"هنية والسنوار"... رئيسان لحماس في غزة
تاريخ النشر : 2017-05-08
"هنية والسنوار"... رئيسان لحماس في غزة
يحيى السنوار وإسماعيل هنية


خاص دنيا الوطن - أحمد جلال
انتهت حركة حماس من انتخاباتها الداخلية، التي أفرزت إسماعيل هنية رئيساً للمكتب السياسي للحركة، ويحيى السنوار رئيساً للحركة في غزة وكلاهما من قطاع غزة، الأمر الذي يطرح جملة من التساؤلات حول تداخل الصلاحيات بين القياديين اللذين ينحدران من مدرستين مختلفتين.

"إسماعيل هنية" رئيس حركة حماس بغزة سابقاً ورئيس مكتبها السياسي الحالي، بدأ مشواره من المكتب الخاص لمؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين، ويعتمد النهج السياسي عملاً له، أما قائد حركة حماس الجديد في غزة "يحيى السنوار"؛ فهو ذو خلفية عسكرية ومن مؤسسي "كتائب مجد" النواة الأولى للجناح العسكري "كتائب القسام".

وتساءل المراقبون حول إمكانية تداخل الصلاحيات والقرارات بين الشخصيتين الأبرز والأكثر تأثيراً على القرار داخل أروقة حماس، في الوقت الذي ينتظر الحركة جملة من الملفات والقضايا التي باتت تحتاج إلى قرارات عاجلة، خاصة بعد اعلان الحركة لوثيقتها الجديدة.

حالة من الصراع

وفي هذا السياق، يقول المحلل السياسي، جهاد حرب، إن الأمر يعتمد على شخصية الطرفين بالدرجة الأولى ومدى التقارب بينهما، لافتاً إلى أنه حتى اللحظة لا توجد صلاحيات واضحة ومحددة للفصل بين الطرفين؛ خاصة مع وجودها في نفس المنطقة الجغرافية.

وأوضح حرب، في حديثه لـ "دنيا الوطن"، أن ذلك قد يخلق حالة من الصراع على الصلاحيات، كما أن كوادر الحركة سيكون لديها نفس القدرة في الوصول إلى رئيس المكتب السياسي بنفس المساحة التي تمكنهم من الوصول إلى رئيس الحركة في غزة.

وأضاف: "الزعيمان في بداية التجربة والعمل؛ والحكم عليهما ما بين التناغم والفتور يحتاج لمزيد من الوقت"، لافتاً إلى أن الملفات التي قد تؤدي للصراع تتعلق في الوضع الداخلي للحركة وملف المصالحة مع حركة فتح.

وأضاف: "الأمر مرتبط بطبيعة الشخصية وعدم وضوح الصلاحيات، الأمر الذي قد يخلق حالة من الصراع والتصنيفات داخل حركة حماس، وبالمقربين من التيار الدعوي أو التيار العسكري للحركة"، مبيناً أن معيار القرب من الجانب العسكري يعطي قدرة على تنفيذ القرارات واتخاذها أكثر من الجانب السياسي.

طبيعة الحركة 

من ناحيته، يقول المحلل السياسي، إبراهيم المدهون، إن وجود قيادتين مركزيتين في مكان واحد وإقليم واحد قد يؤدي إلى بعض التداخل؛ ولكن حركة حماس لديها تنظيم صلاحيات في القرارات إلى جانب الوعي لدى قيادة حماس، لافتاً إلى أن الحركة قادرة على توزيع الأدوار بما يتلاءم مع منصب كل شخصية.

وأضاف المدهون، لـ "دنيا الوطن": "رئيس المكتب السياسي مهماته أوسع من رئيس الإقليم، وباعتقادي أن الملفات التي سيناقشها ويتداخل فيها هي ملفات مركزية على مستوى القضايا التي تهم الوطن، وتهم حركة حماس في كل الأماكن".

وتابع: "رئاسة المكتب السياسي لها مهمات تختلف عن الأحداث اليومية في قطاع غزة، وباعتقادي هناك نوع من التفاهم بين الجانبين، سيؤدي للكثير من ترتيب الأوراق وعدم التداخل في أي من الملفات".

واستطرد: "السنوار وهنية كلاهما على علاقة وطيدة بمجمل ملفات العمل داخل أروقة حركة حماس، وهؤلاء شخصيات مركزية، كان هنية رئيساً قبل ذلك لحماس في غزة وكان الترتيب بينهما لم يشبه أي خلافات، وأي خلاف مستبعد بشكل كلي لأن إدارة الملفات تتم بتداخل وعقلانية، ووجود الطرفين في قطاع غزة، يمكن أن يسرع من حل الكثير من القضايا العالقة".

من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، ناجي شراب، أنه وبوجه عام يجب التفرقة بين رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس التي هي وظيفة سياسية بكل أبعادها وبوجودها بالخارج، وبين رئاسة الحركة داخل قطاع غزة، لافتاً إلى أن غزة لها خصوصية معينة، الأمر الذي يظهر في رئاسة المكتب السياسي وعدد أعضائه الجدد من غزة.

وأضاف شراب، في حديث لـ "دنيا الوطن": "ورئيس الحركة في غزة هو بمثابة الحاكم الفعلي لقطاع غزة في ظل سيطرة الحركة على القطاع، وبالتالي فإن صاحب القرار الأول في القطاع هو يحيى السنوار، والأكثر تأثيراً على مستوى القطاع، ومن الواضح أنه صاحب الكلمة".

واستدرك بالقول: "بيد أن القرار في حماس لا يكون فردياً بشكل كبير وبالتالي فإن إطارها المؤسساتي يفرض قيوداً على أي قرار يمكن أن يتخذ من أي شخصية منهما، كما أن تأثير الجناح العسكري الذي يظهر أنه الأقوى في حماس، يدلل على أن الأقرب للجناح العسكري يكون له التأثير الأكبر"، منوهاً إلى أنه لا يمكن ألا يكون هناك عدم تباين في وجهة النظر بين هنية والسنوار.

وتابع: "إن رئاسة المكتب السياسي تحكمها الاعتبارات الإقليمية والدولية، وتلعب دوراً كبيراً وتعطي الأولوية للمواقف السياسية، وحماس تسعى للشرعية الإقليمية والدولية، وتعطي البعد السياسي تأثيراً أكثر، أما في الشأن الداخلي فإن للبعد العسكري التأثير الأكبر، ومن هنا تكون درجة التوافق أو التباين بين الطرفين".

وقال شراب: "أعتقد أن الأولوية ستكون للبعد السياسي، خاصة أن الحركة حريصة بعد وثيقتها أن يكون لها بعد دولي وإقليمي، الأمر الذي يحتاج لدور سياسي، والتأكيد على دورها كشريك سياسي، وقضايا الاختلاف والتباين قد تكون في ملفات المصالحة والعلاقات مع إيران ومصر".

ونوه إلى أنه مع وجود مساحة الاختلاف؛ إلا أن القرار يبقى في النهاية داخل حماس له بعد مؤسساتي أكثر منه ميدانياً، كما أن القرار يبقى في النهاية لرئاسة المكتب السياسي، ولا يمكن لأي شخص أن يفرض نفسه على قرارات المكتب السياسي للحركة.