عضواً في الكنيست، بتوقيعهم قبل أسبوعين على مشروع قانون مقترح للنقاش في البرلمان الإسرائيلي، وإذا ما أقر، فإنه سيقيد بشدة حقوق الكنائس في التعامل بحرية واستقلالية مع أراضيها، ويهدد بمصادرة تلك الأراضي".

وشدد على أن هذا القانون هو محاولة واضحة لحرمان البطريركية البالغة من العمر2000 سنة، وكذلك حرمان الكنائس الأخرى الحاضرة لقرون في الأراضي المقدسة، من حريتها واستقلالها المشروعين والتاريخيين، مؤكداً على أن هذا المشروع الذي لا يمكن تحمله، إذا ما تم إقراره، سيكون انتهاكاً واضحاً وخطيراً لكل معاهدة دولية تحكم المنطقة، وسيكون اعتداء مرفوضاً  على حرية العبادة.

ودعا البطرك، إلى عقد اجتماع عاجل لرؤساء كنائس الأراضي المقدسة لتنسيق رفضهم وردهم على هذه التطورات التي وصفها بالخطيرة والمخيفة، والتي لن تؤثر على المجتمع المسيحي الأصيل للأراضي المقدسة فحسب، بل على كل مسيحي في جميع أنحاء العالم الذي يعتبر القدس والأراضي المقدسة ذات أهمية وبعد روحي عميق.

وقال: "نحن لا نزال ملتزمين التزاماً تاماً بدعم مهمتنا الرعوية والروحية، كما أوكلتها إلينا العناية الإلهية، وحتى ونحن نواجه هذه التطورات غير المسبوقة والخطيرة، نطمئن مجتمعنا المسيحي في أرضنا المقدسة، وكذلك في منطقتنا الشرق أوسطية، وفي العالم أجمع، بأننا في بطريركية القدس، وأخوية القبر المقدس، سوف نبقى أوفياء لمهمتنا كأوصياء وخدم لقبر السيد المسيح المقدس وجميع المواقع المقدسة. وسنبذل كل ما في وسعنا لدعم وصون ممتلكات البطريركية وبقية الكنائس، وسنكون ثابتين في حماية الوجود المسيحي في المنطقة، فالحكم في قضية (باب الخليل)، ومشروع القانون المقترح في الكنيست على حد سواء لهما اعتداءات خطيرة على ذلك".

ودعا البطرك، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس محمود عباس، وجميع الجهات ذات الشأن، للتدخل الفوري والعاجل لضمان العدالة والحرية في هذه القضية.

وكان البطرك قد استهل حديثه في الموتمر الصحفي بالقول: "نحن هنا لنطلق هذه الرسالة من أراضي المملكة الأردنية الهاشمية، بقيادة الملك عبد الله الثاني، الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في الأراضي المقدسة استناداً لقوانين "الستاتيكو" والقوانين والمواثيق الدولية".