لقاء الرئيسين عباس والسيسي..طي صفحة الخلاف والتركيز على قمة عمان
تاريخ النشر : 2017-03-21
لقاء الرئيسين عباس والسيسي..طي صفحة الخلاف والتركيز على قمة عمان
الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي


خاص دنيا الوطن
جاءت زيارة الرئيس محمود عباس مساء أمس الاثنين، إلى العاصمة المصرية القاهرة تلبية لدعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لتنهي سيلاً من الأقاويل والتحليلات حول خلاف بنكهة "قطيعة" بين القيادتين المصرية والفلسطينية خلال الفترة القصيرة الماضية.

وتكتسب زيارة الرئيس الفلسطيني للعاصمة المصرية، ولقائه نظيره المصري أهمية استثنائية كونها تسبق انعقاد القمة العربية التي تستضيفها العاصمة الأردنية عمان في الـ 29 من آذار الجاري.

وفي هذا السياق، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح د. جمال محيسن لـ "دنيا الوطن": كان لابد من تسوية العلاقة المصرية الفلسطينية قبل انعقاد القمة العربية في الأردن نهاية الشهر الجاري لأن القضية الفلسطينية هي القضية الرئيسية على جدول أعمال القمة".

وأشار محيسن إلى أن لقاء الرئيسين محمود عباس، وعبد الفتاح السيسي يأتي في إطار التشاور والتنسيق المستمرين بين البلدين حول مختلف القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

 وفيما يخص العلاقة مع إسرائيل، أكد محيسن تمسك مصر وفلسطين بالمبادرة العربية، قائلاً: "بعيداً عما يخطط له الجانب الإسرائيلي، نحن نتمسك بالمبادرة العربية، فالعلاقة مع إسرائيل تتم بعد الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 67".

وأوضح عضو اللجنة المركزية، أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي سيرأس قمة عمان معني بنجاحها، "وإذا ما كان هناك بعض الحساسيات بين الأنظمة العربية فهو يحاول معالجتها حتى يضمن مشاركة أكبر عدد ممكن من الرؤساء والملوك والزعماء العرب في  القمة، وبالتالي فان ملك الأردن لعب دوراً مؤثراً بالترتيبات التي تتم حالياً خاصة مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب وبين الزعماء العرب".

ويرى الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي ضرورة أن تتسم العلاقات الفلسطينية المصرية بالمتانة والقوة. وقال: "الاستثناء أن يكون هناك أي جفاء أو ضعف في هذه العلاقات".

ويعتقد الصالحي أن قمة القاهرة يجب أن تعزز أواصر التعاون المستقبلي بين البلدين الشقيقين، وتدفع إلى الأمام من أجل حل القضية الفلسطينية من جهة وأيضا من أجل استقرار مصر.

وتوقع الصالحي في لقاء مع "دنيا الوطن" أن أهم الأفكار التي سينشغل بها الطرفان هي إنهاء الاحتلال والتعاطي مع الإدارة الأميركية الجديدة للضغط عليها من أجل عدم الاستمرار في سياستها المنحازة لإسرائيل، ولوقف التوجهات الموجودة لدى هذه الإدارة التي تعطي الضوء الأخضر لكل الممارسات الإسرائيلية والخروج بموقف عربي متماسك يطرح بقوة أمام هذه الإدارة بما يحافظ على القرارات الدولية الشرعية.

وعبر الصالحي عن ثقته بالأردن الشقيق وحرصه على القضية الفلسطينية، وقال: "الأردن دولة شقيقة ومن المنطقي أن تحرص على تماسك وتمكين العلاقة الفلسطينية المصرية وأن القضية الفلسطينية مركزية ومحورية يجب أن تكون في صلب التفاهمات العربية بما يحول دون طمع تنفيذ إسرائيل لمخططاتها في ظل ضعف عربي وعدم تماسك".

المحلل السياسي جهاد حرب، أكد لـ "دنيا الوطن" أهمية زيارة الرئيس أبو مازن لمصر ، معتبراً أنها تأتي في ثلاثة سياقات: الأول خاصة بعد التوترات التي سادت العلاقة المصرية الفلسطينية، والثاني يأتي قبيل انعقاد القمة العربية المقرر انعقادها نهاية الشهر الجاري، والثالث هو اللقاء المرتقب بين كل من السيسي وعباس مع ترامب.

وذهب حرب إلى أن لقاء الرئيسين أبو مازن والسيسي لا بد أنه بحث عدة ملفات أبرزها عملية السلام الإقليمي ومتطلبات أية مفاوضات قائمة بين فلسطين وإسرائيل، والوضع الفلسطيني الداخلي وإنهاء الانقسام، والأمر الآخر يتعلق بالتوترات خلال الفترة الماضية ما بين القيادتين الفلسطينية والمصرية والمتعلقة بالظروف الداخلية.

وأوضح المحلل السياسي، أن الرئيس سيحذر كل القادة العرب من خطورة النوايا الإسرائيلية فيما يتعلق بمبادرة السلام العربية.

يشار إلى أن زيارة الرئيس عباس للقاهرة اليوم، هي الأولى منذ عدة أشهر بعد توتر العلاقات من الطرفين، ويتوقع أن يكون سبب توتر العلاقات هو تأثير محمد دحلان على القيادة المصرية.

إلى ذلك، وصف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، لقاء الرئيس محمود عباس، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الاثنين، بـ "الصريح والواضح" في جميع القضايا التي طرحت، وفِي مقدمتها التنسيق للمرحلة القادمة خاصة في ظل التغيرات الإقليمية والدولية التي حصلت.

وأضاف الأحمد في تصريحات من القاهرة للوكالة الرسمية "وفا" عقب اللقاء، إنه تم الاتفاق على  تعزيز الوضع الفلسطيني، وتقوية موقف منظمة التحرير الفلسطينية، ومساندة الشعب الفلسطيني في نضاله لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى ضرورة التحرك على الصعيد الدولي، خاصة في ظل الزيارات القريبة للرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني والرئيس عباس للولايات المتحدة. 

واشار الأحمد، إلى أنه تم الاتفاق أيضاً خلال اللقاء على ضرورة التحدث كأمة عربية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية مع المجتمع الدولي، وأن تكون بلغة موحدة واحدة تعزز الموقف الفلسطيني وتعمل على تهيئة الظروف من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس الشرقية عاصمة لها وحل قضية اللاجئين وفق القرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. 

وأكد عضو اللجنة المركزية، أن القمة تناولت الاستعدادات حول القمة العربية الثامنة والعشرين والتي ستعقد في الأردن الشهر الحالي وضرورة الخروج بقرارات موحدة، لكي تعزز أيضاً الموقف الفلسطيني، وسبل تنقية الأجواء وتعميق التنسيق الثنائي وتعميق العلاقات الثنائية المصرية الفلسطينية في كافة المجالات ليعزز أهداف الموقف الفلسطيني، وأهداف الأمة العربية، مؤكداً على تعزيز الدور المصري كقائدة للأمة العربية وتتحمل مسؤولية أساسية في مجابهة التحديات التي تواجه الأمة العربية والعمل على حل كافة القضايا.

وأكد الأحمد، عمق العلاقة بين الرئيس محمود عباس وأخيه عبدالفتاح السيسي، منوهاً إلى أن مصر بما لها من ثقل على الصعيد الدولي ومكانة في المنطقة قادرة على المساهمة في حل القضايا العالقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والمهم أن مصر تعمل جاهدة لتقديم الدعم اللامحدود للموقف الفلسطيني.