تحديد النسل دون علم الزوج.. حلال أم حرام؟
تاريخ النشر : 2017-04-21
تحديد النسل دون علم الزوج.. حلال أم حرام؟
صورة ارشيفية


خاص دنيا الوطن- ريم سويسي
لا يختلف اثنان على غريزة حب الأطفال وإنجابهم، لكن مجيء الطفل يعني الكثير من المسؤولية والارتباط والقدرة المالية والجسدية لإعالة هذا الطفل، وفي ظل الظروف المعيشية التي يحياها المواطن في قطاع غزة، فقد دفعت بعض الزوجات إلى تحديد النسل لأسباب تتعلق بطبيعة الحياة، وذلك دون علم الزوج بذلك.

فهل يعد ما تقوم به بعض الزوجات دون علم الزوج حلالاً أم حراماً في ظل معطيات التبرير لديهن، وما هي الأسباب التي قد تدفع بعضهن لتحديد النسل، وذلك بعدة وسائل لمنع الحمل؟

حالات

تقول المواطنة العشرينية (خ. أ) عن قرارها تحديد النسل دون علم زوجها: "لدي طفلة وحياتي مع زوجي ليست مستقرة إذ إن هناك الكثير من المشاكل بيننا فقررت اتباع طريقة (تركيب اللولب) لمنع الحمل دون علم زوجي فأنا لا أريد المزيد من الأطفال".

وتضيف: "نعم أخشى ردة فعله إن علم لكن من الصعب أن يعرف وأنا مقتنعة بما فعلت لأنني لا أريد إقحام المزيد من الأطفال في حياة قد لا تستمر، أعلم أنه حرام شرعاً لكن أنا فعلت ذلك لسبب".

أما السيدة الأخرى التي تروي سبب أخذها حبوب لمنع الحمل من وراء زوجها فتقول: "زوجي بخيل جداً ولا يصرف علي ولا على أولادي، معي أربعة أطفال ولا أريد المزيد منهم، حالياً أتناول حبوب منع الحمل بسبب الظروف التي نعيشها".

"أعلم أنها حرام ولكنني لا أطيق الطريقة التي يعاملني بها وأطفالي؛ لذلك لا أريد مزيداً من الأطفال"، على حد قولها.

رأي الشرع

يجزم الشرع أن هذا الفعل هو حرام فتقول الأستاذة سفين مكي المحاضرة في جامعة الأزهر تخصص فقه مقارن بكلية الشريعة: "إن علاقة الزوج بزوجته ميثاق غليظ قال تعالى: "وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا" [النساء: 21] أي عهداً وثيقاً مؤكداً قائماً على الصدق والحب والمودة والرحمة والتفاهم والتناغم ولكل منهما حقوق وواجبات"، "لذلك لا يجوز لأحد الزوجين استخدام ما يمنع الحمل إلا بإذن صاحبه، لأنه حق ثابت لكل واحد منهما، فلا يجوز لأحدهما منع الآخر من حقه بدون رضاه"، على حد قولها.

 لكنها تستدرك الحكم بالقول: "أما إذا كان في الحمل أو متابعته ضرر على الزوجة لا يمكن إزالته إلا بعدم الحمل، فيجوز حينئذ ترك الحمل بأي وسيلة مشروعة؛ لأن من القواعد الفقهية المتفق عليها أن الضرر يزال".

اجتماعياً..هل هذا مقبول؟

يعلق الأخصائي الاجتماعي من المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات محمد حلس على هذه النقطة بقوله: "الزواج من سنن الله سبحانه وتعالى في الكون أن جعل التكاثر في الأرض سنة لإعمارها وعبادة الله وحده من خلال سبيل واحد هو الزّواج الشرعي بالكيفية التي أمر الله بها في جميع الشرائع السماوية".

ويضيف، "إن الهدف الأساسي من الزواج بناء أسرة متكاملة تعيش باستقرار وسكينة، وقد شرع الإسلام الزواج لغايات وأهداف نبيلة، أسماها الإنجاب وتكثير النسل".

"ولأن مجتمعنا مجتمع شرقي يحب كثرة الإنجاب وكبر حجم الأسرة من باب التباهي بالعزوة فلا يجوز لأحد الزوجين استخدام ما يمنع الحمل إلا بإذن صاحبه لأنه حق ثابت لكل واحد منهما فلا يجوز لأحدهما منع الآخر من حقه بدون رضاه"، على حد قوله.

ردة فعل الأزواج

يقول أحد الأزواج حول هذا الأمر: "ذات ليلة اكتشفت أن زوجتي تتعاطى حبوباً لمنع الحمل، وذلك لأن طفلنا الأخير لم يكمل عامه الأول وهي تخشى الحمل، بمجرد أن علمت أنها بصدد منع الحمل دون علمي قمت بتعنيفها ورمي شريط الحبوب في القمامة أمام عينها".

"لا حق للزوجة بفعل هذا الأمر دون الرجوع للزوج فالأطفال نعمة من الله وهم وقودنا في مقارعة الاحتلال الإسرائيلي البغيض، نريد مزيداً من الأولاد لننتصر على اليهود يوماً ما".

أما أبو محمد فيعبر عن رأيه بالقول: "ربما أطلق زوجتي لو علمت أنها تعمل على منع الحمل دون علمي، فأنا الذي أقرر عدد الأطفال وليس هي".

"بغض النظر عن أي أسباب قد تكون موجودة فأنا لا أسمح لزوجتي بهذا الشيء لأن فيه نوعاً من الاستخفاف بالزوج و بالشرع أولاً".

يذكر، أن معدلات المواليد في قطاع غزة في تزايد مستمر إذا وصلت آخر إحصائية إلى  5353 مولداً جديداً في قطاع غزة خلال شهر يناير، الأمر الذي يدل على شراهة حب الإنجاب لدينا في قطاع غزة.