ثمن الوردة الواحدة 10 شواقل.. الأمهات ينعشن سوق الورود
تاريخ النشر : 2017-03-21
ثمن الوردة الواحدة 10 شواقل.. الأمهات ينعشن سوق الورود
ورد طبيعي


خاص دنيا الوطن- علاء الهجين
لم تمنع الأوضاع الاقتصادية المتردية في قطاع غزة، الشابة فداء إبراهيم من التوجه إلى أحد محال بيع الورود في غزة، لشراء باقة ورد من أجل أن تهديها لوالدتها في يومها العالمي، كنوع من الوفاء لها.

الشابة فداء، لم تكترث لارتفاع ثمن باقة الورد، والتي كلفتها نحو 70 شيقلاً، بعد أن طلبت من صاحب متجر الورد أن يزين لها ضمة الورد بمختلف أنواعه وألوانه، لتقدمها للمرأة التي أنجبتها ورعتها على مدار سنوات عمرها.

تؤكد الشابة، أنها ذهبت خصيصاً إلى بائعي الورود من أجل شراء باقة ورد جميلة، تفاجأت بداية الأمر من ثمن الوردة الواحدة والتي وصلت لـ 10 شواقل، لأنها كانت تشتريها بغير الأعياد والمناسبات بـ 3 شواقل فقط.

وتضيف: "لأنها ست الكل، فالغالي يرخص لها، واخترت أن أهديها باقة من الورد، لأنه يعبر عن مشاعر جميلة بداخلي، تجاه من تحملت الصعاب لأجل سعادتي".

من جانبه، يؤكد الشاب محمد نافذ (22 عاماً) من محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، أن والدته متواجدة في قلبه بكافة الأيام، لا يقتصر حبه لها فقط بيومها العالمي، لكنه بذات الوقت لا يريد أن تفوت عليه فرصة إهدائها باقة من الورد كنوع من الوفاء لها.

ويضيف نافذ: "توجهت لأحد محال الورود بالقرب من مكان سكني لأشتري ضمة ورد تليق بمقام والدتي، وبالرغم من ارتفاع ثمن الورد بهذا اليوم، إلا أنني طلبت من بائع الورد أن ينسق لي ضمة من ورد الجوري، وسوف أهديها لها، لأني أحب أن أراها دائمة السعادة".

ويتابع: "الورود لها قيمة معنوية كبيرة، أكثر من كونها مادية؛ فهي تشعر الشخص بالفرح والسعادة ويعتبرها من الهدايا المميزة التي يمكن أن يهديها لوالدته".

وتراجعت زراعة الزهور بعد عام 2000، بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وإغلاق المعابر أمام عمليات التصدير أو تعقيدها، بالإضافة إلى عمليات تجريف وقصف الأراضي الزراعية، مما أدى إلى خسائر فادحة مُني بها المزارع الفلسطيني، أدت إلى تحوله عن زراعة الزهور، لتتقلص المساحة المزروعة من1000 دونم إلى 38 دونمًا، معظمها انحصر في محافظة رفح جنوب القطاع، والبعض منها شمال القطاع.

وتكلفة زراعة دونم الزهور الواحد، وفق الإحصائيات المتوفرة لدى المزارعين وأصحاب الاختصاص، نحو 8000 دولار تقريباً، ويبقى الرقم مرشحاً للزيادة في حال تعرض الأرض الزراعية لأوبئة، أو لعوامل طقس غير مناسبة للشتلات، ويحتاج دونم الزهور الواحد يومياً 3-5 كوب من الماء.

وكان قطاع غزة يصدر 60 مليون زهرة سنوياً إلى أوروبا في السنوات السابقة، إلا إن المزارعين باتوا يعانون من قلة التصدير بسبب الإغلاقات والمعوقات الإسرائيلية المتكررة للمعابر.

وينتظر أصحاب متاجر الورود في قطاع غزة، مناسبة عيد الأم بفارغ الصبر، لأن تلك المناسبة تنشط سوق الورود في غزة، بعد ركود في البيع يستمر طوال العام.

من جهته، يوضح رامي المخللاتي صاحب أحد محلات بيع الورود بمدينة غزة، أنه يوجد عدة أصناف من الأزهار تباع داخل محله ومنها: القرنفل والجوري واللواندا والزنبق والديليوم، منها ما هو إنتاج محلي وآخر يتم استيراده من الداخل المحتل، كون الأراضي باتت غير صالحة لزراعة الورود نتيجة تدميرها من قبل الاحتلال الإسرائيلي خلال الحروب الثلاثة على القطاع.

ويبين المخللاتي أن بيع الورود مقتصر على بعض المناسبات مثل عيد الأم وعيد الحب ومواسم الأفراح، لافتاً إلى صعوبة حفظ كميات كبيرة من الورد.

ويقول: "يمكن للورد في الوضع الطبيعي أن يحفظ لفترات طويلة داخل الثلاجات، لكن الأوضاع في غزة لا تساعد وتساهم بتلف كميات كبيرة يومياً".

ويضيف: "أسعار الورود في الوقت الطبيعي متفاوتة، وكل نوع منها له سعره الخاص، فالجوري سعر الوردة الواحدة منه ثلاثة شواقل، والقرنفل بـ 2 شيقل، وزهرة اللواندا الشهيرة تباع بـ 5 شواقل".

ويتابع: "في المناسبات كعيد الأم يصل سعر الوردة الواحدة 10 شواقل، وتنشط حركة بيعها للناس، لأن معظم المواطنين يفضلون إهداء أمهاتهم باقات ورد، لذلك ننتظر هذه المناسبة بفارغ الصبر".